%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF أوكرانيا

الاعلام الامني

 للكاتب الشيخ الداعية الدكتور سعيد محمد سعيد عبدالله طه نزال(ابو القاسم)

سعيدبسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد

 قال تعالى : (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) صدق الله العظيم لقد أصبح الإعلام حقا من حقوق الإنسان الأساسية بوصفه القادر على نقل ونشر الحقائق وتبصير كل فرد بما يحدث حوله في كل بقاع الأرض , ولم يعد مقبولا الآن حجب او ستر أي خبر او معلومة عن الإنسان سواء في مجال السياسة ونظم الحكم او المجالات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والثقافية والعلمية والتربوية , وأصبحت المؤسسات والمنظمات والأفراد ملزمة بإمداد وسائل الإعلام بالحقائق والأحداث أولا بأول حتى تستطيع أن تقدم للجماهير حقهم في الأعلام والاتصال . ومن منطلق الدور المتنامي والحيوي للإعلام في كافة مناحي الحياة , يلعب الإعلام وبوسائله المختلفة دوراً مهماً في الأزمات التي تواجه الأفراد والمجتمعات والمنظمات. وهو دور مؤثر في كل مراحل الأزمة سواء قبل حدوثها او أثناءها او فيما بعد انتهاء أحداثها وتداعياتها. والأمن في مفهومه العام هو الإجراءات التي تتخذ لحماية الإنسان في نفسه وماله وعرضه وبما يخلق لديه الإحساس بالطمأنينة والثقة والاستقرار وهذه هي الرسالة التي يجب أن تضطلع بها أجهزة الأمن في المجتمعات المعاصرة . والقران الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان قد أكد على هذه الحقيقة بقوله(فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف). لقد أحدثت الطفرة العلمية الايجابية الجمة اثأرا ًسلبية على علاقة الإنسان بمجتمعه لا تقل أهمية وخطورة عن آثارها الايجابية وقد صار الإعلام محركا لقضايا الأمن وموجها لها بوسائله الساحرة ومحدثا للتحولات التي تصيب البنية الأمنية لأي مجتمع او محولا لاتجاهات الرأي العام ومن ثم وجدت او نشأت علاقة تلازم أساسية بين الأمن والإعلام. ولا يمكن لأحد أن يدعي بصعوبة تعريف الأمن لأنه ظاهرة اجتماعية وإحساس يشمل الفرد والجماعة البشرية يحتاج الى الإشباع كحاجة إنسانية وماديا :بالاطمئنان الى زوال كل ما يهدد مظاهر الحياة كالسكينة , الأمن المستقر,والرزق الجاري والتوافق والتعايش مع الغير و,ومعنويا :باعتراف المجتمع بالفرد ودوره أي شعور الفرد بالسكينة العامة حيث تسير وتيرة المجتمع في هدوء نسبي. وهناك أربعة مفاهيم للأمن :امن الفرد ,امن المجتمع,الأمن القومي والأمن الداخلي. ويعرف الدكتور علي عجوة الإعلام الأمني بقوله”هو المعلومات الكاملة والجديدة والمهمة التي تغطي كافة الإحداث والحقائق والأوضاع والقوانين المتعلقة بأمن المجتمع واستقراره والتي يعد إخفاؤها او التقليل من أهميتها نوعاً من التعتيم الإعلامي كما أن المبالغة في تقديمها او إضفاء أهمية اكبر عليها يعد نوعا من التأثير المقصور والموجه لخدمة أهداف معينة قد تكون في بعض الأحوال نبيلة ومنطلقة من المصلحة العامة”. ويعرف علي بن فايز الجحني الإعلام الأمني بأنه “كل ما تقوم به الجهات ذات العلاقة من أنشطة إعلامية ودعوية وتوعوية بهدف المحافظة على امن الفرد الجماعي وامن الوطن ومكتسباته في ظل المقاصد والمصالح المعتبرة”. ويجب أن نفرق بين مفهومين للإعلام الأمني: الإعلام الأمني : الذي تضطلع به وسائل الإعلام الجماهيري وتؤديه في إطار وظيفتها الاجتماعية والسياسية في المجتمع شأنه في ذلك شأن الإعلام عن الجهود والأنجازات العسكرية والزراعية والاقتصادية …….الخ. الاعلام الامني : الذي تضطلع به ادارة الإعلام والعلاقات العامة في أجهزة الشرطة بهدف التغطية الواضحة والسريعة لكل المواقف والأزمات الأمنية بهدف اكتساب ثقة الجماهير ويقوم الإعلام الأمني على عدد من الركائز أهمها: 1.النشر الصادق . 2. الاستخدام المتوازن والمناسب لوسائل الإعلام . 3. التغطية الإعلامية الديناميكية للحدث. 4. دعم العمل المهني في مجال تحقيق واستقرار المجتمع. 5. الدعم الدائم للرأي العام بكافة المعلومات والحقائق الأمنية. 6. العمل على تحسين الصورة الذهنية لأجهزة الأمن في المجتمع. انه من المفيد والضروري التأكيد مجدداً على العلاقة التبادلية فيما بين الإعلام والأمن أي التأثير المتبادل بين العمل الأمني والعمل الإعلامي.وإذا كان العمل الأمني يعمل في إطار مفهوم الأمن الشامل الذي يسهم في عملية التنمية الشاملة في المجتمع ومن هنا يصبح دور الإعلام دوراً متكاملاً.

 قلقيليه- فلسطين

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …