أوردت جريدة “الخليج” الإماراتية على موقعها الإلكتروني صباح اليوم الجمعة تقريرا نسبت فيها لمن وصفتهم بمسئولين خليجيين وإماراتيين تأكيدهم على قرب تخلي حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر عن الحكم، وتسليمه لولي عهده.
ونشرت الجريدة تقريرا مطولا جاء فيه أن مسئولين خليجيين وأوروبيين أكدوا للجريدة بالتطابق أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني “جاد جداً” بشأن تخليه عن السلطة، وتسليمها إلى ولي عهده الشيخ تميم بن حمد، وأن ترتيبات بهذا الشأن يتوقع أن تعلن قريباً .
وجاءت تأكيدات هؤلاء لـ”الخليج” في أعقاب التسريبات التي أوردتها صحف غربية بشأن تنازل أمير قطر عن الحكم لولي عهده، حيث ذكرت مصادر تحدثت إلى “الخليج” أن أمير قطر اتخذ هذا القرار بعد أن توصل إلى قناعة تامة بأن نجله الشيخ تميم “أصبح ناضجاً وجاهزاً ومؤهلاً بجدارة لتولي مقاليد الحكم”، وأشارت إلى أن الأمير برر قراره برغبته في “أن يرتاح” بعد سنوات طويلة من الحكم في فترة زمنية شهدت أحداثاً عاصفة وصعبة في المنطقة .
وأكد المسئولون أن الشيخ تميم يتميز بالحكمة ولديه علاقات جيدة، وارتباطات وثيقة بالقادة الخليجيين، كما أنه يؤمن بشدة بأهمية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودوره، فضلاً عن العلاقات الجيدة التي كونها الشيخ تميم مع الدول الغربية .
ولفت المسئولون الخليجيون والأوروبيون إلى أن ولي العهد القطري يحظى بالاحترام والتقدير إقليمياً وعربياً ودولياً، وتدرب جيداً على مهام الحكم، وتولى إدارة ملفات إقليمية مهمة مثل مفاوضات السلام في دارفور السودانية، وتسوية الأزمة اللبنانية، وجهود النقل السلمي للسلطة في اليمن . وأكدت المصادر أن هناك قناعة تامة في قطر والمنطقة الخليجية والغرب بأن الشيخ تميم مؤهل لتولي السلطة في قطر.
لمع اسم الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني في الساحة المحلية والإقليمية والدولية منذ تعيينه ولياً لعهد قطر في الخامس من أغسطس ،2003 ومنذ ذلك الحين بدأ يطلع بمناصب قيادية في الدولة ومثل بلاده نيابة عن والده الأمير حمد بن خليفة في محافل عدة مكنته من بناء علاقات وثيقة بزعماء دول عديدين، مما منحه نفوذاً متزايداً في الدوحة جعله مهيأ لقيادة البلاد حينما تستكمل الترتيبات لذلك.
إضافة إلى توليه منصب ولي العهد، جمع الشيخ تميم مناصب أخرى، فهو نائب القائد العام للقوات المسلحة، ونائب رئيس مجلس العائلة الحاكمة . ونائب رئيس المجلس الأعلى للشئون الاقتصادية والاستثمار، ونائب رئيس اللجنة العليا للتنسيق والمتابعة . كما يترأس عدداً من المؤسسات من بينها المجلس الأعلى للبيئة والمحميات الطبيعية، والمجلس الأعلى للتعليم، والمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار، وإدارة هيئة الأشغال العامة والهيئة العامة للتخطيط والتطوير العمراني، ومجلس أمناء قطر واللجنة الأولمبية القطرية . كما مشاريع تنوية ضخمة تابعة له من ذلك مشروع رؤية قطر الوطنية ،2030 والأمانة العامة للتخطيط التنموي، وجهاز الإحصاء، واللجنة الوطنية للشفافية والنزاهة، وأكاديمية التفوق الرياضي، والحي الثقافي .
ولد الشيخ تميم بن حمد في 3 يونيو،1980 وهو ثاني أبناء أمير قطر، حاصل على الشهادة الثانوية من مدرسة شيربورن في المملكة المتحدة عام ،1997 وتخرج في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية بالمملكة المتحدة العام ،1998 ومتزوج من الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني منذ 8 يناير 2005 وأنجبا الشيخة المياسة (2006)، والشيخ حمد (2008)، والشيخة عائشة (2010)، وفي عام 2009 تزوج من العنود بنت مانع الهاجري وأنجبا الشيخة نائلة (2010) .
في عام 2006 اختير أفضل شخصية رياضية بالوطن العربي . كما حصل في العام الذي يليه على الوسام الأعلى للمجلس الأولمبي الآسيوي . ونال عدداً من الأوسمة أبرزها وسام المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من دولة الإمارات عام ،2004 ووسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة من مملكة البحرين في العام ذاته.
وأكسب الحضور القوي للشيخ تميم في الدولة وفي العائلة الحاكمة نفوذا متزايداً، خصوصاً في مجال الأمن الداخلي، ومكنته وظيفته وليا للعهد ونيابة القائد العام للقوات المسلحة من الاطلاع على ملفات خطيرة بعضها يتعلق بالدور القطري في قضايا إقليمية ودولية .
ومن موقعه ذاك، شارك الشيخ تميم في العديد من المبادرات الدبلوماسية الإقليمية لدولة قطر، بما في ذلك المحادثات حول دارفور بغرب السودان والأزمة السياسية في لبنان، كما مثل بلاده في جهود الانتقال السلمي للسلطة في اليمن بعد الاحتجاجات التي أجبرت الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن التنحي عن السلطة . وبعد اندلاع ما يعرف بـ “الربيع العربي” عاضد الشيخ تميم بقوة جهود بلاده في مسك ملف الثورات وسط تأكيدات بأنه نسج علاقات وثيقة مع جماعة “الإخوان المسلمون” في تونس ومصر .
ويتطابق هذا النشاط المتنامي للشيخ تميم مع التسريبات المتواترة عن قرب تسلمه لحكم قطر خلفاً لوالده الشيخ حمد بن خليفة . ونشرت صحف بريطانية وأمريكية وفرنسية الأيام الماضية تأكيدات نقلاً عن مصادر مطلعة في الدوحة أن نهاية أغسطس المقبل سيكون موعد تسليم السلطة .
وذكرت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية أن كبار المسئولين في قطر أبلغوا نظراءهم في دول عدة أن الوقت قد حان لكي يتولى الشيخ تميم بن حمد زمام الحكم في الدوحة .
وكانت أوساط دبلوماسية أمريكية أكدت قبل أشهر أن إجراءات خاصة قام بها أمير قطر واستهدفت المؤسسة الأمنية وشملت تنقلات وإقالات لكبار الضباط، قرئت في وقتها، على أنها تسهيل لعملية انتقال السلطة إلى ولي العهد تميم بن حمد .
يشار إلى أن الشيخ تميم قد تولى ولاية عهد أبيه بعد أن تنازل عنها أخوه الأكبر الشيخ جاسم بن حمد برغبة منه .
وفي الخامس من أغسطس 2003 أعلن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قبول تنازل الشيخ جاسم لصالح الشيخ تميم .
وأعلن الشيخ جاسم بن حمد في نفس اليوم في كلمة مسجلة، أعلن خلالها تنازله بمحض إرادته، مؤكدا ثقته في أخيه الشيخ تميم لحمل أمانة ولاية العهد .
والشيخ جاسم من مواليد 24 أغسطس 1978 وهو خريج ساندهيرست ويشغل منصب الممثل الشخصي لأمير البلاد، والده الذي لعب دوراً كبيراً في توسع حضور قطر في المحافل الإقليمية والدولية .
والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مولود في الأول من يناير عام 1952 تلقى دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس الدوحة، ثم التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة وتخرج فيها في شهر يوليو من عام1971 ، لينضم بعدها إلى القوات المسلحة القطرية وتدرج في المناصب والرتب العسكرية حتى رقي إلى رتبة لواء وعين قائدًا عاماً للقوات المسلحة .
تم تعيينه ولياً للعهد ووزيراً للدفاع في نهاية مايو،1977 ، وفي 27 يونيو 1995 تولى مقاليد الحكم إثر انقلاب أبيض على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي كان في زيارة إلى سويسرا وبحكم منصب والده أصبح الشيخ حمد قائداً عاماً للقوات المسلحة القطرية إضافة إلى رئاسته مجلس العائلة الحاكمة.
أسوار برس