الازمة السورية: اضحت الخبز اليومي للشعب العربي و”اللبناني”
19 أبريل, 2012
مقالات, ملفات خاصة
د. خالد ممدوح العزي / اثناء احدى الاعتصامات التقيت بشخص سياسي قديمة ودار نقاش بيننا :وعرض مواقف سابقة عن النظام السوري وكانت مواقف متطورة جدا لتنظيم يساري طليعي انتهى دوره بعد العام 1990 ولكن السياسي لا
يزال يتبنى المواقف القديمة ولكن بصيغة جديدة قد ادهشني جدا :
يقول بانه مع المعارضة السورية الداخلية وضد معارضة الخارج :
ضد المجلس الوطني وبرهان غليون الامريكي، مع ميشال كيلو وبس ….الذي يحاول النظام درب الامثال به ،،،،ولا يعرف من هي المعارضة الداخلية ولا اسماء شخصياتها في الخارج والداخل شخصيات المعارضة السورية الكثير وطبعا لا يعرف كما بدى طبيعة المعارضة ومعاناتها ومآسيها ، وهذا كلام النظام السوري …. بالطبع كما يحاول دوما ان يروج للحالة السورية وللمعارضة الذي يختارها . السياسي لا يريد بروز اي دور للإخوان في سورية او سيطرتهم على السلطة ،السلطة السورية ،كما هو الحال في مصر بوصول الاخوان اليها . فكان جوابي صريح جدا بان المعارضة السورية هي معارضة متنوعة ومختلفة وشريفة و مناضلة، وانظر جيد ا الى تاريخ الشخصيات المعارضة السورية بكل اطيافها ونوعها ونضالها وفكرها ووطنيها وقومتيها حتى الاسلامية منها ،وبحال اصر الشعب السوري على وصول السلفية الى الحكم وليس الاخوان فقط ، طبعا الى سدة الحكم، فان هذه هي إرادة الشعب السوري ونحترم خياره الحر ،فالشعب المصري اراد ان تصل حركة الاخوان المسلمين الى السلطة الاولى بكل شفافية ونزاهة ،فهل نقف بوجه ،، بوجه ارادة الشعوب الثائرة والهادفة للتغير والديمقراطية ومحاربة الفساد والبيروقراطية والمحسوبية ونظام العائلة والفساد والمطالبة بالحرية والخبز ،فكيف ننادي بالديمقراطية ولا نريد تطبيقها اذا فالديمقراطية ممارسة وحقيقية .انا مع الشعب السوري بكل اطيافه ومع معارضته الاسلامية والسلفية والليبرالية والقومية الحضارية وطينته المتنوعة ،لأنه هو الذي خرج الى العلن الى الساحات في كل المدن والنواحي السورية بمظاهراته السلمية ،السلمية ،السلمية ،بوجه الرصاص والقتل والبطش ليقول:” المجلس الوطني يمثلني والجيش الحر يحميني ،والعرب والمسلمين والعالم خذلني :،اذا انا مع الارادة الشعبية السورية اذا انتخبت ميشال كيلو او اخر فان اقبل بهذا الاختيار والذي لا يعتبر جديدا على شعب سورية الذي انتخب فارس الخوري اول رئيسا للوزراء عندما كن الشعب السوري ينتخب انتخابا وليس تعينا وكانه مجلس نواب منتخب واسند له وزارة الاوقاف الاسلامية ،لم يعجبه كلامي وموقفي وكانه يريد ان يقول لي “باني امريكي وخائن ولكن بطريقة اخرى “، ليتدخل صديق قديم ليحسم النقاش بيننا ،ويقول بان وصول الاخوان المسلمين الى السلطة في سورية افضل من بقاء هذا النظام الحالي المجرم والذي يفعله النظام اسواء بكثير من الذي سوف ترتكبه المعارضة مستقبلا ،وامريكا تفعل ما تفعله روسيا بالضبط مع انك ضد الاثنين ،وبالتالي هذه مصالح دولية ونحن لم نعود بعدين عن هذه المعارك الدولية .فانت لا تريد 8اذار في سورية او 14 اذار” لكن صديقي سأله ” ليش النظام ترك مجال للمقارنة او الوقوف امام اي خيط رمادي لنحتمي به “.
فالسياسي القديم صديقنا يريد ان يبني حزبا من جديد في لبنان تحت شعار الاستقلال السياسي عن قوى الامر الواقع ولكن الارتباط الايديولوجي بالقومجية والعربجية من خلال استخدام مواقف قديمة وسابقة لتنظيم يحاول ان يتبنها مع جامعته ومجموعته الصغيرة وتوظيفها من جديد في الجو العام والاستفادة من المواقف المميزة لتاريخ الحزب القديم وكانه هو الوريث الشرعي لتلك الافكار والمواقف النارية الذي يحاول الالتفاف عليها في تقديم نفسه كمجموعة جديدة تطرح نفسها كبديل عن التيار القديم ،ولكنها بغير المكان السابق وبظل الزمان الحالي ، الذي تميز به التنظيم من مواقف سياسية متميزة وقراءة منطقية للواقع العربي وتحديدا من النظام السوري والارتباط بالقضية الفلسطينية وقائدها التاريخ ياسر عرفات ومشروع الحركة الوطنية اللبنانية ومعلمها الشهيد كمال جنبلاط وطليعة اليسار اللبناني والعربي من خلال طرح ايديولوجية صلبة قومية وماركسية ….والتي دفع ثمنها غاليا بظل التركيبات الحالية للبلد وخاصة زمن الوصاية السورية على لبنان ،فالحزب السياسي الجديد الذي يحاول السياسي “صديقنا تشكيله يأتي كما يقال المثل العربي “ذاهب للحج والناس راجعة ،فالتوظيف للتاريخ والنضال القديم ليس مل لهذا السياسي ومجموعته الجديدة لكي توظف في المكان الغير مناسب والظرف الغير مناسب نتيجة حسابات خاصة قومجية عربجية .لكن اسفي الشديد على هذه الشخصية التي اعتبرت نفسها قيادية سياسية في طرف طليعي كان يأمر وله دوره الطليعي في لبنان والجوار وهو كان من قيادتها انتهى الحوار بالنهائية قريبا تحسم المسائلة ونرى اذا وصلت المعرضة السورية الخارجية للحكم او الاخوان نحنا ضدهم وبحال وصول المعارضة الداخلية نحن معهم ،طبعا نسى السياسي المخضرم من هي المعارضة الداخلية فهل هي المعارضة المعلبة من قبل المخابرات ،او معارضة الساحات والحراك الثوري ،على ما يبدو بان السياسي لا يعرف من هي معارضة الساحات وما هو قدرتها وما هي شراستها الصمودية الاسطورية وملاحمها النضالية اليومية ،التي لم يستطيع نظام الاسد اخماد صوتها منذ 14شهرا ،والتي شلته وشلت قدراته السياسية والاقتصادية والامنية طبعا صديقنا مسكين جدا بالرغم من انه يعتبر نفسه من ذو التاريخ السياسي القديم والعريق ، لقد عرفته مسكين اكثر من خلال عدم معرفته بأسماء المعارضة السورية الخارجية والداخلية، والذي برر ذلك بانه لا يتابع الاسماء بل اكتف بذكر اسم الدكتور برهان غليون وميشال كيلو ، طبعا مع احترامنا ومحبتنا لمشال كيلو وتاريخه ونضاله الطويل وسجنه ومواقفه وكتاباته. لكن صديقنا السياسي لم يعرف بالأصل من هو الدكتور برهان غليون وتاريخه القومي العربي الناصع، ونضاله ومواقفه ونضاله المعارض وابعاده قصرا عن صورية وعن حمص الثورة وعاصمة العروبة الجديدة ، ولم يعرف من انتخب برهان لرئاسة المجلس لدورتين في رئاسة المجلس ،ولم يشاهد الثوار في الساحات السورية ترفع اسمه الى جنب علم الثورة ، ولم يعرف بان كل اخطاء برهان تبررها قوة الثورة المستمرة ،لان برهان يعمل ومن لا يعمل لا يخطئ ابدا، ولم يعرف بان المجلس قوة سياسية سورية ركبت على عجل بعد 45 من سيطرة الحزب البائد على كل مفاصل الحياة والفكر في سورية، المجلس لم ينتخب كي نعرف من سوف يفوز ،والمجلس كلف ولم ينتخب وهذا فرق كبير في العمل السياسي.
طبعا صديقنا كما يبدو بطريقة او بأخرى قد وضع بيضه في سلة المقربين من النظام ولذلك يشن حملة بطريقة ادبية وفقا لمصطلحات كبيرة يستخدمها الاعلام والسياسيين والدعاية ،ولكن قد تناسى الشعب، تناسى الساحات، تناسى كل شيء مسكين هذا السياسي الذي يظن كما غيره بانه لا تزال في الجعبة تسوية معينة تضمن لنظام الاسد بالعود الى السلطة باي شكل من الاشكل، بظل حمام الموت والقتل والبطش والخراب والتهجير . فان من الاشخاص الذين يقولون بان الموقف من سورية اساسي وشرط لأي نقاش مع اي شخص فالمعيار هو ان تكون مع الثورة السورية لكي يدور اي حوار في اطار النقد او اي شيء مشابه .ولا مجال للنقاش لان الشعب السوري اليوم يقاتل من اجل العرب جميعا من اجلنا نحن من جل المستقبل العربي الواعد بالحرية والكرامة واعادة امجاد الامة العربية الحضارية الحقيقية ،الشعب السوري يدفع ثمن كل الامة العربية من الخليج الى المحيط الثورة سوف تنتصر مهما تذكى النظام والى اين ذهب المعلم ولو اجتمعت قوة روسيا وايران والعراق ولبنان واسرائيل والصين ضد الشعب العربي السوري فان النصر سيكون حليفا لهم بغض النظر عن الكلفة الباهظة التي سوف يدفعها الشعب السوري ثمنا للانتصار ،ليحلم صديقنا السياسي المخضر كما يحلو له مع غيره من السياسيين والمعجبين.
*باحث إعلامي وخبير بالشؤون الروسية ودول الكومنولث
[email protected]