عامر العروقي / “يزف المجلس الأعلى هذه البشرى السعيدة إلى شعب الإمارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، والعالم أجمع، معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، وجزءاً من الوطن العربي الكبير.”
بهذه الكلمات تم عن تأسيس دولة الامارات واتحادها الذي يضم 7 امارات خرسانية ترابط على تخوم البوابة الشرقية للوطن العربي وتحميه من خطر الدول المتربصة بمطامعها على ثرواته ، حيث ان الناظر في سياسية دولة الإمارات يدرك انها تعطي أولوية مطلقة لمحيطها الخليجي ، على اعتبار أن منطقة الخليج العربي خط الاحتكاك الأول مع العالم الخارجي ، الذي يحتوي على أكبر قدر من الفرص والمخاطر التي تواجه الدول ، في المقابل وبشكل خاص تقوم الدولة على الاهتمام بالعالم العربي، وهو اهتمام موازي لاهتمامها بالبيئة الخليجية ، هذا يأتي من منطلق أن العالم العربي هو خط الدفاع السياسي الأول لها ، وهو ملاذها الاستراتيجي وحضنها الثقافي الذي تستمد منه هويتها وشخصيتها الحضارية الثقافية. فالإمارات انتقلت خلال سنوات قليلة من انقطاع نسبي عن الخارجي بسبب الاستعمار الي انفتاح وتفاعل مع كل بلدان العالم على كافة المستويات و العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع الدول القريبة والبعيدة ، الى ان اصبحت اليوم و بعد 47 عام واحدة من أهم المراكز الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط . بل في العالم فهي الملاذ الوحيد الامان في عالم تتشابك في المصالحة وتتعارض معه القيم.
الامارات من 47 شهراً الي 47 عاماً من الاتحاد
جاءت الصورة التذكارية لحكام الامارات امام علم الدولة تتويجاً لـ47 شهراً من العمل الدؤوب الذي قاده المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فمنذ تولي رئيس الدولة الراحل المؤسس الشيخ زايد بن سلطان حكم امارات ابو ظبي عام 1966 سارع الي لتعزيز الروابط الثقافية والتاريخية مع إمارات الساحل السبع المتصالحة ، فكان الهدف من فكرة الاتحاد أن يكون نواةً حقيقة للوحدة العربية والابتعاد عن ايدولوجية الخيال التي لم يكتب لها النجاح في بلدان اخرى ، ايضا كان هدفاً اكثر اهمية وهو حماية الساحل والثروة النفطية من أي مطامع خارجية ، هذا الاتحاد نجح في تقديم اول نموذج اتحادي عملي قائمة على الروابط التاريخية الاخوية للعرب ولأنه قائم على اسس راسخة حيث اصبحت الدولة المتحدة ذات جيش موحد واقتصاد مشترك ودستور واحد . تجربة يجب دراستها فهي من انتاج مدرسة العربي القومي الراحل الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان الذي حافظ على ممتلكات وثروات الامة من الضياع والتشتت بل وقدمت الدعم الخيري والانساني واللوجستي والسياسي للدول النامية في المنطقة ، ودافع بصلابة عن كل المخاطرة التي تحوم حول البلدان العربية واهمها التمدد الشيعي او ما يعرف بتصدير الثورة الشيعي الايران ، ووضعت على كاهلها مسؤولية بأن تكون واجهة ومرأة للحضارة والثقافية العربية وحافظة للقيم والتعاليم الاسلامية.