الجزيرة ضد روسيا اليوم

d76750daae أوكرانيانشرت مطبوعة الكترونية روسية “منتدى الذهن الشبكي” مقالة تتحدث عن الحرب الإعلامية التي أعلنتها قناة “الجزيرة” الفضائية على قناة “روسيا اليوم” الناطقة باللغة الانجليزية. هذا ويزعم الخبراء من الجزيرة بأن زملاؤهم من القناة التلفزيونية الروسية يخوضون حملة دعائية مناهضة للغرب، يتهربون من تغطية ما يحدث في الساحة السياسية داخل روسيا نفسها. جاءت تلك الاتهامات المثيرة للاستغراب على لسان )انا دى سارسة ( الصحافية العاملة في قناة “الجزيرة”. وقد صورت تلك الإعلامية تقريرا حول نتائج ما أسمتها بدراسة معمقة لجملة من النشرات الإخبارية التي قدمتها “روسيا اليوم” لمشاهديها. وبعد معالجتها خطر ببال الصحافية من الجزيرة بغتة أن القناة الروسية تفضل التركيز على تغطية المواضيع المرتبطة بالغرب ومشاكله دون أن تعير اهتماما مطلوبا لأحداث هامة في روسيا. لكن “الجزيرةّ” تبرق وترعد خاصة بسبب الطريقة التي كانت “روسيا اليوم” تتحدث بها عن مظاهرات فصائل المعارضة غير المنتظمة في أراضي روسيا. بصدد ذلك اعتبرت )نا دى سارسة ( أن القناة التلفزيونية الروسية تسعى للتقليل من أهمية الحركات الاحتجاجية الروسية وتعتيم صورة عملها حيث تفضل استقطاب اهتمام المشاهدين إلى مظاهرات القوى المؤيدة للحكومة الروسية وإلى التطورات الايجابية في حياة البلاد. في غضون ذلك أشارت ) دى سارسة ( بلهجة معبرة أن “روسيا اليوم” كانت تغطي بدرجة أعلى من الدقة والتفصيل الاحتجاجات الشعبية العارمة في اليونان وايطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة متجاهلة المشاكل الملحة على حد قولها.

ردا على تلك الانتقادات نوهت المطبوعة الالكترونية الروسية “منتدى الذهن الشبكي” بان موجة الاحتجاجات الجماهيرية في دول الغرب كانت تدعو فعلا للنظر فيها بعين الدقة والجدية من الناحية الموضوعية. ذلك لأن مظاهرات الاحتجاج هناك ترافقها حوادث اقتحام المباني الحكومية وتبادل النار مع الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ضد المظاهرين نهيك عن إحراق السيارات وغيرها من أعمال الشغب والنهب والانفلات الأمني الكامل في أحياء منفردة من العواصم الأوروبية. وبطبيعة الحال فإن مثل هذه التطورات لا بد أن تسمر بها أنظار الصحافية أكثر قياسا بمظاهرات المعارضة في روسيا التي جرت في جو سلمي ولم تصاحب بحوادث خطيرة.

أما بشأن السياسة الإعلامية للجزيرة ذاتها فقد كشفت تلك القناة عن وجهها الحقيقي على مرأى العالم كله في السنة المنصرمة وبخاصة أثناء تغطية حركات الاحتجاج في الأقطار العربية. إذ لم يتردد الإعلاميون من الجزيرة في انتهاز أدنى فرصة لتضخيم أي مظهر من مظاهر استياء الشارع العربي وظروف المعيشة الصعبة حتى يبدو على الشاشة وكأنه كارثة كونية كما صوروا أي حدث هناك كأنه احتجاج جماهيري عارم على الطغيان والاضطهاد من قبل النظم الحاكمة.

وفي حالة شح أحداث حقيقية كانت الجزيرة تلجأ بلا أدنى خجل وحياء إلى فبركة روايات زائفة. يكفي أن نذكر هذا على سبيل المثال تحقيقاتها المزورة عن المعركة المزعومة عن طرابلس عندما كانت مشاهد القتال تصور وسط قطع ديكور خشبية بعيدا عن أراضي العاصمة الليبية. كما كان الصحفيين من الجزيرة يروجون على الهواء التلفزيوني أقاصيصهم المرعبة حول قضاء نظام القذافي على أسر معارضيه كاملة ثم ظهر هؤلاء الأشخاص فجأة سليمين أحياء. وكتبت المطبوعة الروسية تقول: نود لو أجاب الصحافيون من الجزيرة على السؤال الآتي: لماذا امتنعت قناتهم من جانبها عن إلقاء أضواء ساطعة على الاضطرابات الجماهيرية في أرض البحرين والسعودية؟ وعن التعليق على التصريحات المشبعة بروح الحربية لأمير دولة قطر الذي تبقى تلك القناة في كنفه ومازالت ترزق على يده؟

ربما أن الجزيرة حملت على “روسيا اليوم” في محاولة خرقاء لصرف الاهتمام عن حدث مشهود حقا في مسرح الحروب الإعلامية العالمية. ويقصد هنا أن القناة الروسية قد اتفقت على التعاون مع (جوليان أسانج) مؤسس موقع (ويكيليكس) المشهور على شبكة الانترنت. ومن المقرر أن يعد (أسانج) ويقدم على هواء “روسيا اليوم” برنامجا مسلسلا جديدا يحاور في إطار حلقاته القادمة مشاهير رجال السياسة والشخصيات الاجتماعية والناشطين الحقوقيين والثوريين البارزين. وقد أعلنت إدارة قناة “روسيا اليوم” عن ذلك المشروع الطموح في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير الماضي.

صوت روسيا

.

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …