%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF أوكرانيا

الحمود في حوار خاص مع اوكرانيا اليوم : الغرب لم يمارس الضغط الحقيقي على روسيا اتجاه موقفها من سوريا

أوكرانيا اليوم / خاص

الحمود أوكرانيا

قال  الخبير الاقتصادي والسياسي الاردني الدكتور نصير الحمود لو قام الغرب بممارسة ضغوط حقيقية على روسيا لوجدنا اضطرار الاخيرة لتغيير موقفها بشكل جذري .وجاء حديث الحمود في حوار شامل مع اوكرانيا اليوم . ويذكر ان الحمود سياسي اردني يعمل نائب رئيس صندوق تنمية الصحة العالمية وسفير النوايا الحسنة، المدير الإقليمي لمنظمة (إمسام) سابقاً – المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة. مستشار الشئون الدولية لجمعية اللاعنف العربية. وفيما يلي نص الحوار:

هل ترون تغير في الموقف الروسي اتجاه سوريا؟

نعم يبدو أن هناك ميل من قبل الروس لتقبل الأمر الواقع وما تفرزه التطورات الميدانية في سوريا من قبيل رجحان كفة الثوار على الجيش النظامي في غير موقع خصوصا مع حصار عدة مطارات عسكرية والسيطرة على بعضها فضلا عن تعطل رحلات الملاحة عبر مطاري حلب ودمشق.الروس مطالبون بإبرام شراكة مع الشعب السوري وليس مع نظام شارف على الإنهيار، فعليهم التعويل على مستقبل البلاد الذي ستكون فيه الغلبة للمواطنين وليس لمجموعة صغيرة حاكمة مكنت موسكو من إدامة مصالحها في المنطقة، فمن منظور استراتيجي باتت سوريا منطقة النفوذ الأخيرة للروس في الشرق الأوسط، ولتلافي خسارتها بشكل كلي من المهم أن تقرأ روسيا السيناريو المستقبلي حتى لا تخرج نهائيا من المنطقة.ولو قام الغرب بممارسة ضغوط حقيقية على روسيا لوجدنا اضطرار الاخيرة لتغيير موقفها بشكل جذري لكن الغرب يريد ان يضرب عصفورين بحجر واحد عبر هذه الثورة، فمن جهة هو يريد استبدال نظام غير موال له ومن جهة ثانية يريد تدمير البلاد وجيشها ومؤسساتها، لينشغل السوريون على مدار عقود مقبلة بعملية بناء بلادهم من جديد وعدم تشكيل أي خطر مستقبلي على اسرائيل.يحاول الروس تمثيل ما يجري في سوريا على أنه حرب أهلية أو بوادر لإندلاع هذه الحرب الأهلية، وذلك لتبرير بقاء النظام الضامن لوحدة واستقرار سوريا وهذا أمر غير حقيقي، فنظام الأسد هو من يحاول ايجاد هذه الفتنة لتبرير بقائه.

لقد عاش السوريون منذ فخر التاريخ متحابين ومنسجمين على الرغم من تمايزهم الثقافي والعرقي والعقائدي حيث كان هذا التنوع بمثابة قوة اضافية لبلادهم ولم يكن ذلك أبدا مصدرا للقلاقل والاقتتال.

بعد الاستفتاء على الدستور في مصر هل تتوقعون تجاوز الازمة؟

أعتقد بأن نتيجة الاستفتاء على الدستور وعلى الرغم من رفضها من قبل ثلثي المصريين غير أنها تجسد وجهة نظر الأغلبية وهي ذات الآلية الديمقراطية المتبعة في أهم الديمقراطيات الكبرى، لذا من المهم قبولها واحترامها تمهيدا لبدء البلاد في جهود التنمية التي توصلها للإزدهار الاقتصادي.أعتقد بأن المصريين استطاعوا قطع شوط مهم من هذه الأزمة، فيما أتمنى من المعارضة والاعلام الخاص الكف عن تهويل الأمور ومحاولة الهدم بمعاولها لما تم انجازه.أنا وغيري لديهم ملاحظات حول بعض القرارات التي اتخذت في عهد الرئيس مرسي، غير أنني أرى أن لدى المعارضة فرصا كبيرة لتغيير تلك القرارات والتوجهات أو حتى ما تم إدراجه من بنود في الدستور وذلك عبر آلية الانتخابات والوصول لمجلس الشعب.مخاوفي حول مستقبل مصر في المدى القصير تتمحور حول الواقع الاقتصادي واستمرار استنزاف الاحتياطات المالية في البلاد وتعطل مناحي الحياة المختلفة بحجة ممارسة  الديمقراطية “السلبية”، لما لذلك من دور غير محبب في وقف تدفق الاستثمارات والسياح للبلاد التي تعتمد على هذين المصدرين لأغراض توليد فرص العمل والقضاء على نسب البطالة المرتفعة.

كخبير اقتصادي بارز هل الاردن والعراق يتجدد بينهما التعاون الاقتصادي دون تدخل اقليمي لعرقلة هذا التعاون؟

هناك اختلاف واضح وكبير في الرؤى الاقليمية والاستراتيجية بين عمان وبغداد، إذ تصطف كل من العاصمتين في محورين مختلفين ومتباعدين، كما أن سياسة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حيال الأقاليم السنية لا تنال رضا المؤسسة الحاكمة بالأردن، وهو ما قد يجعل الاتفاقايات ذات طبيعة هشة حيث سيتوقف تنفيذها على مدى درجات التقارب المستقبلية بين سياستي البلدين حيال الملفات الرئيسية بالمنطقة وهي القضية الفلسطينية وايران وسوريا والعلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي.

أعتقد بأن التسهيلات الاقتصادية والنفطية الممنوحة للأردن من قبل العراق، جاءت في ظل مصالح اقليمية تسعى بغداد لتنفيذها من قبيل الاعتماد جزئيا على ميناء العقبة لتصدير النفط واستيراد السلع في ضوء توتر العلاقة مع تركيا التي يتم عبر مينائها جيهان تصدير جزء مهم من النفط العراقي اضافة الى ميناء البصرة الصغير نسبيا وغير القدر على تلبية نمو الطاقات الإنتاجية للخام العراقي.

من المهم أن يكون الموقفين العراقي والأردني منسجما حيال الملف السوري نظرا للآثار الجانبية المتوقع أن تصيب البلدين في حال حصول أي سيناريو مستقبلي فوضوي في سوريا.

كيف ترون التغييرات الاخيرة في اليمن؟

هناك تحسن بطيئ تشهده البلاد حيث يسعى الرئيس عبد ربه منصور هادي إجراء اصلاحات في المؤسستين المدنية والعسكرية وتويحد الجيش غير أن تلك المساعي تصطدم بالنفوذ المتجذر لسابقه علي عبد الله صالح والذي لا يزال يمارس سطوته في عدة مؤسسات محلية.

كما تصطدم مساعي التنمية بمؤشرات غير مبشرة تعيشها البلاد من حيث مستويات الفقر والبطالة والأمنية وهي عوامل تعوق قدرات اليمن على النهوض وبناء اقتصاد حداثي، فيما تطالب الحكومة ايضا باجتثاث مواطن الفساد التي أرهقت مقدارت البلاد وجعلتها تفقد كثيرا من مقوماتها المالية.المواجهة مع القاعدة والحوثيين والجهات الانفصالية أمر يزيد تعقيد المشهد اليمني، إذ انني أرى بأن حالة الهدوء الراهنة قد تمهد لإنجار جديد يقود البلاد لمزيد من المصاعب المستقبلية.ومع تمنينا لعودة اليمن صاحبة الحضارة وموطن العرب الأوائل لموضعها الريادي الطبيعي، غير أن كثيرا من المؤشرات لا تدفعنا للتفاؤل، رغم تقديرنا لمواقف كثير من الدول الصديقة لليمن التي تعهدت بمساعدة البلاد على الخروج من محنته

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …