بقلم الدكتور اسلام الدبابسه
استشاري جراحة القلب و الاوعيه الدمويه -أوكرانيا- كييف
مع تكرار السؤال و المراجعين ممن يعانون من الالتهاب المتكرر للوز و على بساطة هذا الامر لكن يمكن أن يسبب أمراضا ً قلبية خطيرة ، واللوزتان عبارة عن مجموعتين من الأجربة اللمفاوية المتواجده في الحلق والتي تشكل خط الدفاع الأول تجاه الجراثيم والعوامل المسببه للامراض الأخرى التي تدخل الجسم عن طريق المجرى التنفسي او الفم.
عند البحث و التمعن بين ما يخطه أطباء جراحة الأنف و الإذن و الحنجره إن الجراثيم التي يمكن أن تسبب التهاب اللوزتين كما يقولون كثيرة، لكن أهمها في الإصابات القلبية تلك المسماة الجراثيم العقدية (ستربتاكوك) (وذلك نسبة إلى شكلها تحت المجهر على شكل العقد أو السبحة) وخاصة مجموعة بيتا النمط ( A ) وتأتي أهميتها لشبه تركيب بنيتها الشديد لبنية الصمامات القلبية .و من اهم أعراض التهاب اللوزتين:
1- ألم الحلق الذي يستمر أكثر من 48ساعة و خاصه اثناء تناول الطعام.
2- صعوبة البلع التي تمنع أحياناً حتى من شرب السوائل.
3- الحمى ( ارتفاع درجة الحرارة) التي قد تصل إلى 40 درجة مئوية وتترافق مع القشعريرة احياناً.
4- الصداع والوهن العام ونقص الشهية وتغير الصوت.
5- قد يحدث الغثيان والتقيؤ والألم البطني عند الأطفال أحياناً.
عند الفحص السريري يلاحظ الاطباء العلامات التأليه :
1- ضخامة اللوزتين او احداهما و التي قد تودي احيانا الى إغلاق الحلق.
2- احمرار اللوزتين و احيانا البلعوم مع وجود جيوب قيحية عليها
3- تضخم العقد اللمفية على الرقبه و تحت الفك السفلي و خلف الأذنين مع الألم عند جسها.
لتأكيد التشخيص ومعرفة سبب الالتهاب فيحتاج الطبيب لإجراء مسحة البلعوم، أي اخذ عينة من على البلعوم أو اللوزتين وزرعها.
و من اهم المضاعفات التي يتسبب بها التهاب اللوز:
قد تحدث مضاعفات هامة نتيجة للإصابة بالتهاب اللوزتين القيحي وهي امتداد الالتهاب الى المنطقة حول اللوزة وتشكيل ما يدعى خراج حول اللوزة.
– الجفاف عند الطفل بسبب عدم قدرته على البلع أو ألم البلع.
– انسداد المجرى التنفسي.
– قد تحدث اختلاطات تالية للإصابة بالجراثيم العقدية وهي الحمى الروماتيزمية والتهاب الكبد والكلية.
– و من اخطر المضاعفات و التي أردت التحدث عنها كجراح قلب و اوعيه دمويه الا وهي تتلف الصمامات القلبية بآلية تسمى المناعة الذاتية حيث تقوم وسائط الدفاع والمناعة في الجسم بتشكيل مواد قاتلة خاصة بالجراثيم العقدية تسمى أضداد الجراثيم العقدية. وبما أن الصمامات القلبية تشبه في بنيتها بنية الجراثيم العقدية فإن هذه الأضداد تتلف الجراثيم العقدية وتتلف معها الصمامات بدرجات مختلفة. وتحدث الإصابة عادة بعد اسبوع او ثلاث أسابيع من التهاب اللوزتين الحاد وهو الوقت اللازم للجسم كي يشكل أضداد الجراثيم العقدية، ولاتتعلق شدة التهاب اللوزتين دائما ًبشدة الإصابة القلبية، إذ يمكن لالتهاب اللوزتين الشديد أن لا يؤثر على القلب في حين قد تتخرب الصمامات القلبية بشدة من التهاب لوزتين بسيط قد لايعيره الأهل اهتماماً إنما يتعلق الأمر بالدرجة الأولى بنوع الجرثوم وشدة الارتكاس.
ومن اهم المضاعفات أيضا إصابة المفاصل، حيث يشكو المصاب من التهاب وتورم في المفاصل الكبيرة(الركبة ،المرفق ،الكتف،الورك) ويتنقل الإلتهاب من مفصل لآخر، كما يمكن أن يصاب الجلد حيث يظهر مايسمى بالحمى القرمزية (تشبه الحصبة)، أو يصاب الدماغ على شكل مرض يسمى داء الرقص (وهو مرض نادر الحدوث)، ويعاني المصاب من ألم الصدر أو الزلة (ضيق النفس ) أو الخفقان وارتفاع الحرارة، وتشفى إصابة المفاصل في غالب الأحيان في حين أن الإصابة القلبية تترك أثراً بدرجات مختلفة قد تصل إلى تلف الصمام التام . تسمى الحدثية الالتهابية السابقة (الحمى الرثوية) وتكثر في المناطق الباردة والرطبة والفقيرة والمزدحمة. وتبرز فيها دائماً إصابة المفاصل، وقد تمر إصابة القلب بشكل خفي وتبقى كذلك لسنوات عديدة (10-15 سنة)، حيث تبدأ الأعراض بالظهور على شكل زلة مترقية أثناء الجهد أو بالاستلقاء (زلة استلقائية)، حيث يضطر المصاب إلى زيادة عدد الوسائد عند النوم أو يستيقظ من نومه فجأة بسبب ضيق النفس الشديد (الزلة الليلية الإشتدادية) أو يعاني من الخفقان أو السعال الجاف خاصة الليلي وكل حالة سعال ليلي أو سعال يثار أو يشتد بالاستلقاء غير واضحة السبب يجب فيها تحري إصابة صمام قلبي وخاصة تضيق الصمام التاجي. وقد لا تكتشف الإصابة إلا صدفة ًعندما يراجع المريض طبيبه لسبب ما، كما قد لا تكتشف إلا أثناء الحمل، عندما تنهار معاوضة القلب بسبب الحمل الدموي الزائد المرافق للحمل.
كما ننصح بالمتابعة و المراجعه بالمراكز المتخصصه التي على اكبر عدد من الأجهزه الحديثة التي تساعد على اكتشاف و معاينة المرض قبل حدوث المضاعفات و يستطيع كشف الإصابات القلبية المختلفة حيث تسمع أصوات نفخات قلبية مختلفة الشكل والشدة، تدل على الصمام المصاب ونوع ودرجة الإصابة، وعند وجود إصابة قلبية أو الشك بها يجب إجراء الدراسة المخبرية (التي تساعد في إثبات التشخيص) وإجراء تخطيط القلب الكهربائي، وربما نحتاج إلى إجراء تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو).
ومن اهم النصائح للحصول على نتائج مرضيه للعلاج الراحة و الراحه المطلقة في الفراش لمدةلأنقل عن ثلاث ايام وهذه المده يحددها الطبيب حسب شدة الإصابة المفصلية أو القلبية ويعطى الاسبيرين بكميات كبيرة 3غ يومياً للأطفال(30 حبة تاميرين أطفال) و6-8 غ يومياً للكبار(12-16 حبة) . والمقادير الكبيرة ضروية للشفاء ولاتشكل خطرا ًعلى الصحة باستثناء أولئك الذين يعانون من قرحات بالجهاز الهضمي أو اضطرابات في تخثر الدم .. وفي الإصابات القلبية المتوسطة والشديدة يجب إعطاء هرمون الكورتيزون وبكميات كبيرة ايضا ً (60-80 ملغ) وهو دواء سيىء السمعة بين الناس رغم براءته مما ينسب إليه من مضاعفات ضارة والحقيقة أن هذه المضاعفات الضارة قد تحدث (وليست حتمية الحدوث) بالاستخدام الفوضوي والعشوائي للدواء دون إشراف الطبيب.
ومن أجل القضاء على الجراثيم الموجودة في اللوزتين لابد من إعطاء المضادات الحيوية(وأفضلها البنسلين) لمدة لاتقل عن 10 أيام. وقد لانستطيع القضاء على الجراثيم المستوطنة في اللوزتين إلا بالعلاج الموضعي أيضا او الذهاب الى أقصى الاتجاهات العلاجية ألاوهو استأصالها.
ويجب المعرفة أخذ الجذر و وضع بعين الاعتبار بأن القلب يصاب بنسبة 3-5% فقط في الهجمة الأولى من الحمى الرثوية، وتزاد النسبة بشكل كبير في الهجمات التالية بحيث تصل إلى 30-50% أي تتضاعف 10 مرات ، وهنا ننصح حتى نطبق كقوات درهم وقايه خير من قنطار علاج وذلك عن طريق منع تكرر التهاب اللوزتين بإعطاء البنسلين المديد بمقدار 600.000-1.200.000 وحدة كل 21- 30 يوماً لمدة لاتقل عن خمس سنوات أو إلى عمر 18 سنة وأحيانا ً مدى الحياة .
وفي حال تلف الصمامات القلبية فإن العلاج يختلف حسب الحالة، لكن العلاج النهائي هو تبديل الصمام المصاب بصمام آخر صناعي عن طريق القلب المفتوح وهنا تنتقل الحياه باتجاه اخر و نمط اخر.
رئيس مجموعة اي دي الطبية