“لكل داء دواء يستطب به***الا الحماقة أعيت من يداويها”
نعم أيها السادة…للحماقة اخوات و بنات و عمات و ابناء عم وخال.. كالجهل و السذاجة و التفاهة والسفاهة.. و رغم ان كلامي لن يعجب الكثيرين الا انه وجب قوله..
من الحماقة بمكان ان يتصور المجتمع العربي قاطبة – واقصد هنا الشعوب- ان آفة كورونا هي مزحة عام ٢٠٢٠ أو هي مؤامرة كونية حيكت من اجل القضاء على “أمة الحق” و ان الغرب اليوم يحاول القضاء علينا من باب “لن ترض عنك اليهود ولا النصارى”..
لا أيها السادة، الدول الغربية اليوم تعاني هي الأخرى من ويلات الفيروس الذي ينتشر بشكل مخيف بين سكانها.. مرض لم يحسب له احد حسابًا…بل هم اول من استهان بالوضع و اليوم يحصدون النتائج .. مئات الآلاف من المصابين و مئات الوفيات بشكل متسارع..
كلامي هنا سأوجهه “للمؤمنين-المتهاونيين- حيث لا اقصد الواعيين و العارفين بخطورة الوضع… الأمراض كانت على مدى العصور.. مذ بدأ الخلق… حتى انه من المضحك في بعض الأحيان ان تقرأ ما خطه التاريخ في بعض الأوبئة.. لكم مثال على ذلك.. كان العرب في الجاهلية يؤمنون بأن الطاعون وخز من الجن، ولهم في ذلك أشعار.. وقد استمر هذا الاعتقاد مع المسلمين … وهناك العديد من الدلائل على قولي هذا و الإنترنت اليوم يستطيع سرد أعمال شعراء المسلمين و الجاهلية في هذا الباب و الأحاديث التي استند عليها الفقهاء للتعليل على فتاويهم…في المقابل، لم يكن الأطباء الفلاسفة المسلمون مشايعين لهذا التعليل. ورغم المحاولات الضعيفة آنذاك الا ان العلم حاول ايجاد السبب الحقيقي.. فابن سينا اعتبر الطاعون عبارة عن دم فاسد مثلا.. وهي محاولة “يجب ان يشكر عليها…
لم تتراكم إنجازات كبيرة في عمل الفلاسفة والأطباء، فقد كانوا أقلية مجهرية جدا ومتناثرة على طول جغرافيا البحر المتوسط وآسيا بكل حال، واستمر الفقهاء – وقد كانوا أكثرية كاثرة -في تأطير هياكل التفكير العامة للمسلمين منذ القرن السادس عشر ميلادي، الا ان اكتشف الأطباء ان البراغيث التي تعيش على الفئران هي السبب في الطاعون.. ووجدوا المصل المداوي له…
فيا سبحان الله…هل توقف الجن عن الوخز بعد ان وجد المصل؟؟؟
كلامي ليس استهزاءا… كلا وحاشا.. بل تأكيد على ان “البراباغاندا” كيفما كانت هي وجدت من اجل كبح التفكير .. كما قلت فالأمراض كانت على مدى العصور .. ومنذ ان بدأ الخلق … هي ليست اختبارًا كما يصوره البعض، وليست “بلاءا” كما يروج له اصحاب الذقون و اللحى .. بل هي تحدث بتطور البشرية و العصور و التكنولوجيا…
و حتى و ان كانت “ابتلاءا من الخالق” فقد وجب على المؤمنين اتخاذ الحيطة و الحذر و اتباع كلام المولى المنزل في كل الكتب السماوية “ولا تلقوا بانفسكم إلى التهلكة” “ولاتقتلوا النفس التي حرم الله”
احبتي،.. وجب على الجميع الحذر.. وان كانت الحكومات و الدول- حتى العربية منها- تقوم بعملها على اكمل وجه من اجل الوقاية من الوباء /وهي مشكورة على ذلك.. بل ويحسب لها ما تقوم به/… وجب على العامة الرضوخ للأوامر و الاستماع للنصائح و البقاء في البيوت.. لا التجمهر في الشوارع أو التظاهر أو عدم الاتعاظ كما نشاهد في بعض الدول العربية لسوء الحظ..
اعزائي… لست بفقيه أو عالم دين.. لكن الواجب اليوم يحتم ان نقول للجميع .. من أراد التضرع لله فليتضرع في بيته ومع أهله.. من أراد الصلاة و البكاء فليفعل ذلك في بيته.. ومن أراد الموت والرضوخ له فليخرج من داره..
جاء الوقت إلى ان يعود “شيوخ التلفاز” ويغيروا قناعات المواطنين.. جاء الوقت إلى ان يظهر من جديد “أئمة الثورات” و “المحرضون على الحكام” ان يفهموا الجميع ان السلاح اليوم هو الوقاية .. الوقاية خير من العلاج… وإلا فان الوباء سيعم البلاد و ينتشر في العباد و سيفني بشكل أو بآخر أمة “اقرأ”…
كل هذا في انتظار ان يجد علماء “الغرب” الدواء لننجوَ و نتعالج به نحن..
تحياتي للجميع.. دعواتي للقريب و البعيد بالصحة و السلامة … و تمنياتي لكم و انا بالحكمة و التدبر