نائل أبومروان / إن الديمقراطية بطبيعتها تتعارض فكراً ونهجاً وبشكل صارخ مع ظاهرة عبادة الفرد في العمل السياسي ، إلا أن التجارب البشرية عرفت هذه الظاهرة خلال سنوات طويلة من حكم الشعوب قديماً وحديثاً أن عملية كيل وإغداق المديح والتبجيل من باب النفاق والرياء لفرد ما على نحو مبالغ فيه ووصفه بصفات تعلو فوق قدرة الأنسان الفرد والاقتراب به من مرتبة التقديس والتأليه المزيف ووصفه بمميزات خارقة ونعته بصفات لا تليق بقدراته ولا تنسجم مع سلوكه الحقيقي ، إن هذا السلوك من المحيطين والمقربين من ألقائد فلان وزعيم علان يؤدي بالنتيجة الى نشوء ظاهرة تقديس وعبادة الفرد في العمل السياسي وتشكل نقطة البداية لظهور وسيادة ديكتاتورية الفرد القائد . ويصبح ألفرد يمنح ألحياه ولحريه….. ألحريه شىء جميل جدا والحصول عليها شىء صعب جدا وغالبا ما تكون الحريه محفوفه بالمخاطر لاننا منذ فجر التاريخ نبحث عنها … وحينما يعلو سوط الظلم والقهر فوق الرؤوس وتنسحب المعانى الراقيه من الحياه كالحريه والديمقراطيه وحريه الراى والابداع وغيرها من المعانى الراقيه ويجد الانسان نفسه مكبل بالغلال والقيود ومحارب حتى فى فكره وقوت يومه يفيض به الكيل ويتمنى الخلاص لما هو فيه ويتحول الكبت والاسى الى انفجار داخلى كبركان ويعلو صوت الغضب ومن هنا تنتج الثورات والثوره لا تكون ساعتها بلا هدف وانما تكون من اجل اهداف عده كمحاربه الفقر والفساد والطمع ومحاربه فئه غنيه تسلقت على اكتاف الشعوب المعدمه الفقيره والحقيقه ان الثورات التى وقعت عبر التاريخ ما هى الا نتاج حالات عده من الغليان وكلها تتلخص فى محاربه الاستبداد باشكاله وانواعه المتكرره عبر التاريخ وهذا مما جعل المصلحين والمفكرين بل والشعراء فى العالم وعلى مدار التاريخ ينددون بالاستبداد والطغيان هو الذى ينتج الفساد وانعدام العداله ويعلى من شان الظلم وشعور الشعوب بالمهانه وانهم لا يمثلون الا حشرات عند .زعامات تشعر بنفسها أنها فوق ألجميع…. والخلل فى كفقتى الميزان ياتى من هنا من اتساع الفجوه بين أناس يعتقدون انفسهم لا يحاسبون وانهم صفوه الناس …وبين أناس منافقين ضعفاء ليس بيدهم فعل شىء سوى الطاعه العمياء سواء برضا او بدون رضا ….. أننا نقول لهاؤلاء أصحاب ألريائه وفخامة ألمنافقين أنك تزرع شر لبلدك ولنفسك ولأطفالك من يزرع شوك يحصد شوك……….. فتطور التاريخ يكشف بوضوح وجلاء أن الفرد مهما يكون عظيماً وخارق الذكاء والقدرة يعجز عن تحديد مجرى تطور التاريخ والمجتمع ، وإن الشعب وحده بكامل شرائحه وطبقاته هو الذي يحرك ويصنع التاريخ وهذه هي سنة الحياة الطبيعية للتطور والتحول المتسلسل للحياة من الأدنى الى الأعلى في مسار هلزوني ، وهو الذي يرسم أفاق المستقبل ويحدد مسار تطور التاريخ وتقدمه . إن الديمقراطية بطبيعتها تتعارض فكراً ونهجاً وبشكل صارخ مع ظاهرة عبادة الفرد في العمل السياسي ، إلا أن التجارب البشرية عرفت هذه الظاهرة خلال سنوات طويلة من حكم الشعوب قديماً وحديثاً …رفعت الجلسه محلل وناشط سياسي