333 أوكرانيا

الثورة السورية وضعت روسيا كدولة عدوة للمصالح الوطنية للشعب السوري في دعمها للنظام …!!!

لقاء أجراه / الاعلامي د.خالد ممدوح العزي

 تعتبر روسيا بموافقها وتصريحات وتصرفات موظفيها بانها الداعم والراعي لنظام الاسد في سورية 333 أوكرانيا، والشريك الرسمي له في قتل المواطنيين السوريين وعرقلة كل المبادراتالدولبة التي تطرح لايقاف شلال الدم ونزف الهجرة القسرية للشعب السوري عن وطنهم وتدميره ،لكن كل محاولات الروس تكمن خنق الثورة واستسلام الشعب الثائر و انهم  يسعون في كل لقاءاتهم مع المعارضة بكافة أطرافها لاقناعهم بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع نظام الأسد ، لاجهاض الثورة السورية التي تعتبرها روسيا خطراً عليها بقدر ما هي خطرة على حكام دمشق. فروسيا لا تعترف بالمعارضة السورية ولا الثورة السورية ولا الحراك السوري كما حال الثورات العربية، ومنذ أن بدأت الثورات العربية في تونس ومصر في يناير- فبراير 2011 اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ألمانيا بأن هذه “الثورات” غير مرحب بها في روسيا. وبظل هذه المواقف المتصلبة من صقور الكريملين في التعامل مع الازمة السورية والتي يبررها ساستها بانهم لا يخالفون القانون الدولي الذي يستخدمونه كما يفضلون. روسيا التي تقوم  بامداد نظام الاسد بالعتاد والسلاح والمال والتقنيات اللوجستية والاعلامية  والدبلوماسية  لتمكين النظام في  القتل والتدمير والتهجير. وبظل هذا العمل الاجرامي المنظم  تبرز للوجهة مشكلة اللاجيئن السورين والذي وصل منهم العديد الى روسيا املا  منهم بان روسيا تستطيع مساعدتهم و تأمين اقامة لهم او لذويهم فيها لكونها تنظر بعين الرضى والعطف عليهم لانهم يجهلوا الموقف الحقيقية  لروسيا ولطبيعة الحياة البيروقراطية فيها .

عن هذا الموضوع  وهذه التجرية الاليمة وعن كل معاناة العيش واللجوء في بلاد القياصرة الجدد يحدثنا الاعلامي والاجىء السوري المقيم في موسكو معز ابو الجدائل .

حاوره من موسكو الاعلامي خالد ممدوح العزي .

1-معز ابو الجدائل ،انت لا جئ سوري واعلامي مقيم في موسكو؟

للاسف نعم ، ارتكبت خطـأ تاريخي في حياتي ، وقررت متابعة الدراسة في روسيا ، ابتدأت  وتطورت المشاكل هنا في موسكو خلال  فترة الدراسة ، مع السفارة السورية  وجامعة الصداقة الروسية بموسكو ومن جهة ثانية اكتشاف الكثير من الحقائق  خلال الدراسة الصحفية والعلمية التي كنت اقوم بها ، مما اضطرني لارتكاب خطأ ثاني في حياتي وتقديم طلب لجوء في روسيا ،وحسب المعطيات الجديدة للواقع المعاصر والتي يمكن اعتبارها  بمفاهيم ونتائج تطور الثورة السورية (دولة عدوة للمصالح الوطنية السورية… طبعا انا اذكر ذلك  بصراحة ليس من اجل  العنف والعنف المضاد الذي ساد عبر القرون الماضية ولكن للتفكير بطريقة القرن الواحد والعشرين ، لا نريد حربا لكن يجب ان نبحث عن مصالحنا الوطنية بطرق حضارية)  لكن لم يكن هناك بديلا اخر ، الخطأ الثاني كان حتميا لقرار استراتيجي خاطئ في حياتي الا وهو متابعة الدراسة في روسيا ، وها أنا ادفع الثمن غاليا ، لكي لا اكون سلبيا تماما لقد كانت لهذه التجربة الكثير من الايجابيات ، مثلا عرفت عن هذا البلد خصائصه الداخلية  التي كانت مجهولة بالنسبة لي، وكان من الصعب فهمذلك مالم اعيش في روسيا  لانني كنت مخدوعا مثل الكثيرين من ابناء شعبي ، باوهام الدعاية التي ترعرعنا عليها “لحركة التحرر العالمية” والان كما يقال اعيش في هذا البلد في الوقت الضائع لان المعلومات لدي الان عن خصائصة  كافية  لانتاج مواد علمية  ودراسات صحفية تفيد اولا بلدي العزيز سوريا … ومع ذلك كما يقال “تجري الرياح بما لا تشتهي السفن” . واعمل جاهدا لتكون الخسائر اقل ما يمكن في هذا الوقت الضائع .

2-هل تحدثنا عن قوانين اللجوء في روسيا ، كدولة موقعة على المعاهدات الدولية؟ 

لقد انضمت روسيا الاتحادية  بعد انهيار الاتحاد السوفيتي   في عام 1992 إلى إتفاقية عام 1951 وبروتوكول عام 1967 المتعلقة بوضع اللاجئين ، هي بحسب القوانين  تمنح اللجوء للمواطنين الأجانب والأشخاص عديمي الجنسية الذين طلبوا اللجوء في أراضيها “اللجوء الدائم  واللجوء المؤقت” :

1-اللجوء الدائم : في روسيا  اللجوء السياسي يتم منحه بقرار رئيس روسيا الاتحادية ، حسب المرسوم الصادر عن رئيس الاتحاد الروسي من 21 يوليو 1997 № 746. يتم منح اللجوء السياسي للمواطنين الأجانب والأشخاص عديمي الجنسية الذين يلتمسون اللجوء والحماية من الاضطهاد أو تهديد حقيقي من الاضطهاد في بلدهم أو في بلد إقامتهم المعتادة للأنشطة الاجتماعية والسياسية والمعتقدات، والتي لا تتعارض مع المبادئ الديمقراطية، المعترف بها من قبل المجتمع الدولي

وقواعد القانون الدولي. طلبات الحصول على اللجوء السياسي لقبول يتم التوجه الى اي مكتب من مكاتب الهجرة في روسيا  “FMS”

2-اللجوء المؤقت: وفقا لأحكام المادة 12 من قانون الاتحاد الروسي من 2001/09/04، № 274  ينطبق “اللجوء المؤقت في الاتحاد الروسي” على الرعايا الأجانب الذين تم رفض اللجوء الدائم  في روسيا والتي لا يمكن طردهم من روسيا و لاسباب إنسانية  يتم منحهم اللجوء المؤقت. وهو نوع من “الوضع الإنساني” أو الطرد المؤجل.

ونجد في القوانين الروسية   المادة 63 من الدستور الروسي يمنح المواطنين الأجانب والأشخاص عديمي الجنسية في اللجوء وفقا للقواعد المعترف بها  بحسب القانون الدولي

الرابط باللغة الروسية عن قوانين اللجوء في روسيا 

http://www.fms.gov.ru/documents/asylum/

3-كيف يتم تطبيق قوانين اللجوء في روسيا ؟ 

هنا لا بد من التحدث عن روسيا قليلا : في زمن الاتحاد السوفيتي لم يكن هناك مكاتب للدولة السوفياتية تستقبل اللاجئين ، وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تقوم بالاشراف بشكل مباشر واستقبال اللاجئين ، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي ظلت روسيا على هذه الحال الى منتصف العقد الماضي وتم تشكيل مكتب الهجرة الفدرالي المختص بقوانين اللجوء ، من هنا نجد ان المؤسسات الروسية بدأت تتعامل مع اللاجئين وهي بالاصل حديثة التشكيل،  ويمكن ان نقول ضعف الخبرة لدى مؤسسات الدولة الروسية ويمكن ان يواجه اللاجئ مشاكل جمة، وبالتاكيد لا نستطيع غض النظر عن  جوهر المشاكل “الثقافة الروسية المتخلفة من ناحية حقوق الانسان” وعوامل اخرى مثل الفساد ،  التي سوف يعاني منها اللاجئ  في روسيا ، ويمكن التدقيق في ذلك من نواحي عدة .

اولا :  روسيا تعاني من المهاجرين مثلها مثل الدول الاوروبية ، وخصوصا المهاجرين الى روسيا من دول الاتحاد السوفيتي السابق وافغانستان ، ولصعوبة التميز بين المهاجر واللاجئ يمكن ان نقول  ان اللاجئ قد يكون ضحية هذه المعضلة ، وخصوصا في روسيا ، كما ذكرنا سابقا نتيجة ضعف خبرات المختصين الروس في فهم القوانين والمعاهدات الدولية ، وبالتالي انتهاك هذه القوانين احيانا بشكل فاضح احيانا، مثال:

 نتيجة للوضع الحالي في سوريا وحسب تصنيفات الامم المتحدة “سوريا منطقة نزاع وحرب اهلية” اذا كل مواطن سوري حسب المادة 14 من اعلان الاعلامي لحقوق الانسان ، حياته مهددة بالخطر، ويحق له التقدم بطلب اللجوء اللانساني ، اذا لم يكن هناك تهديد شخصي على حياته ، اما بحال تهديد شخصي من اي طرف كان من اطراف النزاع يقدم طلب اللجوء الدائم ،  وفي اي بلد ما من البلدان الموقعة على إتفاقية عام 1951 وبروتوكول عام 1967 المتعلقة بوضع اللاجئين، يعاني اللاجئون السوريون في روسيا من تفسيرات هذه المادة : في احدى المرات اتصل بي لاجئ سوري ، كان قد تقدم بطلب لجوء الى روسيا وبانتظار تحديد

موعد المقابلة مع المترجمة لانه لا يعرف اللغة الروسية، وفي احدى نقاط التفتيش للشرطة  في موسكو ، تم ايقافه ، فاتصل بي من هاتفه الخليوي ، تحدثت مع الشرطي وكان قد اعطاني وعودات بعدم طرده لان سوريا منطقة ساخنة، وبعد 20 دقيقة اتصل بي اللاجئ  … مرة ثانية تحدثت الى الشرطي ، ليقول كلاما معاكسا اما ان يدفع المخالفة او سيتم طرده، وما كان لي جواب الا انني سوف اتصل بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين او وكيل المفوضية “المساعدات المدنية” ، لارسال  محام يدافع عنه ، ولكنه اصر  ان  ليس لديه اقامة … فاجبته لأرى ردة الفعل له :”اللاجئ ليس لديه اقامة ولا يمكن ان يكون لديه اقامة” ، فاجابني بانه ليس لاجئ لان مكتب الهجرة الروسية لم يصدر وثيقة تثبت ذلك”  اي ان هذا الشرطي قد  اخذ قراره بتفسير وتأويل  حالة الشخص الذي امامه بانه غير لاجئ ، لعدم اصدار وثائق من مكتب الهجرة الروسية ، رغم ان صاحب العلاقة كان قد كتب طلب بشكل قانوني  الى مكتب الهجرة لتحديد موعد للمقابلة وعليه التاريخ ورقم الطلب  وهنا نلاحظ مدى ضعف الخبرة لديهم او ممارسة التجاهل المقصود للحصول على اهداف اخرى ، مما ادى  الى مخالفة للمادة 30 من اعلان العالمي لحقوق الانسان “ليس في هذا الإعلان نص يجوز تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة أو فرد أي حق في القيام بنشاط أو تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه.”. ومن الملاحظ ايضا انه خالف قرارات قيادته ، بالرغم من ان السلطات الروسية اعطت قرار بان سوريا منطقة ساخنة، بناء على مذكرة صادرة من الامم المتحدة     

ثانيا : الخصائص الداخلية للبلد فروسيا مثلها مثل جميع البلدان التي استقت من ثقافة التهريج بفترة خضوعها لنظام الحزب الواحد، لذا يمكن ان نسمع قصصا قد تكون مؤلمة بلحظتها  ويجب علينا  ايجاد حل لها ، لكي لا يقع ضحيتها انسان ما ، ولكنها ايضا مضحكة تدل على منظومة من التفكير لهذا البلد والتي يمكن اعتبارها   قائمة على الجهل المعتمد وانتشار ثقافة الرشوة …. الخ، لذا الاجابة بشكل مختصر عن هذا السؤال ستكون  بغاية الصعوبة ، بالاطلاع على قوانين اللجوء المنصوص عليها في القانون الروسي نجد انها واضحة  ولكن من خلال توثيق حالات اللاجئين والية عمل المؤسسات الحكومية  كما في المثال السابق ، لابد هنا ان ينشأ  السؤال هنا عن آلية التطبيق  للقوانين ، لذا  الاجابة بكلمة مختصرة “سيئة او جيدة” او وصف لحالات معينة بشكلها الظاهري  هي عبارة عن مخادعة للقارئ ،  لكي نستطيع الاجابة لابد لنا من شرح بعض الخصوصيات الثقافية والقوانين  لدى روسيا، من خلال  الاجابة عن جميع الاسئلة  بشكل ممنهج نساعد القارئ على فهم الحقائق، مع التطرق للمعاهدات الدولية  بهذا الخصوص والتي تعتبر روسيا احدى الدول الموقعة على الاعلان العالمي لحقوق الانسان ” عام 1951″ .

4-ماهي معاناة اللاجئين  في روسيا ؟ 

معاناة اللاجئين الاجانب في روسيا يمكن اختصارها بالاضافة الى ما ذكرناه سابقا ، بان تقديم طلبات اللجوء هي مسألة قانونية بامتياز،  حيث  ان مكتب الهجرة الروسي  لدى الادعاء  يقوم على  اسس نظرية  ان مقدم الطلب ليس لاجئا ويجب ان يثبت قصته امام المختص   بالادلة والبراهين  والا سيكون  امامهم لقمة سائغة للبحث عن منافذ قانونية  تتهمه بالكذب واصدار قرار الرفض  لمقدم  طلب اللجوء ، لذا يمكن  تقسيم معاناة التي يعيشها اللاجئين في روسيا الى عدة نواحي:

من الناحية السياسة : روسيا مازالت على النمط الذي ساد لدى المنظومة الشيوعية السابقة رغم تغير التسميات فيها لكن الثقافة وآلية العمل مازالت على نفس الاسس السابقة للنظام الشيوعي ، فمن الملاحظ لدينا ان السياسة هي عامل محرك لقضايا كثيرة وما يهمنا في هذه النقطة  هو تأثيرها على قضية اللاجئين …. في عملية  الرفض او القبول حسب المصالح السياسية لروسيا او حتى المتاجرة بها.

 مثال : بعض اقباط مصر كانوا ضحية مافيات مصرية ارسلتهم الى روسيا  لطلب اللجوء ، وكانت فرصة سامحة للاعلام الروسي  المسيس للحديث عنهم ، ونتائج الربيع العربي لتبرير السياسة الروسية ، ومن الملاحظ  لدينا انه تم تسيير امورهم ومعاملاتهم خلال  مدة  زمنية قصيرة ، بينما اللاجئ السوري يخضع لعمليات ابتزاز مادية غير مسبقة.  

من الناحية القانونية : وهنا نستطيع ان نتحدث عن ثلاث مراحل :

  المرحلة الاولى:  هي مرحلة تقديم الطلب : وهي المرحلة الاصعب التي تواجه اللاجئين الجدد  ،  لتقديم طلب اللجوء يحتاج الشخص للذهاب الى اي  فرع اقليمي  لادارة الهجرة، يصطدم  هناك  في بعض الاحيان  بالبيروقراطية  والجهل لدى الكثيرين  من موظفي الهجرة الروسية لتلك القوانين ومحاولات تأويل الحالة لدى المختصين حسب المزاج  وحسب الهدف الذي ينبغى له موظف الهجرة ، لانه كما ذكرنا سابقا ان ملفات اللجوء انتقلت من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الى مكتب الهجرة الروسية، بالطبع  لا بد من استثناء بعض الافرع الاقليمية  لاصطدامها بالجهل والبيروقراطية الروسية المشهورة” .

المرحلة الثانية:  تاريخ المقابلة المحدد  الذي  يقوم المختص  به للاستماع لاقوال اللاجئ والبحث عن اسس قانونية لنقض روايته و  رفضها ،  بالطبع حسب القرار السياسي للمختص.

المرحلة الثالثة :   هي دخول اللاجئ كما يقال لدى المحاميين  في شرك البيروقراطية الروسية التي تستمر معه لسنوات مجهولة بين الاسئناف والرفض في المحاكم.  

من  ناحية  السكن والمصروف الشخصي  :  لدى مركز خدمة الهجرة الاتحادية الروسية «ФМС»  ثلاثة أماكن إقامة مؤقتة لطالبي اللجوء في الاتحاد الروسي،  ويتسع  العدد  الإجمالية  180 مقعدا.  هنا يجب شرح الكثير من الامور ، فروسيا ليست بتلك الدولة التي يمكن ان نطلق عليها دولة امنة للاجئين مقارنة مع دول اللجوء  في اوروبا وامريكا وكندا .. ويمكن ان تكون مشابهة لتقديم طلب اللجوء في اي بلد من بلدان العالم الثالث، ولكن بما انها تعتبر نفسها دولة عظمى ، تقوم على اجراءات روتينية للتهرب من المسؤولية القانونية، لكن يمكن ان نلاحظ ان القوانين وآلية عمل المؤسسات الروسية تخطو خطوات نحو الامام قد تكون بطيئة وصعبة ولكن افضل من الوضع السابق، فقد ذكرنا سابقا ان  المفوضية السامية لشؤون اللاجئين هي من كان  يحدد وضع اللاجئين حتى منتصف  العقد الماضي كان قد تم انشاء فرع مختص باللاجئين لدى مكتب الهجرة الروسية . «ФМС» ولدى التدقيق ابالمستوى  نجد ضعف الخبرة لدى موظفي الهجرة ، ونلاحظ ايضا عدم قدرة روسيا على الالتزام  باللاجئين  الا في حالات نادرة طبعا ، وبعد ان اغلقت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين  مكاتبها لاستقبال اللاجئين  بشكل مباشر ورسمي. ظهرت«Гражданское содействие»  كمنظمة  خيرية روسية تعني بالمساعدات الانسانية. على ان

تمارس دور المفوضية السامية وتقوم  باستقبال اللاجئين  الجدد، كوكيل للمفوضية،  وتقديم الاستشارات والمساعدات القانونية لهم ولابد لنا من عرض ماتقوله المنظمة عن طبيعة عملها ،  وما نعرفه ونلمسه بشكل ظاهري انها تقدم بعض الدعم المادي المحدود.  ولاحظنا وجود  حالات خاصة تقوم السلطات الروسية بارسال اللاجئين  الى مركز خدمة الهجرة الاتحادية الروسية  الذي يسمى “معسكر” .

وهنا ايضا نلاحظ ان القانون الروسي يسمح  للاجئين بالعمل دون اذن مسبق ، ومع ذلك  يعاني اللاجئين من تفسير هذه البند ، فلدى تقديم الطلب ، يعطى اللاجئ شهادة النظر في طلبه لمدة ثلاثة اشهر ، او شهادة طلب اللجوء المؤقته  لمدة 3 اشهر ، فالكثير من موظفي التفتيش عن اسس قانونية العامل ، يفسر هذه النقطة على اساس انه  لا يحق له العمل  الا  بعد الحصول على اللجوء او اللجوء المؤقت ، اي ان اللاجئين  سينتظرون  اشهر لتقديم الطلب واشهر او سنوات ليستطيعوا  العمل بشكل قانوني، وهنا سؤال يطرح  لدينا لدى مراقبة الية العمل هذه ، فهل اللاجئ غني كي  يتقدم باللجوء من اجل النزهة.!؟  بالطبع  اللاجئون يعملون ، ونتيجة الفساد السائد لدى المؤسسات الروسية يتم حل هذه المعضلة بالرشوة ،و نتيجة الوضع  القائم نجد اللاجئ  دائما  فريسة سهلة  للابتزاز  ويد عاملة رخيصة  يحصلون على اجور دون الحد الادنى لمقومات الحياة  ويمكن ان يكونوا لقمة سائغة لعصابات المافيا السائدة في روسيا.

5-كيف تتعامل موسكو مع اللجئين السوريين ؟؟؟ 

بالنسبة للسوريين لديهم وضع خاص ، لقد عاش السوريين في روسيا  يمكن ان نطلق عليه “مبدأ الاندماج” لدى الوضع القائم في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي  والفوضى التي عمت في تلك البلد انذاك ، فقد وقع الكثير بشباك  المافيات الروسية السائدة   مثلا :  يدفعون المال للحصول على الفيزا او حتى جواز السفر من السفارة الروسية في موسكو او حتى شهادات الجامعية، ونلاحظ انه قد ولد مثل لدى ابناء الشعب السوري  يستهزء من هذه الحالة “ارسل حمارا من عندنا الى موسكو ليعود برفيسورا” ، وقد اعتاد موضفوا فروع دائرة الهجرة ايضا على تجديد الاقامة لدى السوريين او حتى اصدار فيزا  للشخص وهو مازال مقيما على الاراضي الروسية، حيث  نلاحظ هنا بعد صدور قرار الامين العام للامم المتحدة  بمنع طرد السوريين من اي بلد تحت اي ظرف ما  ، مما ادى الى ارتفاع اسعار الفيزا للسوريين الى موسكو  من مبلغ 500 دولار الى مبلغ 1000 دولار ، وذلك حسب مايتدوله السوريين بين بعضهم البعض ،  بالاضافة الى نشوء حالة غير طبيعية ” دفع مبلغ ما يقارب 70 الف روبل او اكثر حسب مزاودات السوق  للحصول على اللجوء المؤقت” ، مما اضطرني الوضع الى ان اتدخل  شخصيا لايقاف هذا النوع من البازارات الحاصلة مع اللاجئين السوريين  ، ورغم ذلك  نشعر اننا في عاصفة شديدة  نحاول انقاذ  من نستطيع ولكن هناك الكثير من الضحايا ومن هنا يمكن ان نتحدث عن معاناة اللاجئين السوريين بشكل خاص لانهم تحمل الكثير من المفاراقات عن اللاجئين الاجانب.

6-صف لنا مشاكل اللجوء في روسيا لكونك تتابع وتساعد السوريين في غربتهم القسرية؟

من خلال ما تحدثنا  عنه في الاسئلة السابقة والامثلة السابقة يمكن ان  نحدد المصاعب ومشاكل اللجوء للسوريين في روسيا ، مخاطر المرحلة الراهنة في سوريا ومستقبل اللاجئين من جهة ثانية  “الجهل  لدى الكثير عن  خطورة الوضع الراهن ومستقبله  المنتظر وناحية اخرى قوانين روسية جديدة ضد المهاجرين والمخالفين بنظام الاقامة ، الذي ابتدأ العمل به اعتبارا من 1 اب ، 2013، ووقع كثير من اللاجئين السوريين ضحية هذا القرار ، بما انه ليس لديهم وثائق ثبوتية كي يتقدموا للجوء ، تم رفع قضيتهم الى المحاكم الروسية لتصدر  بحقهم  قرار الطرد.

  لذلك اضع نصب عيني مخططا استراتيجي للاجئين ويجب ان اجيب عليه لدى اي حالة  لجوء جديدة اسمع بها : 

1-كيف يمكن للاجئ السوري التقدم بطلب اللجوء دون دفع الرشوة . وبالسرعة القصوى  والمرور  بالمراحل القانونية المشروحة سابقا .

2-من الناحية المعيشية للاجئ ، فهي الاكثر صعوبة  ، الجالية السورية واصحاب رؤس الاموال السورية بشكل فردي وغير منظم يقومون على  تأمين عمل للاجئين السوريين ، حسب مصالحهم الشخصية ، اما من لم يستطع العمل وخصوصا العائلات ننصحهم ونقوم على تقديم طلب سكن لدى السلطات الروسية المختصة لارسالهم الى معسكرات اللاجئين 

3-الكل يعرف ان روسيا تقف مع النظام السوري وتقوم على دعمه ، فمن الملاحظ ايضا  الكثير لدى الخوف والجهل في حقوق الانسان، يلجأون الى التستر عن حقائق يمكن ان تكون عامل ضده اكثر من انه مساعد لهم ، ونحاول ان نساعدهم في التمييز بين السياسة وحقوق الانسان .

وايضا لابد من الحديث عن المشاكل التي ظهرت في الاونة الاخيرة بشكل مفصل ، قرار طرد المهاجرين غير الشرعيين او المخالفين لنظام الاقامة ، حيث ان الكثير من السوريين وقعوا ضحية هذا القرار ، وبعد صدوره نجد ان الاعتقالات زادت في صفوف السوريين المخالفين للاقامة ودون مراعاة وضعهم الخاص المتعلق ببلدهم ، وبالرغم من ان الخارجية الروسية اصدرت بيان تشرح خطورة الوضع في سوريا واعطت ادارة الهجرة الفيدرالية الروسية تعاليمتها باعطاء السوريين حق اللجوء المؤقت لمدة عام ،لكننا نجد الجهل لتلك القوانين الجديدة وحتى القضاة ايضا.

7-ماهو اهمية طلب اللجوء في روسيا للسوري خاصة والعربي عامة ؟

بالرغم  من ان روسيا دولة غير امنة للاجئين ولا تتوفر بها تلك المساعدات التي يمكن ان تتوفر له في بلدان اخرى للاجئين  ، بسبب ما  شرحناه سابقا يمكن ان نقول “لا يمكن للاجئ في روسيا  العيش او الحلم في تقديم مساعدات يرغب بها ” ومع ذلك تكمن اهمية الطلب للسوريين المقيمين في روسيا  بان يقيم اللاجئ على الاراضي في روسيا ضمن القوانين الروسية ، ولا تكون فترة وجوده على الاراضي الروسية ، غير قانونية ، ويظل معرضا  خلال حياته اما للاعتقال اوللاقامة الاجبارية في معسكرات الطرد”  او يتعرض للابتزاز المالي.  ومن جهة ثانية هي خطوة اولى  لتقديم طلب اللجوء الى المفوضية السامية لشؤون

اللاجئين فهي المنظمة الوحيدة التي يمكن ان  تساعده في ايجاد حلول للمشاكله حتى لو استغرقت وقتا طويلا فلا بد من ايجاد حلول له.

8-كيف تتعامل الجالية السورية مع الوافدين الجدد ؟

للاسف الجالة السورية لديها اولويات اخرى ، كما اعتدنا على ثقافة البعث ، السياسة  وجعجعتها هي اولوياتهم ، ويعتبر الكثير من اعضاء الجالية بان كثرة الثرثرة على شاشات التلفزة او ما شابه ذلك هو النضال الحقيقي من اجل مستقبل افضل لسوريا ، واهم من ايجاد حلول للمواطن ومشاكله، مع العلم ان هناك حالات فردية من قبل السوريين  يتعاطفون مع ابناء جلدتهم ، وساهموا بايجاد حلول مسعفة ولفترة قصيرة. مثال لقد تم استضافت عائلات لمدة ايام قبل ارسالها الى المعسكر.

9-من هم القيمون على مركز اللجوء في روسيا الموظفون الروس الذين ينفذون اوامر بلادهم او اوامر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ؟

لقد ذكرنا انه منذ منتصف العقد الماضي وبالطبع لا اذكر السنة بالتحديد ، تم افتتاح مكتب الهجرة الفدرالي فرع مختص باللاجئين «фмс» ، وبدأت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين  تتراجع عن عملها المباشر مع اللاجئين ، وهنا يمكن ان نقول ، انه نوع من الضغط على روسيا من اجل الالتزام بالمعاهدات الموقعة عليها ، وبما انها دولة تعتبر نفسها من القوى العالمية الكبرى ، لكننا  نلاحظ ان روسيا تسعى للتهرب من التزامتها ومسؤولياتها  الدولية بالبحث عن مخارج قانونية  لرفض اللاجئ في بلدها. 

10-كم عدد السوريين الجدد والعرب الذي حصلوا على بطاقات لجوء ،وما هي الامتيازات التي يحصلون عليها من هذا اللجؤ في  روسيا؟

  تقدم الكثيرين من السوريين بطلبات اللجوء المؤقت “الانساني”، قلة قليلة كانوا قد تقدموا بطلب اللجوء وحصلوا على “شهادات النظر في طلبهم” وحتى الان لم اسمع ان لاجئ سوري قد حصل على بطاقة اللجوء الدائم . الرفض كان مصيرهم ، اما بالنسبة لطلبات اللجوء المؤقت فقد حصل البعض على اللجوء المؤقت لمدة سنة  وبالنظر الى الموقع الرسمي لمكتب الهجرة الروسية  واحصاءاته فاننا نجد الاحصائية المنشورة فقط من لعام 2003 – 2008. اما اليوم لا يوجد احصاء رسمي لعدد اللجئين بشكل عام . http://www.fms.gov.ru/about/ofstat/index.php

اما بالنسبة للامتيازات التي يمكن ان يحصل عليها اللاجئ ،  حسب القوانين الروسية ، يحق له العمل دون اذن مسبق، وحقوق المواطن .

 حاوره من موسكو خالد ممدوح العزي .

كاتب وباحث قي مجال العلاقات السياسية .

 

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …