خالد ممدوح العزي/ تعيش روسيا حالة من القلق والاضطراب من تمدد الدولة الإسلامية “داعش” وتحاول موسكو لفت الانتباه بكل الوسائل لتمدد عناصر الحركة في مناطق التوتر الجديدة ،وخاصة مع اقترابها من الحدود الروسية .
مما دفع بمنظمة الأمن والتعاون لنشر وحدات عسكرية من “بيلاروسيا وروسيا وأرمينيا وطاجيكستان وكازاخستان وقيرغيزستان”. على طول الحدود المحاذية لجمهورية طاجيكستان السوفياتية سابقا القريبة من الحدود مع أفغانستان ذات الخاصرة الميتة في المنطقة الأسيوية وضعت فجأة في حالة تأهب واستعداد على الحدود الطاجيكية-الأفغانية ، بحيث تعتبر روسيا بان إي اعتداء على هذه الجمهورية من قبل عناصر الدولة الإسلامية هو اعتداء موجه ضد روسيا، ويهدف تنظيم الدولة الإسلامية من هذه الاستعدادات في وسط أسيا إلى نقل المعركة إلى مناطق ومحميات روسيا القيصرية في دول أسيا الوسطى،ذات النفوذ الروسي وخاصة بان استنتاجات وتقرير المخابرات الروسية تشير إلى مشاركة مواطنين من هذه الدول الإسلامية بالخروب الدائرة في العراق وسورية ،وبذات الوقت أعلنت الخارجية الروسية مرارا بان الكثيرين من عناصر طالبان هم من النشطاء وحاملين الأفكار”الداعشية” المتطرفة والذين يقاتلون في صفوف الحركة ،ومن جهة أخرى تنظر روسيا لما يحدث في العراق وسورية بعين الحذر والخوف من تطور الدراما المأسوية. وتحاول تقديم الدعم العسكري واللوجستي لنظام العبادي في العراق والأسد في سورية من اجل الاستمرار بمقاتلة الإرهاب الممثل بالدولة الإسلامية والفصائل المتطرفة الأخرى، وبالوقت نفسه تخشى موسكو من وصول هذه المساعدات إلى رجال الدولة بعد سيطرتهم على الرمادي في الانبار العراقية ، وتدمر في البادية السورية.
لقد باتت روسيا التي رفعت شعارا مبكرا ضد سيطرة الإسلام السياسي على السلطة في الدول العربية بعد الحراك الشعبي في أكثر من دولة عربية حيث بات هذا التطرف على مرمى نيرانها.
-فهل تحاول “الدولة الإسلامية ” التمدد إلى مناطق روسيا ونقل المعركة إلى محمياتها وتشكل لها عامل قلق وإزعاج جديد في عقر دارها بظل الخلاف الأمريكي الغربي الذي يحاول تحجيم دور روسيا ورسم افاق سياستها ونفوذها وقدراتها المستقبلية.
-فهل الدخول في حرب ومواجهة بين روسيا و”داعش” يفتح أفاق جديدة لصراع بين المسلمين في وسط أسيا من خلال دفعهم إلى مواجهة مع روسيا الأرثوذكسية التي لم يحصل إي خلاف معها في السابق،والتي كانت داعمة للعرب والمسلمين طوال الفترة الماضية ولم يسدل التاريخ بان روسيا قاتلت ضد المسلمين وخاضت معارك معهم.
يبقى السؤال الخطير الذي بات بشكل إزعاج لروسيا في تعاملها مع الأزمات الدولية التي باتت تشكل خطرا حقيقيا عليها من خلال تنظيم الدولة الإسلامية وتمدده نحو الفضاء السوفياتي سابقا بعد أن أصبحت البنية الحاضنة لهذا الخلاف الروسي الإسلامي جاهزة نتيجة مواقف روسيا الداعمة للأنظمة العربية ووقوفها بوجه الإسلام السياسي.
فهل تغيير المواقف الروسية سيمنح روسيا قوة جيوسياسية جديدة في المنطقة تساعد على الوقوف بوجه الإرهاب المتشدد.
هذا تطلب من الروس قراءة جديدة لدور “داعش” ومهماتها في المنطقة من خلال طرح إستراتيجية جديدة تتفاعل مع الشعوب العربية والإسلامية وتتفهم مشاكلهم وقضاياهم كما كان حال الاتحاد السوفياتي سابقا،عندها يبقى خدر “داعش” وهما في الأذهان.