%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9 أوكرانيا

“الجزيرة” وأخواتها الاخوانيات أدوار في القضية الفلسطينية

سلط الضوء فضائية الجزيرة القطرية منذ يومين على ما تتناقله حركة حماس من وثائق تقول أنها الجزيرة أوكرانيااكتشفتها مؤخراً وتثبت تورط حركة فتح وجهاز المخابرات العامة الفلسطينية في حملة تشويه حماس وتوريطها في الأزمة المصرية، ولم تغفل فضائية الجزيرة، ممارسة مفهوما ” للرأي والرأي الأخر” النسبي بالتوقيت طبعاً ليكون رأي حماس هو الراجح على تصريح عابر وخاطف لمسئول في فتح يؤكد فيه على أن الوثائق مزورة، بينما غطت الفضائية معظم الوثائق التي نشرتها حماس من وجهة نظرها وكأنها صحيحة مئة بالمئة.
الجزيرة والتنظيم الدولي للإخوان

عقب عزل الرئيس محمد مرسي، من قبل ملايين الشعب المصري بعد مسيرات 30 يونيو اضطر بعدها الجيش التدخل لأخذ قراره بعزل مرسي، حفاظاً على دماء المصريين، هذا المشهد الذي أخذ صوراً مختلفة في الاعلام العربي، تبنت فضائية الجزيرة اقساها على الشعب المصري الغالب بعدده لتسمي ما حدث انقلاباً وتفتح هواها للذين يؤكدون “انقلاب ” الجيش، وأخذ نفس دورها إعلام حركة حماس ( الاقصى والقدس) اللتان تعبران عن موقف الحركة في الداخل الفلسطيني والشتات، مشفوعة بكم هائل من الماكنة الاعلامية الاخوانية في بلدان متعددة منها الاماراتية المعارضة ” وطن” والشروق القطرية والمصادر الاعلامية المصرية المملوكة لمكتب الارشاد، هذه الماكنة التي ضغط على مفتاح تشغيلها، الاجتماع الأخير للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين في تركيا، وأكد اعضاء التنظيم بغياب ” المرشد العام ” المحصن في مسجد رابعة العدوية بالقاهرة على ضرورة شن حملات إعلامية كبيرة، تغذي المشاهد العربي، بشرعية مرسي، وإنقلاب الجيش المصري عليه، واستثمار كل شاردة وواردة في سبيل اقناع المشاهد العربي أن ما يحدث في مصر هو انقلاب، لذا اعتمدت فضائيتي ( الاقصى والقدس) الفلسطينيتين التابعتين لحماس، سياسة الموجة المفتوحة لبث أحداث مصر من منصتي رابعة العدوية والنهضة على مدار الساعة، ومثلها فعلت الجزيرة مباشر، وفضائية الحوار التي تبث من لندن، كتعويض ضروري من بعد اغلاق الفضائيات المصرية التابعة للجماعات الاسلامية، وهذا من أهم القرارات التي اتخذها اجتماع التنظيم الدولي للاخوان، وهدفه من ذلك الترويج “لشرعية” الاخوان والانقلاب عليهم من قبل الجيش المصري .

الـ بي بي سي و الغارديان والخط الاخواني الساخن

ولكي تستكمل دائرة الاقناع ( المعاد تصنيعه) لدى المشاهد العربي كان لا بد من شراء منابر إعلامية من خلال صفقات ضخمة عقدها التنظيم الدولي للإخوان مع محطات ال بي بي سي البريطانية، وصحيفة الغارديان البريطانية ايضاً والتي يعود اغلب اسهمها لدولة قطر ” الحمدانية” لكي تعكس وجهة نظر الاخوان، وتغلب مصادرهم المحلية على باقي المصادر الاخرى ليخرج المشاهد العربي بقناعة أن الاخوان اصحاب”الشرعية الدستورية” في مصر اضطهدوا وانقلب عليهم الجيش .

لماذا حركة حماس في الازمة المصرية؟

في المبدأ الثاني لميثاق حركة حماس، التي تأسست عام 1987 جاء أن حماس جناح مسلح لحركة الاخوان المسلمين، هذا عند تأسيس الحركة، ولم يكن قرار أنها جناح مسلح يومها فكرة فلسطينية، بل جاءت بقرار من التنظيم الدولي لحركة الإخوان والتي كان يتولى منصب المرشد العام فيها أنذاك الراحل الدكتور مصطفى مشهور، وهذا القرار تم تفعيله من قبل الجماعة الاسلامية ونواتها في فلسطين المجمع الاسلامي ورئيسه الشيخ الشهيد أحمد ياسين، وبقي اداء الولاء في حركة حماس، للمرشد العام للاخوان ومكتب الارشاد الذي يؤدي ولائه بشكل دوري الى التنظيم الدولي للاخوان .

لهذه الاسباب تعتبر حماس نفسها فرعاً من أصل كبير هو التنظيم الدولي للاخوان، وتبعيتها لمكتب الارشاد في مصر خاص بقطاع غزة، بينما في الضفة الغربية وفلسطين 48 يكون اداء الولاء للمراقب العام للإخوان في الأردن، وفي هذا المفهوم لا يمكن لوم حركة حماس، على مواقفها الاخيرة مما يجري في مصر، وتبنيها مواقف مكتب الارشاد في القاهرة والتنظيم الدولي للاخوان ومقره سري للغاية .

الإعلام استثمار في فكر الأخوان

وفق سلسلة تقارير عربية ودولية تم اثبات أن فضائية الجزيرة شركة اعلامية استثمارية بأسهم، يمتلك معظمها التنظيم الدولي للاخوان، ومباركة الاسرة الحاكمة في قطر، تعتمد بشكلها الظاهر على صحفيين واعلاميين “علمانيين” وجوهرها ما يتوافق أهداف التنظيم الدولي للاخوان ليسهل انتشارها في العالم العربي، وانحيازها للاخوان أمر واقعي ومنطقي ماداموا أولياء نعمتها، وضمنا حركة حماس في بطن الاخوان ولا يمكن التخلي عنها، ولذا تحري بقاءها على المشهد السياسي وتثبيت سيطرتها على قطاع غزة، مهمة ذات أولوية في الماكينة الإعلامية الاخوانية، ولا بد من تشغيل المهارة الأمنية في أجهزة المخابرات المسيطر عليها من قبل الاخوان لتدبير ما يلزم من أجل تخفيف الضغط على حماس، وانزال حمولتها الثقيلة بعد أن اصبحت في لعبة المحاور العربية والاقليمية بقرار التنظيم الدولي، ولهذا تنشغل العديد من العقول الامنية بمخارج إعلامية تخدم حماس في حال تورطها بأحداث عربية وداخلية قد تكون سببا لتراجعها و ضعفها، وبلا شك تدخل التنظيم الدولي للاخوان كان مقدراً لصالح حماس بعد أن شن الاعلام المصري العام حملات واسعة ضد الحركة، واتهامها بمقتل جنود مصريين وتدبير هروب قيادات اخوانية من السجون المصرية، وغيرها من تهم منظورة اليوم في القضاء المصري، هذا التدخل كان مهماً بعد أن شعرت حماس بأنها محاربة وبشراسة، وقد تكون هذه الهجمة سببا لبداية نهايتها .

أحد المخارج الامنية الاخوانية لحركة حماس كان يوجب توريط منافسها السياسي القوي في الداخل الفلسطيني وهي حركة فتح، وكان لا بد من ايجاد الوثائق والوسائل الاعلامية التي تنشر هذه الوثائق لإقناع المشاهد العربي بأن حماس “مظلومة” وفتح تحاول توريطها بالرمال المتحركة المصرية، ولأن فتح في أضعف مراحلها التاريخية، يمكن الاعتماد عليها لتحمل حماس الى بر الامان بعد الطوفان المصري، ولطالما الفكرة أمنية فأدواتها موجودة، فحماس التي سيطرت على قطاع غزة عام 2007، وضعت يدها على مستندات ضخمة منها كتب ومكاتبات السلطة الوطنية والاجهزة الامنية، وتزويرها لم يعد بالمشكلة الكبيرة لتغذيتها بما تهوى وتشتهي حماس، ولطالما الجزيرة وفضائيات أخرى موالية للتنظيم الدولي للإخوان مستعدة لبث هذه الوثائق وأن كان بثها مضراً للقضية الفلسطينية، فمن الوقت مناسباً حداً لإنقاذ حماس وتوريط فتح في المشهد المصري المعقد.

“الاخوانية ” مبنية على مبدأ الفكرة الكبرى للمشروع الاسلامي العظيم، و لا أهمية في فكر الاخوان لمنطفة جغرافيا بعينها، بدليل أن مهدي عاكف المرشد السابق للاخوان في مصر قالها ذات مرة عن مصر التي تكبر فلسطين مرات، ولها ثقلها ووزنها ودورها ما يكفي لتكون مصدر اعتزاز وكفاية لكل عربي وليس مصري فقط، قال عنها عاكف” طز في مصر” لأن فكر الاخوان أكبر من مصر وفلسطين وتونس والوطن العربي كله، فكر يتسع للكون ولا يجد في مناطقه ودوله سوى دوائر تبرد وتسخن، وهذا الفكر يغرد في ماكينة الاعلام بطريقة مستترة وخفية لكي لا تثير مشاعر المشاهد العربي .

“الجزيرة ” الذراع الإعلامي للإخوان تمارس دورها الطبيعي بدون استغراب، ومن يرفض ممارستها من زاوية المهنية يكون وقع في مصيدة الصدمة، ومن يطلب منها أن ترتقي بمستواها الإعلامي للحفاظ على القضية الفلسطينية، ولعب دورها القومي للدفاع عن حقوق شعب تعرض لشتى أصناف الظلم، يطالبها بفقع عينها و”لضم” ابرة بخيط ابيض .

المؤكد أن الجزيرة وأخواتها الاخوانيات يمارسن التخريب في القضية الفلسطينية، للإبقاء على فكرة الاخوان الكونية، من رابعة العدوية او شمال حلب ومن قلب تونس وأطراف ليبيا، ومن القدس ومن كل بقعة زرع فيها الاخوان قمراً فضائياً وصحن الولائام الاخبارية المعدة وفق المنهج الامني رفيع المستوى، ليس المهم الدماء المسفوكة في الشوارع ولكن الأهم استمرار “الاخونة” .

وكالات

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …