5555 أوكرانيا

الاعلاميون في سوريا يدفعون ثمنا غاليا لنقل ماساة الشعب السوري

الى روح الشهيد  الاعلامي عمار طباجو وهادي العبدالله 

د.خالد ممدوح العزي/ بالرغم من تهافت الصحافة العالمية على اخذ مقابلة او حوار مع الرئيس 5555 أوكرانياالسوري بشار الاسد، تبقى سوريا المنطقة الاخطر فيما يخصّ حماية الصحافيين ووسائل الاعلام  وذلك يبرز في سقوط العديد من المراسلين الاعلاميين الذين يتم استهدافهم من كافة الاطراف في محاولة لمنع نقل الصورة الحقيقية لمل يحصل على ارض الواقع، على الرغم من المحاولات الكبيرة التي يبذلونها والتضحيات التي يقدمونها. وهكذا، سوريا تبقى ارض بمثابة الجحيم على هذا الصعيد  حيث يتم اصطيادهم كالعصافير  التي لا حول ولا قوة لها، في محاولة لمنعهم  من ممارسة مهمتهم وفقا لنظرية النظام الامنية.

مما شك فيه، بان النظام السوري من اليوم الاول لانطلاق الانتفاضة الشعبية السلمية نجح في الاطباق على الاعلام ومنعه من ممارسة مهامه، في محاولة لعزل الحدث السوري عن العالم والاستفراد به . اعتمدت استراتيجية النظام على خطوات سريعة لتقيد حركة الاعلام وانشطته من خلال شن  عمليات الاعتقالات الواسعة في صفوف الاعلاميين المعارضين ، ومنع الاعلام الخارجي من زيارة سورية للتغطية الميدانية، ونقل الاحداث بموضوعية، والاكتفاء باعلام حلفائه والمقربين منه “اللبناني والايراني والعراقي والروسي والصيني “، ظناً منه بانه يستطيع التمكن من الاطبقاق على الانتفاضة واخمادها بسرعة، وابقاء الصورة المبهمة للثورة السورية في اطار ترويجه الاعلامي، ما سمح له بالهجوم على الاعلام الاخر كمثل “الجزيرة” و “العربية” ،”سكاي نيوز عربية” و”ابو ظبي” الخ… اضافة للاعلام المكتوب ،بالرغم من منع الاعلام العالمي الفرنسي والبريطاني والاميركي من التجول في سورية بحرية، لكن الاعلام الغربي لم يكن واضحاً وصريحاً في تبنيه للثورة السورية . فغياب الوضوح سمح لاعلام الاسد وحلفاءه بنقل صورتهم الخاصة، والتي بقيت محصورة باعلامه الخاص ذات التوجه التابع  للنظام الامني والتي كانت قناة “سورية الاخبارية” الرائد في ان تكون المصدر الخاص للخبر السوري والناطق الرسمي للنظام واجهزته الرسمية في محاولة منها لاخفاء الحقيقة عما يحدث في سورية .لكن الثورة التكنولوجية العالمية لم تساعد النظام من انتشار الاعلام الشعبي والمعارض والذي تحول الى اعلام خاص وحاضن للثورة، مما اربك النظام الذي بدأ بملاحقة الاعلاميين والنشطاء ،لكن الثورة السورية افرجت عن جيشاً قوياً من الاعلاميين والنشطاء الذين سجلوا انتصاراً عالياً على النظام باستخدامهم للوسائل الاعلامية الحديثة واظهار صورة الثورة والمجازر و اعمال العنف التي ترتكب ضد الشعب السوري .فالابداع السوري كان الحالة الجديدة التي دخلت على الاعلام في عملية النشر والبث والتواصل والتصوير. بالاضافة الى القيود التي تفرضها اجهزة النظام على الاعلاميين الاجانب بالدخول الى سورية، لكن الملفت للانتباه محاولة العديد من الاعلاميين الروس التوجه نحو المعارضة للتغطية الميدانية بالرغم من ان الاعلام الروسي شريكاً اساسياً للانظام في حربه على الشعب. ومع انتشار اعلام المعارضة السورية التي شكلت جيشاً قوياً بوجه الاسد في نشر الاخبار اليومية والجرائم البشعة الذي ينفذها النظام ومليشياته المساندة، وضعت الاسد شخصياً في موقف حرج، مما دفعه في احدى تصريحاته للقول علنا ” لايهمه من يثور وينتفض ويحمل السلاح، بل الاخطر على نظامه وعليه شخصياً هم الاعلاميين الذين يصورون وينشرون” ،وبعد هذا الخطاب بدأت التصفية الجسدية المباشرة للاعلاميين السوريين الذين وصل تعدادهم بحسب منظمة مراسلون بلاحدود الى 162 ضحية من العرب والسوريين والاجانب ، منهم من مات تحت التعذيب ومنهم من قتل ميدانياً اثناء التغطية. والجدير بالذكر بانه لايزال من هذا العدد 60 اعلامياً قيد الاحتجاز او  من المفقودين . ومن ابرز اعلاميي المعارضة الذين تم اغتيالهم ، المخرج السينمائي والموثق باسل شحادة ، رامي السيد، محمد الخال، عمر عبد الرزاق، وتامر العوام المخرج السينمائي بمدينة السويداء، ومراسل العربية محمد السعيد ، ولكن تقرير منظمة مراسلون بلاحدود في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 لم يكن يشمل الصحافي أكرم السليك  ،حسن هارون، ياسين هارون ،محمد خيتي، ومحمد يامن نداف، والذين اغتيلوا مؤخراً في الغوطة الشرقية ،وكان ابرزهم الصحافي محمد السعيد عمار طباجو الذي عرفته كل الجماهبر العربية طوال فترة 33 شهرا من الانتفاضة السورية والذي عرف بالاعلامي الاول بسبب اطلالته الكثيفة على وسائل الاعلام المختلفة ، اضافة الى اعلاميين تابعين لوسائل اعلام النظام ومن ابرزهم  “يارا عباس،مصعب العوةالله،ومذيع التلفزيون السوري محمد السعيد وناجي اسعد وعلي العباسي” ، وكذلك اعلاميين اجانب قضوا في سورية من ابزهم  الصحافي الفرنسي جيل جاكيه الذي وقع في فخ نصب له من قبل النظام والصحافية الاميركية ماري كولفن مراسلة جريدة “الصندي تايمز البريطانية” ومصور قناة ” اي بي برس الفرنسبة” ريمي اوشليك،الذين سقطوا في حي بابا عمر والاعلامي الاميركي اللبناني انطوني شديد، واخرين…. ومن ابرز المعتقلين الاعلامين السورين،مدير مركز الاعلام وحرية الراي السوري مازن درويش ورفاقه مهند عمر وجهد محمد اسعد ،اضافة الى صحافيين اجانب وعرب لم يعرف مصيرهم اهمهم هم رامي غازي وأحمد بلال، وهو منتج في تلفزيون فلسطين، ونزار عادله، وعامر مطر، ، وعمر الأسعد، وأبو المجد تامر، ومناف الزيتون ومهيب النواثي وعلوان زعيتر وعمر عبدالسلام. اضافة فريق عمل سكاي نيوز عربية والصحافين السويدين مانفوس فوكليد ، ونيكلوس هامار ستروس الذين احتجزوا  في 27 تشرين الثاني ،اضافة الى الصحافي خافيير اسبينوزا  بالرغم من توافد صحافيين عرب واجانب الى سوريا، تبقى سوريا المنطقة الاخطر حيث يدفع الاعلامي دمه ثمنا لنقل الحقيقة.و تبقى مهمة المجتمع الدولي كبيرة في السماح لهذه الوسائل الاعلامية من الدخول الى سورية والمحافظة على ارواح اعلامييّها في نقل صورة الجحيم الذي يفرض على سورية، وان لا تبقى مهمة الاعلام في توثيق الاعداد وارقام الضحايا فقط، بل ان تشكل قوة ضاغطة على كل الاطراف لمنع هذا الجحيم .

 كاتب وباحث بالاعلام السياسي والدعاية .

شاهد أيضاً

أطفال

الترحيل القسري للأطفال الأوكرانيين الى روسيا

منيب الوادي / إن أحد أكثر الأحداث المأساوية في الحرب الروسية الأوكرانية هو الترحيل القسري …

اترك تعليقاً