فادي عيد/ كعادتها فاجأتنا الرياض بالاعلان عن تشكيل ” التحالف اسلامي ” مكون من 34 دولة عربية و اسلامية لمواجهة الارهاب، و بمؤتمر صحفي أقيم فى الرياض التى سيقيم بها غرفة عمليات التحالف الاسلامي و مقره قال ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ان التحالف الاسلامي سيحارب الارهاب فكريا و عسكريا، و هنا جاء تأكيد القاهرة على عدم وجود علاقة بين التحالف الاسلامي و مقترح إنشاء قوة عربية مشتركة و توضيح الفرق بينهما فالتحالف الإسلامى يستهدف مكافحة الإرهاب فقط أما القوة العربية المشتركة فهى تتعامل مع التحديات التى تواجه الأمن القومى العربى بمختلف أشكالها وفى النطاق العربى فقط وجاء ذلك قبل قدوم سمو الامير محمد بن سلمان للقاهرة و بعد ساعات من اطلاق حملته الثانية بعد عاصفة الحزم لتفعيل اعلان القاهرة .
و هنا بدء الجميع بعد امتصاص ذلك المشهد السريع يطرح أسئلة متضاربة بخصوص التحالف الاسلامي الذى يضم تركيا و قطر و تقوده المملكة العربية السعودية لمواجهة الارهاب و ما الهدف الحقيقى منه فى ظل وجود تحالفات دولية تواجه الارهاب و مشتركة فيها السعودية ايضا، و لماذا جاء تشكيل التحالف الاسلامي بتلك السرعة.
اولا كان لتقارير المخابرات الالمانية ضد المملكة العربية السعودية و التى سمحت الحكومة الالمانية بنشرها فى وسائل الاعلام بالفترة الاخيرة بالتزامن مع موجة الانتقاد الدولي الحادة خاصة من فرنسا و ايطاليا و روسيا لداعمي الارهاب بالاقليم حتى بات كلا من أنقرة و الدوحة و الرياض فى موقف سيئ امام الرأي العام الدولي و حكومات أوربا التى بدئت شيئا فشيئا ترفع يديها عن هولاء حتى باتت الرياض تبحث عن مخرج لها خاصة بعد أن ضمت القائمة التى اعدتها الاردن بأسماء التنظيمات الارهابية بسوريا مجموعات متواجدة بالسعودية ضمن مؤتمر المعارضة السورية بالرياض .
ثانيا كان لانتقاد الرئيس الامريكي باراك اوباما لعدم بذل دولة المنطقة المشتركة بالتحالف الدولي كافة جهودها ضد مواجهة تنظيم داعش ثم مطالبة جون ماكين دول المنطقة بتشكيل تحالف لمواجهة داعش بريا أمر التعجيل لدخول مرحلة المواجهة البرية فى الحرب السورية فى الوقت الذى مازالت تتريث فيه ايران قبل الدخول بثقلها البري فى سوريا .
ثالثا الوضع المتأزم باليمن عسكريا و أنسانيا و عدم أستعادة قوات التحالف العربي لمدينة صنعاء حتى الان بجانب كم الخسائر البشرية فى صفوف قوات التحالف العربى و المشهد المأسوي لليمن برمته عجل من طرح مشهد جديد حتى ولو كان لم يكتب من قصته سوى العنوان فقط أو عدم أنهاء الحرب اليمنية التى بدئت منذ شهور بالشكل المأمول .
رابعا كان لسرعة تحرك و أعلان الرياض عن انشاء التحالف الاسلامي قبل التشاور مع دول التحالف حتى و بموافقة و دعم سياسي بل و عسكري من الولايات المتحدة الامريكية كما صرح البيت الابيض تأكيد على رؤية المملكة العربية السعودية بأن اللحظة أصبحت مناسبة لها لكي تكون شرطي جديد بالاقليم أمام ايران .
خامسا يظل الوضع الداخلي بالبيت السعودي و تطلعات الملك الشاب وزير الدفاع محمد بن سلمان مؤثرا بشكل كبير على سياسة المملكة الخارجية و هو السبب الرئيسي فى ظهور عاصفة الحزم و ما أصطحبته من تركيز و اهتمام أعلامي كبير على الملك الشاب و هو الامر الذى يلقى بظلاله على اغلب القرارات الخارجية للرياض .
و لكن هل بعد ظهور اول تحالف على اساس ديني و مذهبي فى العصر الحديث سيظل هناك من يقول على حلف الناتو الذى مقر اجتماعاته و اغلب قواعده بدولة الخلافة الاسلامية بتركيا ( أبرز أعضاء التحالف الاسلامي ) حلف صليبي، و ما دور أنقرة العضو البارز فى الناتو و التحالف الدولي و التحالف الاسلامي و من أفتضح أمرها بوتين بعد نشر ما يثبت تورط تركيا مع تنظيم داعش و الاحتدام التركي الروسي خاصة بعد أحتماء اردوغان بالناتو ضد روسيا و تصريحه بـ ” وجود 3 سفن حربية لحلف الناتو في المنطقة التي قام بها أحد الجنود الروس بتوجيه مدفع صاروخي نحو إسطنبول خلال مرور سفينة حربية روسية مضيق البوسفور ” و بالتزامن يطلق تصريحاته التطبيعية تجاه اسرائيل بعد انهاء امر شراء الغاز الاسرائيلي و التطلع للتعاون المشترك بينهم فيما يخص ثروات البحر المتوسط .
و هل هناك من يستطيع بعد ذلك رفض قيام دولة يهودية ؟ و هل بات تشكيل ذلك التحالف خطوة رسمية لوضع ايران و العراق و سوريا و لبنان و سلطنة عمان و الجزائر فى اطار اخر غير الاسلامي او بالاحرى على حسب هوى الترسيم الجديد ؟ و هل الهدف الرئيسي للتحالف هو محاربة الارهاب نفسه ام الجيش العربي السوري كما صرح جون ماكين بالامس أن خطر بشار الاسد على دول التحالف الاسلامي أقوى من خطر داعش ؟ و هل ستكون القضية الفلسطينية أحد محاور أهتمام التحالف الاسلامي أم لا ؟