خالد
د.خالد ممدوح العزي

الاعلام ومسرحية محاكمة مرسي في بث مباشر ..

د.خالد ممدوح العزي / استنفر الاعلام المصري بشكل خاص والإعلام العالمي بشكل عام ،بعد ان حدد خالد أوكرانياموعد 5 تشرين الثاني يوم محاكمة الرئيس المخلوع محمد مرسي. الجميع انهمك بهذا الحدث السياسي والرسمي ،ومع وصول الرئيس مرسي الى قاعة المحكمة وسط اجراءات امنية مشددة، استعدادا لمحاصرة الشغب الذي قد يحدث اثناء المحاكمة، ما استدعى الى نشر 20 الف شرطي وضابط مصري بحسب ما اعلنته وزارة الداخلية المصرية. فالإجراءات الامنية المشددة من قبل الدولة خوفا من اي سيناريو قد يحدث اثناء المحاكمة كما حدث سابقا مع الرئيس الفنزويلي الراحل “هوغو شفيز”، والذي تم تحريره من قبل مناصريه اثناء اعتقاله . فالقضاء حاول ان يمنع الاعلام من متابعة المحاكمة. لكن المفاجئة كانت من الرئيس مرسي عندما وصل الى المحكمة وأثناء صلاة الظهر التي أمها  برفاقه المعتقلين على الهواء مباشرة تذكرت سجالي مع صديقي الاعلامي في اميركا مع بداية صعود نجم مرسي وقوله:” بأن مرسي لا ينفع سوى لان يكون امام جامع”.

وبالرغم من التهويل بمظاهرات الاخوان وتصعيدهم في هذا اليوم، فان الالوف خرجت للشارع وقد خف الزخم الاخواني، حيث الاعلام كان يرصد كل حركة إخوانية، فكان الرد من داخل قاعة المحكمة من خلال التظاهرة “الهتافية” التي قادها محمد البلتاجي مع رفاقه المعتقلين بمقولة: ” يسقط،  يسقط حكم العسكر” ، وكأن الاعلام كان شريكا غير مباشر في الصدمة التي وقعت على راس الاخوان مجددا في عملية النقل للوقائع المباشرة  من داخل قاعة المحكمة . فالخطاب المميز لمرسي في اجوبته على اسئلة القاضي  والذي يبتعد فيه عن الواقع الحقيقي، تذكرت ام صديقي اللبناني المسنة والتي لا تزال تصر بلهجتها الجنوبية “الله يهدك يا رئيس شمعون”،وكان الزمن عندها توقف و لم يمر.

لكن الرئيس مرسي الذي يصر على انه الرئيس المنتخب  بالطريقة الديموقراطية والشرعية يصدر القرارات من خلف القضبان بعزل الفريق السيسي، وعدم الاعتراف بالمحكمة وسط هذا الهرج والمرج، وأثناء عملية النقل الاعلامي المباشر للمحاكمة من  قاعة المحكمة،عندها  تذكرت مقابلة للنائب المصري السابق زياد العليمي الذي قال فيها :” لقد اعطينا مرسي فرصة طويلة لم يستفيد منها، ذهب الى اميركا، وعاد بعد 10 سنوات لا يجيد الانكليزية. كانت الافكار تتصارع في داخلي، والقول بان الفلول تركوا الحكم ليقضوا وقتا اطول مع فلوسهم،ولكن  الاخوان تركوا الحكم ليقضوا وقتا اطوال مع سجونهم. وهذا ما استطاع الاعلام مواكبته في فترة صعود الاخوان الصاروخية وهبوطهم المظلي .

كاتب وباحث مختص بالإعلام والدعاية .

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …