أوكرانيا اليوم / كييف / توقع السفير السعودي لدى أوكرانيا جديّع الهذال أن تواجه السعودية صعوبات في استيراد الشعير الأوكراني في حال توسعت الاضطرابات إلى منطقة الجنوب الزراعية.
وقال الهذال في حديث إلى «الحياة»: «الشعير وهو السلعة الرئيسة التي تستوردها المملكة من أوكرانيا بقيمة 350 مليون دولار سنوياً لا نواجه صعوبات في الحصول عليه حالياً، ولكن إذا طالت الأزمة وتعقدت الأمور ووصلت إلى الجنوب الأوكراني الذي يعد مركزاً رئيساً لتصدير الحبوب على مستوى العالم، فمن المحتمل أن تكون هناك صعوبات، وتحديداً في عملية الشحن».
وفي ما يتعلق بالاستثمارات السعودية هناك والمخاطر الأمنية التي ربما تواجهها، قال: «هذه الاستثمارات البالغة قيمتها 100 مليون ريال وتتركز في القطاع الزراعي آمنة إلى حد بعيد حالياً، ولا خطر عليها»، لافتاً إلى أن حجم التجارة البينية بين البلدين يراوح بين 900 مليون و1.2 بليون دولار سنوياً.
وأضاف: «هناك فرصة كبيرة لزيادة التبادل التجاري مع أوكرانيا إذا ما استقرت الأمور السياسية، ونحن متفائلون كثيراً بتاريخ 25 أيار (مايو) المقبل، الذي ربما تنتخب فيه حكومة جديدة ربما تجلب معها الاستقرار إلى المنطقة، وربما تكون حكومة داعمة للاستثمارات الأجنبية وتحمي المستثمرين وممتلكاتهم».
وحول الأوضاع السياسية والأمنية في أوكرانيا، قال السفير: «الوضع الأمني في العاصمة كييف هادئ، مع حذر شديد وترقب للأزمة المتصاعدة في جزيرة القرم والمناطق الشرقية من أوكرانيا، مع تدخل الروس العسكري في القرم وبعض المناطق».
وتابع: «الحكومة الموقتة أو الجديدة في القرم تطالب باستفتاء بعد خمسة أيام، وهو استفتاء تعتبره الحكومة المركزية في كييف غير شرعي وغير دستوري، لأن الاستفتاء على الرئاسة يجب أن يكون لجميع الشعب الأوكراني، كما أن هذا الاستفتاء يتم في ظل وجود قوات روسية في الجزيرة، لذلك هناك توتر في شبه جزيرة القرم، وهناك حركة ديبلوماسية مكثفة بين الغرب وروسيا لاحتواء الأزمة».
وأكــــد الهــذال أن السعوديين الذين يعيشون على الأراضي الأوكرانية بعيدون عن أي خطر محتمل حالياً، لوجودهم في العاصمة كييف الهادئة نسبياً، وقال: «السعوديون يتركزون في العاصمة وأعدادهم بسيطة. هناك خمسة ديبلوماسيين وتسعة طلاب في مأمن عن كل خطر. أما السياح فعادة لا يأتون إلى هنا في هذه الفترة من كل عام».
وأشار إلى أن الأحداث في أوكرانيا بدأت منذ أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وتناقلتها وسائل الإعلام، فكان هناك حذر شديد من المواطنين، «كما أطلقنا من جهتنا تحذيرات قبل أكثر من شهرين تتضمن تحذيراً من عدم الاقتراب من مراكز التجمعات والمظاهرات والاحتجاجات حتى لا يتعرضوا إلى أي أذى».
ولفت الهذال إلى تواصله الدائم مع المبتعثين والدارسين على حسابهم الخاص هناك، وقال: «لدينا فقط تسعة طلاب متوقع تخرجهم هذا الصيف، ونحن على اتصال دائم معهم. وسبق أن اجتمعت مع بعضهم قبل أسبوعين بعد حضورهم إلى السفارة، وطلبنا منهم المغادرة إلى المملكة والعودة مع استقرار الأوضاع السياسية والأمنية، وفضّلوا إكمال دراستهم، سوى طالب واحد حضر من خارج كييف وزودناه بتذاكر سفر وسهلنا له مهمة العودة إلى البلاد».