%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A75 أوكرانيا

الاتحاد الاوروبي يخفق في توقيع اتفاق الشراكة مع اوكرانيا بالرغم من توقيعها مع دول سوفياتية .

تقرير : د.خالد ممدوح  العزي  / اخفقت  قمة الشراكة بين دول وست جمهوريات سوفياتية أوكرانيا5 أوكرانياسابقة  والاتحاد الاوروبي  التي افتتحت في العاصمة الليتوانية فيلنيوس 27-28نوفمبر ، فالقمة المنعقدة هيمن عليها رفض أوكرانيا أكبر هذه الجمهوريات  بضغط من روسيا، لعدم توقيع اتفاق للتبادل التجاري الذي بحث فيه  لشهور مع الاتحاد، ما يضعف استراتيجية الأخير حيال الشرق والتي أطلقت عام 2009.

لكن  الاتحاد الأوروبي الذب اكد بأن الاتفاق “ما زال مطروحاً على الطاولة” للتباحث ، مشدداً على مكاسب الاتفاق في القطاع التجاري أو تحرير تأشيرات السفر، ومذكراً ببلايين اليورو التي خصصت في السنوات الأخيرة لتحديث بلدان شرق أوروبا سياسياً واقتصادياً، مع تأكيد استعداده لزيادة هذه المبالغ من أجل تسهيل تكيفها.

لكن   توقيع اتفاق في فيلنيوس لم يعدد متوقعا في حساب الطرفيين وفرصه تبدو ضئيلة، ما قد يكتفي    الاتحاد  الاوربي بتوقيع اتفاقي الشراكة الاولية  مع دول مثل :”جورجيا ومولدافيا”. ولكن  توقيعهما النهائي  لن يحصل قريبا

فان تراجع كييف عن التوقيع قد أغضب المعارضة الأوكرانية الموالية لأوروبا التي تنظم منذ أيام تظاهرات كبيرة في وسط العاصمة الاوكرانية في ساحة اوروبا والتي تحاول التذكير بايام  الثورة البرتقالية التي شهدتها البلاد عام 2004. لكن رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا ازاروف أكد بان  مفاوضات توقيع اتفاق شراكة مستمرة، والعمل لتقريب البلاد من المعايير الأوروبية لا يتوقف”. أما الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش فصرح سابقاً بأن بلاده «تنتظر شروطاً أفضل لتوقيع الاتفاق»، علماً أن قمة مقررة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا في شباط (فبراير) 2004.

وسيشرح يانوكوفيتش في قمة فيلنيوس موقفه لنظرائه الأوروبيين الذين يريدون معرفة المزيد عن نياته الحقيقية، علماً أنه وصف لدى انتخابه رئيساً عام 2010 بأنه موالي لروسيا، لكنه يبدو أنه يراوح اليوم بين روسيا وأوروبا في محاولة للإفادة من الأخيرة من دون إغضاب موسكو.

وندد الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع بـ “الضغوط الروسية” على أوكرانيا، وقالت المستشارة الألمانية انغيلا مركل: “الحرب الباردة انتهت، فيما لا يزال التقارب مع أوروبا يُفهم بأنه ابتعاد عن روسيا، وهو ما يجب تجاوزه”

  فالغرب يواجه انتقادات حادة بسبب الاخفاق في التعامل الملف الاوكراني وال طريقة التفاوضيه فالرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي قال :”ارتكبت بروكسيل خطأ في التقويم، إذ ركزت على ملف المعارضة يوليا تيموشينكو، على حساب سياسة الضغط والابتزاز التي تمارسها موسكو على كييف”، والتي سيوجه إعلان القمة تحذيراً “مبطناً” في شأنها، في مقابل دعوة دول أوروبا الشرقية إلى الإصلاح والتقرب من الغرب.

كما يأخذ مراقبون على الاتحاد الأوروبي عدم تحديده لأوكرانيا ودول شرقية أخرى رؤية واضحة لعملية التكامل الأوروبية، كما حدث مع الدول الشرقية عند سقوط جدار برلين عام 1989. وكانت أرمينيا تخلت عن الاتحاد الأوروبي مطلع أيلول حين أعلنت أنها ستنضم إلى الاتحاد الجمركي الذي تقوده روسيا. أما بيلاروسيا الذي يصفها الاتحاد الأوروبي بأنها آخر ديكتاتورية في أوروبا، فالعلاقات معها مجمدة في غياب تقدم في حقوق الإنسان.

وأمس، دعت تيموشينكو القادة الأوروبيين إلى “تحرير أوكرانيا” عبر بذلهم كل ما في وسعهم لتوقيع اتفاق الشراكة الشرقية مع بلادها، وقالت في رسالة سلمها أقرباؤها: “إذا قرر يانوكوفيتش تحت ضغط التظاهرات في اللحظة الأخيرة توقيع الاتفاق، أطلب منكم أن توقعوه بلا تردد أو شروط، بما في ذلك في ما يتعلق بإطلاقي”. وأضافت: “يجب ألا نحرر السجناء السياسيين اليوم بل أوكرانيا”.

لقد سجلت روسيا نصرا كبيرا على الاتحاد الاوروبي الذي تراجع امامها للحفاظ على مصالحه الخاصة معها،وترك اوكرانيا فريسة للابتزاز الروسي ولشروط قاسية تفرضها موسكو عليها بسبب غياب الحليف الغربي وعدم تمكنها من ممارسة سياسة كان قد عبرا عنها الرئبس الاوكراني بانه يمكن لاوكرانيا ان تكون جسرا للتواصل بين الاتحاد الاوروبيوالاتحاد الاقتصادي الاوراسي دون الدخول في تحالفات اومحاور.

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …