%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF أوكرانيا

الارتباك الروسي في سوريا والتغيير الميداني .

خالد ممدوح العزي./ لا شك بان الدبلوماسية الروسية تعاني من ارتباك فعلي بالتعاطي مع الوضع السوري بالرغم انها تحاول إطلاق إشارات مختلفة للخروج من الازمة السورية.

خالدفتارة تؤكد الالتزام بالنظام السوري وطورت تؤكد انها لا تمانع من تغيير النظام الحالي.

فالخوف بات يسيطر على السياسة الروسية نتيجة نمو الحركات الاسلامية المتطرفة التي تحاول التمدد نحو مناطق نفوذها في اسيا الوسطى ذات الأغلبية الاسلامية التي بات ينتشر فيها الفكر المتطرف والخلايا  الجهادية النائمة .

فالروس لم يتخلوا عن النظام السوري ودعمه كورقة في الصراع الدولي القائم بين واشنطن وموسكو في إطار النفوذ الجيوسياسي،لكن المتغيرات الميدانية فرضت على الروس اعادة قراءة الحالة السورية بطريقة جديدة تحفظ لهم مصالحهم التي باتت في خطر .

الروس فعلوا كل ما باستطاعتهم من اجل دعم نظام الأسد من خلال تقديمهم المساعدات العسكرية والمخابراتة واللوجستية .

لكن بعد مرور خمس سنوات من عمر الازمة السورية تلاشت قدرت النظام في تحقيق اي إنجاز ميداني بسبب صمود الشعب السوري ومعارضته ،بلإضافة للتغيير الميداني الذي فرض نفسه على الارض مما اضعف أمل الروس في التعويل على هذا النظام بإعادة الإمساك بزمام المبادرة.

لذلك تحاول روسيا جاهزة لإيجاد تحالفات جديدة في المنطقة بعد الواقع الجديد الذي فرضته عاصفة الحزم في اليمن مع الدول العربية والإسلامية المعنية بالملف السوري ، وبظل سياسة ايران المتسارعة نحو الأحضان الامريكية من اجل تنفيذ صفقة النووي.

فالروس ذهبوا بعيد في الفترة الاخيرة في تطوير علاقاتهم المالية والسياسية مع العربية السعودية والإمارات العربية وتركيا،لان أموالا عربية كبيرة رصدت للاستثمار في روسيا بظل الحصار الاقتصادي والمالي الغربي المفروض على أسواقها .

من هنا حاولت روسيا إطلاق شعار جديد يهدف الى انشاء تحالف عربي تركي روسيا سوري لمواجهة خطر تمدد تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”لان ساسة روسيا يعلمون جيدا بان من يقاتل “داعش”ويتصدى لها ويمنع تمددها هي القوة الشعبية السنية المعتدلة.

لكن يبقى السؤال مفتوح امام الدبلوماسية الروسية الجاهزة لإنجاز هذا التحالف الخيالي ماذا ستقدم موسكو للعرب لإنجاح هذا التحالف المتخيل التي بات ضرورة روسيا.

فالاجابة بسيطة ومفتاحها بيد الروس وفق التالي:

١-الإقرار بعدم وجود للأسد باي تحالف قادم .

٢-العمل باستراتيجية واضحة مع هذا الخلف لمقاتلة “داعش”.

٣-الإقرار بدور وبقوة العرب الدبلوماسية والاقتصادية القادمة في المنطقة.

٤-ان تحدد روسيا ماهو المطلوب لضمان مصالحها في المنطقة.

فالجميع يتفق على ضروة حل الازمة السورية سياسيا والممحافظة على مؤسسات الدولة وما تبقى من المؤسسة العسكرية كي لا تتكرر مأساة العراق مع الغزو الامريكي الذي أدى الى كارثة حقيقة .

من هنا لابد من القول بان الروس معنيون بتغيير الموقف المتبع مع الازمة السورية والتقاط الإشارات السريعة  من الدول المحورية ،كي لا يدفعوا ثمن خروجهم من سوريا  عند إسقاطها وتحويلها الى صومال ثانية، وكي لا تخرج روسيا من المنطقة العربية نهائيا وتتباكى  للجميع وتقول بان الغرب اخرجها وتلاعب بها كما الحال في ليبيا والعراق.

 

 

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …