5555 أوكرانيا

الحل الروسي للازمة السورية وفشل منتدى موسكو….

خالد ممدوح العزي / وجهت روسيا الدعوة للمعارضة والنظام للمشاركة في الحوار في موسكو ، وتعهدت 5555 أوكرانياالحكومة الروسية ووزارة الخارجية الروسية بعد التدخل في هذا الحوار ولكن الإدارة بإشراف مدير معهد الاستشراق، لكن الحقيقة إن وزارة الخارجية هي المشرفة بالتفصيل الممل على الدعوات وسير المفاوضات فالمفاوضات كانت  تجري في مبنى وزارة الخارجية الروسية.وما  كان من “فيتالي نعومكين” مدير المعهد المستشار لدى الخارجية الروسية سوى تنفيذ المهمة المكلف بها .

وكشف هيثم مناع المعرض القريب من النظام عن أن الوسيط الروسي، “فيتالي نعومكين” هو الذي أعدّ إعلان المبادئ الذي صدر عن منتدى موسكو قبيل انعقاده وأنه لم يجر أي تعديل يُذكر عليه خلال المنتدى ووصف تصريحاته بـ “المضحكة، وشدد على أن الطرف الروسي “لم يعد وسيطاً مقبولاً”، ونوّه بأن أفضل ما قام به هو عدم ذهبه لموسكو.

وكان منتدى موسكو قد اختتم أعماله بتاريخ 29 يناير2015 ، وقد شدد أقطاب منتدى موسكو المعارض على  رفضهم لتواجد المسلحين الأجانب على الأراضي السورية دون موافقة الدولة السورية، وحثهم على مواجهة الإرهاب ورفض التدخل الخارجي والحفاظ على القوات المسلحة، ولم يشيروا في لقائهم  إلى ضرورة تغيير النظام ، وسرعان من اعتبرتهم روسيا معارضة سورية يسمحون بتواجد “الإيرانيين والعراقيين وحزب الله) في سورية، وهي المطالب التي تتطابق مع مطالب النظام السوري.
 وبحسب  تصريح رئيس وفد النظام ألى حوار موسكو النظام السوري بشار الجعفري شدد فيه على ان  النظام  يواجه “بقوة” ما يسميه جبهة الاستكبار العالمية.  

وبعد نهاية اعمل منتدى موسكو والذي أصر الجميع على عقد لقاء أخر دون تحديد تاريخ لهذا اللقاء ،لكن  في بداية روسيا سمته مؤتمر موسكو 1 ثم تنازلت وسمته لقاء موسكو1 وأخيرا سمته منتدى موسكو نظرا لضعف وضحالة التمثيل. 
وهنا يطرح السؤال بقوة على الجميع،  والذي لم يحظى بجواب لدى كل المراقبين والمحللين والمتابعين للملف السوري،  بأي حق تختار موسكو ممثلين عن المعارضة السورية، ومن الذي نصحها بذلك طالما كانت تقدم نفسها على الحياد وبكونها طرف نزيه  ، هل هي المخابرات السورية أم قدري جميل من ساعد الروس على إعداد لائحة الأسماء المؤلفة من 32 اسما، وخاصة من حضر أغلبيتهم الساحقة هم من المعارضة المفبركة من قبل  السلطات السورية.وبالتالي أن كل هذا اللقاء مسرحية فاشلة،كان يحمل في طياته ثلاثة أهداف: 

1-أرادت موسكو  من هذا اللقاء تلميع صورة النظام وإظهار الأسد كباحث عن حل سياسي علما إن الأسد لا يؤمن إلا بالحل العسكري، و هو يتوهم بأنه سيسحق الثورة من خلال القوة العسكرية الهائلة المدعومة من حلفائه في إيران وإتباعهم، وبالرغم من الدعم  الخارجي الكبير  المقدم له من  ” روسيا وإيران والميليشيات الطائفية”لكنه لم يحقق أي انتصارات بل الثورة مستمرة بالرغم من كل الانتكاسات التي تصيبها . 
 2-أرادت روسيا أيضا ضرب الائتلاف الوطني لأنها وجهت الدعوة لشخصيات معارضة، وليس لكيان سياسي  
فالمعارضة السورية بدورها  (الائتلاف والشخصيات المعارضة ، إلى  جانب هيئة التنسيق  وآخرين) الحضور رفضت الدعوة الروسية لكون الروس طرف قي النزاع وليس وسيط.

 3-أرادت روسيا أيضا اللعب بالورقة السياسية السورية في صراعها مع الغرب الذي فرض عليها عقوبات اقتصادية موجعة.

لذلك اعتبر لقاء موسكو أو كما إطلاق عليه الروس أخيرا منتدى موسكو  بأنه فاشل وفضح للدور الروسي الذي ينسق في كل صغيرة وكبيرة مع نظام الأسد. 

وبالرغم من الإعلان الروسي في ختام اللقاء عن التحضير  الفعلي إلى لقاء قادم وقريب مع” المعارضة والموالاة” لكنهم لم يحدوا وقته .

وبذلك تكون الدبلوماسية الروسية قد تلقت صدمة كبيرة بفشل الثنائي( لافروف  -غدانوف )من إنجاح مؤتمر موسكو وجعله مرجعية دولية .

مما جعل الحديث في الكواليس السرية لموسكو،  والتي أفادت جهات قريبة من الكرملين إن التقارير التي يتلقاها الرئيس بوتين من مبعوثه الخاص  إلى الشرق الأوسط ثبت انها كلها خاطئة وتبين أنها تستند لتحليلات وآراء بعض العرب الموجودين في جهاز الاستخبارات الروسي والذين مازالوا يتعاملون بعقلية الاتحاد السوفييتي ولهم علاقات وارتباطات متعددة الإشكال مع الأنظمة العربية تاريخياً ومنها النظام السوري مما يجعلهم يحرفون تحليلاتهم لتناسب هذا الأمر ؟! وان تحقيقاً قد فتح بالأمر.

لذلك لا يعتقد بان لهذا اللقاء إي أفاق قادم تشجع على التحضير لأخر، إذا لم تأخذ موسكو  الواقع العملية التي فرضتها الثورة طوال السنوات الماضية  وسيكون هذا اللقاء كمثله الذي عقد في عام 2011 في دمشق، ومثل الذي عقد في طهران للمعارضة السورية وحاليا مندى موسكو.

 والملاحظ إن القوى الثورية والمعارضة السورية الحقيقية غائبة عن كل تلك اللقاءات وإنما النظام وروسيا وإيران يفصلون على كيفهم معارضة. وينسون إن الثورة قام بها الشعب السوري ولا علاقة لمن دعتهم موسكو بالثورة أو تحشد ضدهم ،وان مطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة لان هؤلاء يسرحون ويمرحون في دمشق و لا احد يعتقلهم لأنهم يخدمون النظام. كما حال المليشيات المتطرفة التي تساعد النظام في تدمير سورية وتهجير الشعب وفتله.

كاتب وباحث بالشؤون الروسية ودول أوروبا الشرقية .

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …