الإعلام اللبناني: بين الدعاية السياسية واالتحريض المفبرك …!!!(1_2)
22 سبتمبر, 2012
مقالات, ملفات خاصة
الإعلام:
د.خالد ممدوح العزي / الإعلام هو التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير ولروحها وميولها واتجاهاتها في الوقت نفسه. الإعلام ينشر الأخبار والحقائق والأفكار والآراء بوسائله الإعلامية المختلفة ” كالصحافة والإذاعة والتلفزيون والنيت ” بهدف التفاهم والإقناع وكسب التأييد . إن مهمة الإعلام الحقيقية والخلاقة ، هو نشر الحقائق والأخبار والآراء عن طريق الوسائل الإعلامية ، إذا هدف النشر أو البث اللاسلكي هو تزويد الناس أو الجمهور بالمعلومات الصحيحة والصادقة من اجل معاونتهم ودفعهم لتكوين الأفكار السليمة والصحية، إزاء المشاكل العامة أو الأحداث المحلية أو العالمية فإن هدف الإعلام إذا هو نقل الصورة والكلمة بآمنة وبدقة وليس إنشاء الصورة وصناعة الخبر ، وهنا نتفق مع د. سكري بان الصورة والخبر وحدهما من صنع المواطن والحدث . إن الإعلام الذي يساعد من خلال تزويد بالمعلومات الكمية، التي توفر الإمكانية للمواطن العادي القراءة مابين السطور أو ما يسمى”ما وراء الخبر”.
الإعلام المقارن او المقارب :
إن منهج ” الإعلام المقارن” أو”الإعلام المقارب” ، ما هي إلا نظرية جديدة في عالم الإعلام ، أو العمل الإعلامي ذات المنهجية التي اعتمدتها مدارس إعلامية عديدة، في تدريس الإعلام على أساس مبدءا المقاربة في معالجة المواضيع الصحافية أو المشاكل الإعلامية ، من خلال استعراض الآراء والأحداث المتعلقة بالموضوع المعالج، وهذه الطريقة الإعلامية لا تعتبر جديدة في الإعلام الغربي والأوروبي، وهي موجودة أيضا في، ” الأدب المقارن، والفن المقارن ،والشعر المقارن ، والفلسفة المقارنة”. ولكن هذه النظرية لا تزال في طورها الأولي في الصحافة العربية عامة، وتحديدا اللبنانية منها. فالنظرية تعتبر جديدة في العالم، فالإعلام المقارن هو طريقة إعلامية جديدة وبسيطة في عملية طرح الأفكار وعرضها على القارئ، و كيفية تنولها من قبل الإعلام والإعلاميين. تختلف النظرية الإعلامية الجديدة عن الطريقة الإعلامية العادية في تناولها للمادة المطروحة للتداول من قبل الصحافة والصحافيين، في عملية العرض والشرح المطول للأفكار ، والتركيز على كمية المعلومات الموجودة ومن خلال الدلائل والحجج والبراهين ، والأستشهادات بالآراء كي تصل إلى للقارئ بشرح كامل ومبسط وجمالة لغوية لعرض الفكرة أو النقطة المنوي إيضاحها أو تسليط الضوء عليها.لكن أهم ما يميز هذه النظرية الجدية هي طريقة العرض المعتمدة من الإعلاميين ، الأسلوب الإعلامي ألتقلدي في الشرح والعرض ، وفي طريقة تفنيد الأفكار المطرحة من اجل تسهيلها أثناء القراءة ، والتسلسل في العرض للأحداث ، وتسلط الأضواء على الفواصل الهامة في المواضيع. فالاختلاف مابين الصحافة العادية والصحافة المقارنة هي الطريقة التي يتم التعامل بها في معالجة المواضيع، ونوعية المشاكل المستعرضة في الصحف والمجلات أو المدونات الالكترونية ، كانت سياسية وثقافية واقتصادية ، فالصحافيين الذين يمارسون عملية المقارنة “والمقاربة ” هم قلائل جدا وخاصة في لبنان ، لان هذه الفئة من الإعلاميين ، يتميزون بامتلاكهم لثقافة واسعة وعالية وعلى اطلاع دائم لمجمل الأحداث والأخبار، إذا هم على مقدرة جيدة على القراءة السياسية ، وما يكتب بين السطور ، والذي يسمى “ماوراء الخبر”، وعلى صلة قوية بمصادر المعلومات والخبر، الذي يساعدهم في عملية التحليل المنهجي للإحداث السياسية ، هؤلاء الإعلاميين الذين يعملون على تجميع الأخبار والمقالات و والعرض التحليل المطروحة في مختلف الصحف والدوريات، المتعلقة بإحدى المواضيع الذي يجب التعامل معه وتشريحه ،و يتم استعراض الحدث بطريقة المعلومات ، من خلال تفنيد الأحداث والآراء والمواقف وتسلسلها، وفي كيفية تناولها للمشكلة بطرق عشوائية ،حيت يتم صياغة المادة بطريقة علمية منهجية ، لما تم تنوله في الصحافة ، بحيث يتم التعامل مع الموضوع بطريقة جديدة ، من خلال أطروحات تم استعراضها بأشكال مختلفة حسب المقولة القائلة ،” فمن فمهم ومواقفهم يدانون”، وبهذه الطريقة التي يتميز بها كل من : “الإعلامي والمحلل السياسي ” حسان قطب مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات ” ، الإعلامي “حسام عيتاني الكاتب السياسي السابق،” في صحيفة السفير ” والحالي في صحيفة الحياة ، والإعلامي والمحلل السياسي د. “وسام سعادة الكاتب في جريدة المستقبل” . الكاتب السياسي حسين قاسم ، وآخرين … الخ “. فالإعلاميون يعتمدون في عملهم المنهجي على الإعلام المقارن.
الإعلإ م فرع من فروع “الأدب المقارن “:
الأدب، المقارن هو فرع من فروع العلم يدرس من خلاله الأدب القومي من حيث تأثره أو تأثيره في آداب قومية أخرى. الأدب، بوصفه فرعا من فروع العلم يخرج من منطقة الإبداع الأدبي إلى منطقة دراسة الإبداع الأدبي. أن مصطلح ” الأدب المقارن ” غير دقيق في مدلوله على المراد، لأن الأدب المقارن منهج في الدراسة وليس أدبا إبداعيا، والصواب أن يقال في المصطلح: ” الدراسة المقارنة للأدب “. ويعرف الناقد الأمريكي هنري رماك بان الأدب المقارن: هو دراسة الأدب خلف حدود بلد معين، ودراسة العلاقات بين الأدب من جهة ومناطق أخرى من المعرفة والاعتقاد من جهة أخرى، وذلك مثل الفنون (كالرسم والنحت والعمارة والموسيقى) والفلسفة، والتاريخ، والعلوم الاجتماعية (كالسياسة والاقتصاد والاجتماع)، والعلوم والديانة، وغير ذلك. بإختصار هو مقارنة أدب معين مع أدب آخر أو آداب أخرى، ومقارنة الأدب بمناطق أخرى من التعبير الإنساني”. يعرف ميدان الأدب المقارن توجهين أساسيين:
-1- المدرسة الفرنسية، الذي يرى فيها دارسوا الأدب الأعمال الأدبية في صورة أعمال منتظمة في نسق تاريخي، ويطبقون مقولات التأريخ وفلسفته ومناهجه في دراساتهم الأدبية. تبدأ هذه المقولات بمقولة “النسبية الزمنية والمكانية” أي أن لكل زمان ومكان تقاليد وأذواقا ومعايير وأعرافا ونظما سياسية واقتصادية واجتماعية تحكم هذا المكان والزمان، ثم إن هذه التقاليد والأذواق والمعايير… تتغير بمرور الزمان واختلاف الأمكنة، وعليه؛ فلابد من الرجوع بالعمل الأدبي حين دراسته إلى فضائه ألزماني والمكاني، وأن لا نفسره أو نحكم عليه بأعين عصرنا الحاضر، وإنما بأعين معاصريه. ثم تأتي مقولات التاريخ الأخرى التي يُطبقها أصحاب المدرسة الفرنسية من مثل: السببية، و النشوء والتطور للظواهر الأدبية…، واليقينية هي تخص العمل الأدبي في توثيقه. -2- المدرسة الأمريكية، فالأدب المقارن فيها ، يرتبط كله من منظور عالمي، ومن خلال والوعي بوحدة التجارب الأدبية والعمليات الخلاقة، أي أنه يرى أن الأدب المقارن هو الدراسة الأدبية المستقلة عن الحدود اللغوية العنصرية والسياسية، و الرؤية الأمريكية التي تربط بين المنهج التاريخي والمنهج النقدي،باعتبارهما عاملين ضروريين في الدراسة المقارنة. فأن الاتجاهات الجديدة ” في المقال يعتمد على البرهان ،والدليل في البلاغة الجدية ” يكتب المفكر البولوني البلجيكي الإقامة ، “perelaman.ch”
بيريلمان ” إن نظرية الحاجة لا يمكن أن تنمو إذا تصورنا أن الدليل ألبرهاني إنما هو مجرد صيغة مبسطة بديهية . سيما وإن هدف نظرية ” البرهان” Argumentaton”لديه هو دراسة تقنيات الخطاب التي تسمح بإثارة تأييد الأشخاص للفروض التي تقدم لهم. من خلال هذه النظرية التي نستند إليها ، في صوغ المفهوم الجديد للصحافة المقارنة.
الحداثة ما بعد الحداثة في الإعلام :
لقد تطور مفهوم الصحافة الحديثة بسبب وسائل الاتصال والتكنولوجيا ، والتخطيط القومي والتنمية والربط الإعلامي، الذي أدى بالنهاية إلى الربط ألمعلوماتي مما أدى إلى انتشار الإعلام ،”ألمناطقي أو العالمي” الذي ساعد العديد من الإعلاميين في كتابة نصهم في ربط الإحداث بعضها بعضا ، وليس الاستشهاد وإعطاء البراهين والدلائل على الأحدث. ولكن عرض الحدث كما تم تنوله كما تم عرضه ، ومن هنا تطرح حركة ما بعد الحداثة في الإعلام المدى الكبير في تأثير التقدم المنهجي الحضاري والتكنولوجي على تطور مفهوم الإنسان . أجمعت الدراسات الإعلامية كلها التي تناولت كيفية تطور فكرة الحداثة في وسائل الإعلام:” المكتوب والمرئي والمسموع والصورة والتلفزيون والإعلانات والانترنت وكل تكنولوجيا الواقع الافتراضي”. فالصحافة الجديدة”New Journalisim” التي يستخدم أصحابها وكتابها تكنيكات وطرق الكتابة ، المختلفة في تقديم الأحداث من وجهة نظر الشخص المشتبك في الحدث ، مابين الجمع في الأسلوب والوصف والحوار والمنولوج والسرد القصصي للأحداث وعرض التقارير الصحافية والمقالات والأحاديث والمقابلات والتي يتم حبكها بالنهاية من الكاتب بطريقة مميزة لإيصال الفكرة المطلوبة ، وعرضها على القارئ هذه الطريقة التي تأخذ نوعا مختلفا وأسلوبا شيقا من السرد القصصي والروائي والعرض المختلف للإحداث ، ولقد أسس في الغرب هذا التيار الجديد للصحافة نوعا من الاعتراف بالذاتية الإنسانية للصحافة بدلا من إنكارها ، فهل يتم استغلال هذه الذاتية مستقبلا في الوطن العربي بدلا لنفيها في ظل قمع حرية الصحافة وحرية الصحافيين المحاربين من الأنظمة وأدواتها ،لان الحركة الصحافية هي نوع التعايش مع الجمهور الذي يكتب له وعلى معايشة الحدث الذي يتم تغطيته ومواكبته بتجرد وأمانة . بناءً لهذا الطرح نتفق مع الباحث الإعلامي الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل والذي يكتب:” بأن على الصحافي إن يكون في موقع الحدث لكي يحصل على كل التفاصيل المنوي معرفته “.
بين الدعاية والإعلام :
مع انفجار الثورة الإلكترونية أصبحت “الدعاية المرئية” هي الأساس التي تعتمد عليه الوسائل الالكترونية والأقمار الاصطناعية . هي التي جمعت بين الصورة والكلمة، فالوسائل السمعية والبصرية أو” الإعلام المرئي” التي جعلت الدعاية تصل إلى أوسع جمهور متباعد جغرافيا وسياسيا وثقافيا بوسائل إعلامية واحدة. يذكر “غوبلز” وزير الدعاية الهتلرية بان ليس هناك قواعد للدعاية، وإنما لها غرضا وحيد وهو إخضاع الجماهير لها ، إذا كانت الدعاية في إحدى تعريفاتها هي محاولة للتأثير على الأفكار العامة فالإعلام يستغل بدوره كل وسائل الاتصال بالجماهير ، فهي تختلف عن الإعلام الذي يفترض إن تكون مهمته تزويد الناس بالأخبار الصحيحة والسليمة التي يستطيعون في ضوءيها، مناقشة المشاكل والتواصل إلى الحلول والآراء المناسبة .
الإعلام الحر المستقل :
الإعلام ، الحر لا يزال حتى اليوم حلما غير محقق لان العناصر التي تدخل بالخبر متعددة ومتنوعة ومتفاوتة القيمة والواقع بحيث يصعب حصرها في إطار محدد وثابت, ذلك لان الإنسان ذاته هو منتجها ومصدرها ومستهلكها. الإعلام يتوجه إلى العقل لان هدفه إعطاء المعلومات الصحيحة للمستقبل لمساعدته على تكوين رأيه . يكتب هربرت ،ا، شيللر في كتابه :” بان التكنولوجيا الإعلامية بوصفها قوة مصغية للطابع الديمقراطي “. والمشاعر التي تعتمدها الدعاية التجارية التسويقية تختلف عن المبادئ المعتمدة للدعاية السياسية في إثارة العواطف تجاه المطالب الملحة ، والإعلان التجاري ينفعل بحيث يبدو الفرق بين الدعايتين ضيقا للغاية، من اجل إقناع المواطنين يعتمد الدعاة الحديثين طرقا مثل التلاعب بالعقول من اجل غايات سياسية وهنا نتفق مع الكاتب الفرنسي”غي دوراندان” بأن الفرو قات بين الدعاية التجارية والدعاية السياسية تكاد لأتذكر لكنا أهدفهما لتختلف في السلوك والتصرف، لكن ألماهم حسب رأي الخبير الإعلامي الراحل في الدعاية “رالف رزق الله” بقوله بان أطروحات الدعاية التجارية هي ابسط بكثير من الدعاية السياسية . فالعلاقة بين “الإعلام والدعاية السياسية:، يعود إلى إن هذه الأخيرة ترتبط عموما بأيديولوجية وخط سياسي هدفهما التأثير في الآخرين وتغير أراهم السياسية وهي بذلك توظيف كل وسائل الإعلام لأهدافها . الإعلام هو أداة من أدوات الاتصال بالجماهير والاتصال كما يعرفه د.حامد ربيع ويميز ه عن الإعلام، وقد يكون اتصالا إعلانيا أو اتصالا دعائيا.
الدعاية الإعلامية والسياسية :
-الدعاية التحريضية ” Propagande D,acitation ” هي التي تنشط في البلدان النامية حيثما النقمة الشعبية عارمة . ويطرح الخبير في الدعاية والإعلامي السياسي الأمريكي موكييلي أهم مرحلها :
المرحلة الاولى:
إن التحضير للدعاية التي تسميها مرحلة التعبئة ، وتأتي هذه المرحلة من خلال استعمال الحد ث من حيث تتطابق الأهداف السياسة للقوى في تطلعاتها وطرحتاها حيث يتم استخدامها من خلال قوى تتمركز في شتى الميادين الاجتماعية والسياسية والشعبية.
المرحلة الثانية:
الزعيم ” القائد”أو الشخص المحرك الذي يقوم باختيار موضوع أو أكثر عليه لأنه الأكثر أهمية والأكثر حساسية معينة لمناسبة معينة يكون فيها إطلالته على جماهيره، لذا فهو الأكثر فعالية لتحريك شعور الجمهور وبت الحماس والأمل فيه. وهنا تتوزع قادة المعارضة في لبنان على الرمز الأول وهو السيد “حسن نصرالله “الذي يملك من “الكاريزما” ، ما يجعله يحرك الجماهير لمجرد إطلالته عليهم،إنه خطيبا قديرا على شد الانتباه إليه مهما كانت الظروف العامة لان شخصيته، شخصية قائد وموجه وزعيم “محلي وطني ، إسلامي” ليطفوا على سطح الإحداث ، اهو كفؤ، أو ذات خبرة مهنية عالية ؟ مثقف ؟ من أهل العلم والمعرفة …يستخدم في خطاباته بعض الطرائف والمفردات الشعبية ، لكي يكسب عامة الناس وأخرى تقنية معقدة لكي يستحوذ على انتباه المثقفين . يحتد ويشرح بانفعالات وتعبيرات مدروسة لكي يوحي للمشاهد بأنه يكره الشواذ وينفر نفورا عظيما من الكذب، فهو المصلح الاجتماعي، الاقتصادي، السياسي، الديني والوطني حتى التغير . بالرغم من الخطاب الذي تعلوه النبرة والحدة ورفع يده بعلامة الإشارة، إلا انه يستشف من خطابه رسائل سياسية معينة.أما الشخصيات الأخرى، المتواجدة في صفوف المعارضة التي تحاول أن تصنع “كاريزما” معينة لها ، مقتبسة عن إحدى القادة التاريخيين الذين تركوا تأثيرا في الوسط الشعبي العربي أو اللبناني تأثيرا كبيرا … كشخص القائد الناصري الراحل جمال عبد الناصر، أو لعدم وجود شخصية كاريزمية سوى شخصية “السيد حسن نصرالله” الذي يصعب تجاوزها ليس في المعارضة وإنما في المجتمع اللبناني والعربي عامة .
المرحلة الثالثة:
هي توسيع دائرة النشر والترويج لهذا الحدث من اجل صقله والعمل عليه ومن من اجل إنتاجه في “العاميات الخطابية ” كأننا ننادي بأننا، نحن الأفضل ” ونقدم البراهين والدلائل لقولنا. ويتول لعب الأدوار الرئيسية فيها، هم القادة البارزين، على مستوى الصف الأول، في أحزاب المعارضة ، “كحزب الله”أو القادة الميدانين الذين يتولون نشر هذه المهمة بالإضافة إلى الحلفاء والمناصرين والأصدقاء.من خلال انتقاء بعض الحوادث أو التصريحات البارزة، أو المجتزأ لتأليب الرأي العام بشكل يناسب الخط السياسي العام: المعارضة حيث تدعو المعارضة، والتأيد حيت يتوجب التأيد. إما إذا تم تفسير معاهدة أو اتفاق وحديث يتم التلاعب بالألفاظ والمعاني، ومثالنا على ذلك الحملة المنظمة التي نظمت ضد شخص ” الأمين العام للجامعة العربية “عمرو موس” قبل انتخاب رئيس للجمهورية الحالي الرئيس “ميشال سليمان”، و”الحملة ضد الرئيس “فؤاد السنيورة” اثنا حرب تموز عام 2006″. تفسير اتفاق الطائف” ” قانون الاتصالات ” “الحملة على الأكثرية النيابية بأنها وهمية ونتاج غربي ،أمريكي وإسرائيلي، وهي تستهدف الوجود المقاوم والمقاومة”،”حرب “7 أيار2008” المجيدة التي استأصلت الفتنة الطائفية ومنعت الحرب الأهلية ودافعت عن سلاح المقاومة السلاح من اجل السلاح”، “احتضان الضباط الأربعة والتشهير بالمحكمة الدولية ،الاجتهاد العنيف حول قراراتها وقوانينها التي لم تصدر بعد، والتي لم تطبق،”الحملة على رئيس الجمهورية والعمل على التأسيس لثقافة الجمهورية الثالثة” الخ… من خلال استغلال:
استغلال الحوافز: يشكل استغلال الحوافز الشعبية والوضعية عنصرا أساسيا من عناصر الدعاية المباشرة.
إستغلال الحوادث: بعد أن تكون الداعية قد استفادة من الحوافز ، فان عليه إن يكون يقظين للغاية،فاليقظة والحذر يخولانها الإمساك بالخبر والحدث المناسب لفبركة حملة دعائية مناسبة ضده .
المرحلة الرابعة:
لغة الدعاية :إن لغة الدعاية الدائمة حسب تعبير “موكييلي ” الخبير الأمريكي بالدعاية ” بأنها لغة النقمة والسخط …فان الداعية ينتقل باستمرار من الحكم على الأمور بواقعية، إلى الحكم عليها تعويما، فالدعاية المضادة ، هي هجوم مضاد وهنا ضرورة إيجاد حدث أو عرضة للخصم من اجل استغلاله حسب أطروحتنا “مهاجمة الخصم ” ككل “كجهة” ثمة مهاجمة الأشخاص في الفريق المعادي. ومن خلال السخرية من أفعالهم ومواقفهم بصورة استثنائية من خلال التجريح، والملصقات، الكاريكاتيرية، والتحوير في الأغاني.
المرحلة الخامسة:
العمل على نشر مناخ من القوة والإجماع، وذلك بإتباع مبدأ المبالغة والتهويل في الدعاية، لقد “ابتدأت”8 آذار” حملتها الانتخابية، لدورة المجلس النيابي لصيف2009، من خلال المكنات الانتخابية الإعلامية السياسية ، التابعة لها في حرب شعوا على جميع الإطراف السياسية الأخرى. في محاولة منها الانتقاص من أهمية المعركة والتشكيك في إمكانيات الخصم في الفوز أو الاستمرار أو البقاء على نفس النتائج الماضية “ والعمل على إحباط شخص المقترع مسبقا، من خلال الحد من ممارسة حريته الانتخابية. لان هذه الاوركسترا الإعلامية تتعدى إلى ما يتجاوز الرأي العام العربي والإسلامي لتقبل التصعيد المرتقب والقادم إذا تم حصوله .
1- لوحات الشوارع الكبيرة او”البانوهات”:
تستخدم اللوحات الإعلانية الكبرى في نشر صور المرشحين في مختلف المناطق اللبنانية على لوحات البانوه والتي تختلف من حيث تنوعها وتطورها التكنولوجية. لهذه اللوحات سعر خاص وهي موجودة ،حسب الطلب، وحسب الدفع لكل موقعه ومكانه المختلف منها.
تكتب، الإعلامية ياسمين قطيش:” شعارات من كل “الألوان ” و”الإحجام” و”المستويات” تتوجه إلى المقترعين بكلمات حفظوا معظمها عن ظهر قلب” . كلمات مشتقاه من قاموس “الدولة” نزلت من على المنابر والخطابات لتحل بين الناس في “بانوهات ” تتكلم عن الكل ومع الكل.
2-الشعارات :
الشعارات التي تستخدم في الخطاب السياسي والإعلامي في تقسم إلى فسميين:1- شعارات لفئة شطبت الطائفية والمذهبية من على الورق فيما تجدرها على الأرض “الانتخابات استفتاء على المقاومة؛ المقاومة أساس \ حزب الله\ الإيمان بالوطن مطلوب أيضا؛ جمهورية الجمال الثالثة sois belle, et, vole”.” ؛على مدخل الغلطة …أو الدولة \التياالوطني\؛ ؛ كلنا مؤمنون بالله منا من آمن بالقرآن ومن من آمن بالإنجيل \حزب الله والتيار الوطني \؛ الأمل …والرجاء؛ الجمهورية ثابتة/حركة أمل/ “.
2-شعارات رسمت لمستقبل دولة تسودها ” الحرية” و”الكرامة” و ” السيادة” ابتداء من باب التغير الواسع على شاكلة المدينة الفاضلة ،(بعدك فينا، لعيونك بتهون “سعد طرابلس، ثابتون اليوم وغدا /القوات اللبنانية /، جمهورية الاستقلال الثاني …أبقى، كل الطرقات تؤدي إلى الثبات / الاشرفية؛ صوت لمشرع مش لشعار ؛ عقد الاستقرار مشروع \حزب الكتائب اللبنانية/؛ إلى المشروع در/طرابلس/). فإن اختلفت الشعارات جميعها من حيث التعبير و الأسلوب ولكن يبقى فيها المعنى واحد : ” “لبنان الوطن” و”المؤسسات ” و”الاستقلال الثاني” ومعهما أعمدة “الديمقراطية” و”الكرامة” و”الآمل “و”الإصلاح” .الجمهورية الثالثة”جميعها تكلمت بلغة الوعد والوعيد بلسان حال افر قاء الصراع أو إذا صح التعبير ” المتحاربين “، فكانت “، حامية على صورة المعركة لدى البعض وهادئة لدى من حسموها مسبقا ” منهم من حاول اللعب على وتر الدين وميزة العيش المشترك، وأخرى عزفت على الوتر ألمناطقي قسمت المناطق بأسمائها. تعتبر الدراسات العلمية والأكاديمية ، بان الشعار الناجح يأتي من خلال إستراتيجية إعلامية للفريق الواحد، وليس من خلال حملة إعلامية للرد على الآخر.
لكن الفر قاء المتصارعة، لها عدة خيوط مختلفة حتى في داخل الطرف الواحد . و نستعرض هنا مجموعة شعارات استخدمت من الأكثرية ومن المعارضة في حملاتهم الانتخابية: “صيدا لأهلها ، ما في اكبر من بلدو، لن ننسى الشهداء، ما بننسى والسماء زرقاء،أهل بيروت لن ينسوا محصل لمدينتهم، لا ضمانات للاقتراع في مناطق الأكثرية الشيعية، الاقتراع لمصلحة الوطن، لا احد اكبر من 10452 كلم2، ” السنيورة” ترشح في مدينته “بناء لإرادة الناس”، الانتخابات ل” السيادة والمحكمة ” موالاة “، صيدا للكل أسامة سعد “معارضة “، كوني جميلة وصوتي، متن صوتك، 7 أيار يوم مجيد من أيام المقاومة في لبنان التشطيب لن يطال “والسماء زرقا”، فيك ما تعمل شيء وفيك ما تعمل شيء \ قوات لبنانية \؛ كلنا لأي وطن ؟ ووطن، ووطن،طائفية، محسوبية، محاسبة، في لبنان،تعمل أو لا تعمل،الدولة أولا،المؤسسات أولا، انتخبوا أولا،السائر بألفين وتسعة 2009 الخ…!
3-التحريض الدعائي “المفبرك” بحق الشخصيات:
يكتب الصحافي الراحل جوزيف سماحة: كانت الحالة السياسية هي ضحية إعلام منفلت من عقله، ويشمل التلفزيون والإذاعات والصحف والسينما ويخاطب على طريقته, المزاج الشعبي العام . لنرى الحوادث التي استخدمها الإعلام الدعائي و يسميها “صفقة صحافية” لمخاطبة الجمهور عن طريق التحريض الإعلامي من خلال الحوادث التالية:
1-زيارة الرئيس فؤاد السنيورة: الانتخابية إلى مدينة صيدا عندها، تسابقت إحدى القنوات الإخبارية اللبنانية لبت تقريرها عن الزيارة ومن مكان اللقاء بان الحراس ادخلوا الكلب إلى حرم الجامع ،”جامع بهاء الدين الحريري في مدينة صيدا بتاريخ17-ابريل 2007 من اجل أثارة الموضوع والتشويش وإحداث الحساسية “بالوقت الذي دبلجة صورة الكلب الذي يمر خارج حرم الجامع .
2- حديث الزعيم وليد جنبلاط: في إحدى المجلس والمجلس بالأمانات الذي سجل منه جزا على تلفون جوال واجتزاء منه جزاء كبير وتم بثه على إحدى المحطات التلفزيونية وحسب توصيفه في المؤتمر الصحافي الذي عقده توضيحا، ومعتذرا لهذا الشأن الخ….. الهدف أحداث بلبلة داخلية ليست لصالح احد، ولاهي في سباق حدث صحفي، لكنها بالتأكيد تزعزع السلم الأهلي والتعايش الإسلامي- المسيحي ومقومات لبنان الثقافية وتقويض الإعلام الحر.
3- الحزب و الضباط الاربعة: بعد المهرجان الذي رافق إطلاق صراح الضباط الأربعة في 29 نيسان “ابريل” 2009، بقرار من القاضي الدولي وبمواكبة قيادة “حزب الله” وحلفاء القادة الأمنية اللبنانية السابقة، من خلال الحملة المنظمة الذي قادها الحزب، والاتهام العلني للقضاء اللبناني والتشكيك المسابق بنزاهة المحكمة الدولية من اجل لبنان ، فكانت إطلالة الأمين العام “لحزب الله” ” السيد “حسن نصرالله” على التلفزيون ، في 4ايار”مايو”الماضي، من العام 2009. لحسم الجدل وبلورة الموقف الذي شكك في نزاهة لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، معتبرا إن إطلاق الضباط الأربعة ما هو إلا دليل “على عدم نزاهتها”. وأكد” نصرالله “إن الضباط الأربعة ابقوا في السجن”لأسباب سياسية بحتة”، معتبرا ان لجنة التحقيق الدولية سارت “بطريق خاطئ طيلة 4 سنوات”. إن اعتبر عملية إطلاق الضباط أتت “لتنقذ المحكمة الدولية من الفضيحة” على حد تعبيره، داعيا التحقيق إلى وضع فرضيات جديدة للاغتيال، وخاصة الفرضية الإسرائيلية على اعتبار إن إسرائيل لها مصلحة وتملك الإمكانات لاغتيال الرئيس الحريري.
4 سجال “ماركس وانجلس”:- سجال الرئيس السابق ميشال عون والصحافي شارل ايوب: في برنامج “الأسبوع في ساعة” على محطة الـ”NTV” الذي يقدمه الصحافي “جورج صليبي”، خلال مقابلة خاصة مع ” الرئيس مشال عون”، الذي اظهر نفسه بأنه المسيح، وشارل أيوب لص، كذلك تهجمه العلني على “جريدة النهار اللبنانية”.
– ردا على رئيس تكتل التغيير والاصلاح كتب شارل أيوب :” يمنعني قسمي العسكري، ان اذكر كل المعلومات التي أملكها على الأقل حاليا، وأكتفي بذكر أجزاء منها بعدما قلت أيها العماد عون عن شارل أيوب انه لص، ولذلك أقول لكم بعد خدمة 4 سنوات كضابط معك جزءا بسيطا لعلك تستعيد ذاكرتك وتعرف اللصوصية الحقيقية التي عندك وتعرف إن شارل أيوب صاحب شرف وعنفوان وفروسية، وكنت أنت اللص الكبير الذي يغش الشعب اللبناني. وأخيرا يبقى أن أقول لكم، إنك تشبّه نفسك بالمسيح، والمسيح لم يهرب بل بقي وتم صلبه على الصليب أما آنت فتركت جنودك وعائلتك وهربت.
– شارل أيوب على تلفزيون المستقبل: يهاجم عون، ويتحدث عن مرشحين مدعومين من سورية في الانتخابات… ودمشق “تخونه” وتمنع صحيفته الدخول إلى أراضيها .
– في تحول ملفت لأحد أهم حلفاء النظام السوري: وأحد من أشد المدافعين عنه في لبنان، هاجم رئيس تحرير صحيفة الديار والمرشح للانتخابات اللبنانية شارل أيوب، الزعيم المسيحي العماد مشال عون، أحد أبرز وجوه التحالف الموالي لدمشق في لبنان، واتهمه بـ”العهر” والفساد، معتبراً أنه “بات عمله حفار قبور”… كيف يهاجم رفيق الحريري، بشير الجميل، جبران تويني ويفتح معهم معارك في قبورهم ؟”.
5- شريط محمد رعد: الشريط الذي سحب من التداول الذي تم اكتشافه في الخطاب الذي ألقاه النائب محمد رعد رئيس كتلة نواب “حزب الله “في البرلمان اللبناني بتاريخ 25,نيسان 2009 في إحدى المناسبات في القرى الجنوبية (قرية حاروف قضاء النبطية ). يتحدث رعد فيها عن 14 آذار بوصفها “مشروعا عدوانيا على لبنان و الشعب اللبناني” . ويشدد رعد :” بان هذا الفريق – ” فريق السلطة “الذي يجب أن يذهب ” كما ذهب”الرئيس (الأمريكي السابق جورج بوش)، و ذهب (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود المرت)، ويوجد كثيرون على الطريق يجب أن يذهبوا”. يكتب الخبير بالشؤون اللبنانية والصحافي نصير الأسعد في جريدة المستقبل يستخدم شريط رعد إذا مفرداته المستعملة تذكر بالحملة الي شنها “حزب الله على 14 آذار وعلى حكومة “السنيورة “الأولى بدا من العام 2005 حتى اجتياح 7 أيار 2008 .
6- الإشاعة بحق النائب نايلة تويني: تلفزيون المستقبل يعرض بالصوت والصورة كيف أن النائب ميشال عون، هو الذي أعطى تعليماته بتسويق الاتهامات بحق المرشحة نيلة تويني . ويطلب من الآخرين تصديق الفبركة الإعلامية. والنائب المعارض ” سليمان فرنجية” الذي كان حاضرا على مائدة الغداء حاول تنبيههم قائلا: “انتبهوا ما يكونوا مركبين الموضوع” لكن عون، يصرّ ويحاول إجبار الآخرين على تصديق قصته عن زواج مزعوم لنيلة تويني من السيد فراس الأمين، مع العلم أن “تويني” لم يسبق لها أن تزوجت والتي تزوجت فيما بعد من الإعلامي اللبناني مالك مكتبي . أما رد النائب ” نايلة تويني “مكتبي” ، في مؤتمرها الصحافي آنذاك التي ردّت فيه على حملة الأكاذيب والإشاعة التي يقودها الإعلام تقول: “كنت قوية كديك “النهار” وواضحة وشفافة مثل عين الشمس، جبّارة وشامخة مثل جبران.
الإعلام ضد المرجعيات الدينية:
لايزال الإعلام الحربي المتصل بالقوى السياسية اللبنانية يشن حملة قوية ضد مرجعيتان روحيتان. محاولا بذلك ضرب العيش المشترك في البلد عرض الحائط، محاولا إعادة النظر بأمور سياسية داخلية ، تولى هو الدخول فيها من خلال توجهات القيادة السياسية الخلفية:
1 -الحملة الاولى تركزت: على غبطة البطريرك الماروني “بطرس صفير “، والكاردينال صفير الذي عودنا دوما على شجعته ووطنيته المميزة من خلال نداء البطاركة الأول عام 2000 وراعياته للمصالحة الوطنية التاريخية مع الزعيم الدرزي “وليد جنبلاط “، في جبل لبنان من حينها و سعادة الغبطة في موقع الهجوم السياسي والإعلامي وخاصة بعد تعاظم دوره في مباركة “قرنة شهوان” ومباركته لثورة الأرز. لقد أصبح عرضة للتصريحات والهجوم السياسي اليومية على شاشات الإعلام المرئي وعلى صفحات الجرائد المكتوب ، على موقعه الشخصي والرسمي الذي يمثل بالنسبة إلى الطائفة المارونية وهو الموقع الثاني الرسمي والديني، بعد رئيس الجمهورية الماروني وهذه الحملة المركزة من جديد على شخص البطريرك وبعد المقابلة الخاصة التي أجرتها مجلة المسيرة النجوى اللبنانية معه في عددها 50 بتاريخ 2-11-2009. والذي يطرح غبطة البطريرك الماروني “مارنصرالله بطرس صفير” في المقابلة و الذي يقول فيها : “قلت ما قلته لن أتراجع : “أما السلاح “سلاح حزب الله” وأما الديمقراطية” ،وحزب الله يعمل لمصلحة إيران ، وسورية لن ترفض العودة إلى لبنان إذا تمكنت .
2-الحملة الثانية تركزت: على المفتي الجمهورية “الشيخ محمد رشيد قباني “، العامود الروحي لطائفة أخرى، شريكة أساسية في مكونات تركيبة هذا البلد ألهجيني من الفسيفساء والطائفي . والحجة ليست جديدة على الطائفة السنية ودار فتواها، لقد تعرضت هذه الطائفة سابقا ولا تزال حتى اليوم بالذات فتمارس ضدها نوع الاضطهاد والظلم الشديدان ، الحملة التي نظمت ضد شخص ، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ “محمد قباني” على شاشة تلفزيون الجديد ” NTV” في برنامج الإعلامية “غادة ماروني عيد ” الفساد , فهذه الشخصية السنية تعتبر الشخصية الثانية بعد رئيس الحكومة السني ، وللعلم إن المرجعية السنية التي تعرضت سابقا لعملية اغتيال ، موجهه ضد المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد عام 1989، واغتيال رئيس وزراءها ومرجعيتها الوطنية ، الشهيد رفيق الحريري عام 2005، ولا نريد ذكر كل الويلات التي حلت بأهل الطائفة السنية وقيادتها هنا . وبالرغم من ذلك لم تفلح كل التهديدات بالقتل ،التهديد ،الوعيد و التخويف “من رجال القاعدة الانتحاريين أو شق صف الشارع السني وإدخاله بحرب داخلية ، لقد كان الإعلام إحدى أعمدة الترويج والتهيج لها ، لكن هذه المرة استعملوا أسلوب “الفساد والاختلاس المالي” . فالحرب الإعلامية، والمعركة مفتوحة حتى اليوم ، فالإعلام الذي يلعب هذا الدور الريادي فيها نيابة عن ” المهاجم الأساسي ” لكون المهاجم يستخدم طرق ومواضيع مختلفة ، لتحقيق غيته السياسية . لكننا لا نعرف الدوافع التي تجعل الإعلام اللبناني القيام بخوض هذه المعركة أو الحرب الدعائية ، ضد المرجعيتين الإسلامية والمسيحية، بالوقت التي تعتبر دوافعها سياسية خاصة بالسياسيين نفسهم. لقد أقحم الإعلام اللبناني نفسه في معركة فاشلة،وخاسرة لان مهمة الإعلام في لبنان تتعدى التحريض والإشاعة . فالسياسيون ابتعد عن الخوض المباشر فيها ومما سوف تؤدي من نتائجها السلبية. هذه المعركة المفتوحة ضد المرجعيات ليس لها أية دوافع إعلامية أجابية من اجل التغير نحو الحياة المدنية أو العلمانية لكي يعتبر الإعلام نفسه ، معني بخوض هذه المعركة دفاعا عن الحريات العامة والتغير نحو الديمقراطية .
فالإعلام والإعلاميين الذين يخوضون غمار هذه المعركة نيابة عن رجال السياسة المعنيين مباشرة لان المعركة ذات طابع سياسي، السياسيون الذين يستعملون الإعلام ليكون بالمواجهة لكي يتحقق لهم التالي:
1-العمل على عزل البطريرك صفير من خلال موقعه ألبطريركي الوطني الذي يتميز به، تأتي الحملة كي يحل مكانه بطريرك ضعيف وهزيل المواقف، ويتحقق حلم البعض أن يصبحوا البطريرك السياسي والروحي للموارنة ليس في لبنان وإنما في الشرق .
2- العمل ضد المفتي ،هو لتحجيم دور المفتيين في المناطق اللبنانية ،وهذا يعني نزع المصداقية عن المرجعية الدينية بعد أن أكدت انتمائها الحقيقي السياسي والديني ، فان تصوير المرجعية بأنها فاسدة شيء خطير ، بمعنى إرسال رسالة واضحة عن طريق الإعلام من خلال برامج لها دورا سياسي ، مفاد الرسالة هي ” الفساد موجود ليس عند طرف وإنما عند الجميع وفي الهرم .وكل هذه المعركة المخفية تحمل عنوان أساسي،هو تداور في المرجعية بالنسبة للإفتاء بين الطوائف .
تذكرنا هذه الحالة ، بالحملة التي شنها الجنرال عون على دور وصلاحيات نائب رئيس الوزراء الأرثوذكسي “في حكومة الرئيس” فؤاد السنيورة” الأخيرة، ونائبه اللواء عصام أبو جمرة “. عندها خسر الإعلام هذه المعركة. وفي هذه الحالة الجدية التي يقودها الإعلام سيتلقى النتيجة ذاتها لأنه أقحم نفسه ودوره في صراع معقد وفاشل. فشل الإعلاميين من تحقيق إي نصر يذكر على جبهة المرجعيات ، وهمدت أصوتهم، العالية الذي رفعوها ضد المرجعيات ولم يحققوا إي نصرا مبينا ، بل العكس لقد تصلب دور المرجعيات الدينية، ولم يثني قوتها أبدا، هذه المهرجانات الإعلامي والدعائي التي حاولت استهدافهم واستهدف مواقعهم الوطنية ، من الاستمرار والمضي في لعب دورهم الوطني والقيادي الطبيعي على الساحة اللبنانية ،كما لو انه لم يحدث شيء ، “غيمت شتاء ومضت “.
الخطاب السياسي :
الخطاب السياسي هو حق للتعبير عن الآراء واقتراحات والأفكار والمواقف حول القضايا السياسية، بسب شكل الحكم في لبنان، الديمقراطي، والديمقراطية التي تسمح باقتسام السلطة والفصل بين أنواعها… الخطاب السياسي يجب أن يعتبر خطابا مقنعا، يهدف إلى حمل المخاطب بالقبول والتسليم بصدق الدعوى عن طريق توظيف حجج وبراهين. ويشكل الإعلام عامة، وتحديدا، المرئي والمسموع خاصة العمود الفقري لقل الخطابي السياسي وتأجيج النفوس حيث يمكن استخدام التكنولوجية الحديثة، في اظهر المطلوب ” الاجتزاء من الموضوع مما يخلق ردة لعدم توضيح المعاير والمفاهيم لكل شرائح المجتمع بغض النظر عن نوعية هذه الشرائح.الخطاب السياسي يجب أن يرتبط بالفعل الذي يتمحور حول إدارة شؤون المجتمع الخطاب السياسي وتعبيراً عن هذه السيطرة أصبح الخطاب مأدلجاً، شعاراتياً، ثورياً وتعبوياً بشكل كبير لأنه موجه إلى وجدان الشعوب أكثر من كونه موجهاً إلى عقولها. كما أنه ارتبط بشخص القائد أو الزعيم أكثر من ارتباطه بمؤسسات الدولة وواقعها السياسي. ولعل الخطاب السياسي القومي بدأ يخفت بريقه بعد أن انطفأت القناديل الثورية في الوقت الراهن، حيث أصبح الخطاب “القطري الوطني” يحل محله من ناحية ومع تزايد تأثير التيار السياسي الديني أصبح الخطاب الجهادي الإسلامي حاضراً على الساحة من ناحية أخرى. يكتب د.”خالد نايف الهباس” أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبد العزيز : “بان الخطاب السياسي العام في الوطن العربي يجب أن يكون مرتبطاً بالواقع السياسي والاجتماعي المعاش”. أي أن يرتبط بالممارسة السياسية أو الفعل السياسي، الذي يتمحور حول إدارة شؤون المجتمع من خلال علاقة السلطة الإلزامية فيما يتعلق بقيم وعوائد المجتمع، كي يحصل على الشرعية المطلوبة والذي لايزال يستخدمها من قبل أقلة معدودة في الوطن العربي ولبنان يبكون على الأطياف وهنا الدور المميز الذي يلعبه الإعلام في ترويج خطاب الماضي، فالخطاب السياسي في العالم العربي نجد أنه تأثر في مراحل معينة من تطوره بالاستقطاب السياسي الذي شاهدته الساحة العربية.
توظيف النص في الخطابات السياسية : يكتب الباحث والكاتب السياسي الفلسطيني ماجد كيالي : ” بان الخطاب السياسي عامة هو توجيه سياسي أيديولوجي، وافقاً للعديد من النقاط التي يتم شرحها وتوجيه النظر العام إليها لأنها بالتالي هي الخطاب الرسمي الذي يتم الحديث حوله وعنه “وبالتالي تصبح هذه الخطابات السياسية لاحقا أدبيات الحزب “التنظيم” أو الحركة التي يتم الرجوع إليها، من قبل النقاد والمحللين السياسيين والباحثين العلميين. والملفت للنظر هنا بان عملية توظيف النص الإسرائيلي، في الخطابات والكتابات السياسية والعربية عامة واللبنانية خاصة أصبحت مميزة وظاهرة جديدة في العالم العربي، وذلك من خلال عاملين أساسيين:
1-انطلاق عملية التسوية “في مطلع العام 1990 وما صحبها من اهتمام شعبي ورسمي بالشأن الإسرائيلي العام”.
2- انتشار وسائل الاعلام والمحطات الفضائية:” المحلية والعالمية الناطقة بكافة اللغات،على خلفية الثورة التكنولوجية في مجالات الإعلام والمعلوماتية”.
3- الاهتمام الاعلامي العربي بالاعلام الاسرائيلي : “هناك العديد من الصحف العربية التي بدءانا نرى فيها زوايا خاصة، أو أبواب باتت تعرف”باسم إسرائيليات”، فهي معنية بترجمة المقالات والمواضيع العبرية ونقلها إلى الصحف العربية” .
4- المحطات الفظائية التي بدأت في سباق :” إن السباق الإعلامي بين القنوات من اجل استضافة الخبراء والمحللون العبريون بجانب الضيوف العرب.هذه العملية الإعلامية الجديدة والحصرية، كانت السباقة لها ومازالت قناة الممانعة القومية ، “قناة الجزيرة “والتي بفضلها أصبح عرفا وتقليدا متبع من قبل العديد القنوات العربية المنافسة لتطبيق ما فعلته ، الجزيرة والذي يسمى السباق الإعلامي “هو التطبيع الثقافي والفكري مع إسرائيل “
5- ان معظم قادة المقاومة في” لبنان وفلسطين: “والمحليين السياسيين، والإعلاميين، باتوا يعتمدون في خطاباتهم وتحليلاتهم على النص الإسرائيلي. وادخله في خطاباتهم كمرجع أكاديمي معتمد، ولكن التوظيف العربي والثوري للنصوص الإسرائيلية لم يكن على الدوم توظيفا صائبا، أو موفقا يخدم القيمة الإعلامية ،إذ شابه الكثير من النواقص والسلبيات التي من ضمنها “الانتقائية والجزئية ” ؛”السطحية، و الإستباقية”؛” النظرة الأيديولوجية المسبقة “.
وسائل دعائية وإعلامية متعددة :
يكتب خبير الإعلام اللبناني أستاذ الإعلام في الجامعة اللبنانية :”بان العالم اليوم يعيش المرحلة الأخيرة التي يبدو الصرع فيها محسوما لصالح الإعلان ” أي لصالح النون ” في صراعه مع الإعلام “على حساب الميم” . وأكثرمن ذلك يبدو الإعلام الوظيفة الاتصالية الكبرى التي سخرها الإعلان بشكل كامل لغايته وأهدافه السريعة والمربحة”. هذه الصورة التي نرها أمامنا والتي نستنتج من خلالها بان المتغير الكبير هو الخروج من القرن العشرين أو فن الاتصال والتواصل كما يصفه د. نسيم خوري أستاذ الإعلام في الجامعة اللبنانية :” والدخول في قرن جديد هو قرن الإعلام والإعلان وحسب”، وللإعلان الدور الكبير والمميز الذي أصبح مادة التطبيع البشري الذي من خلاله تتم التواصل بقدر ما يكون الربط هو ظهور مادة جديدة ” مادة معارك ” خفية يخرجها أو ينشرها الإعلام والتي تخرجها تحالف القوى ، والشركات الفعالة على الساحة السياسية والاقتصادية للتقاتل على السيطرة والتحكم ، إن كان لجهة المليارات أو عقول البشر ، من خلال بث ونشر المعلومات بعقول الناس. حال إعلام المعارضة في لبنان، هو حال الموالاة، اليوم فهما يملكان وسائل إعلامية عديدة ومختلفة للتعبير عن فكرهما وموقفهما ورأيهما السياسي، بعكس ما تدعي دوما المعارضة لعدم قدرتها على التعبير الإعلامي وخاصة “حزب الله “. فان حزب الله هو الأقدر من بين الجميع على التعبير والذي يمتلك بدوره اكبر قوة إعلامية ودعائي موجهه، يسخرها لخدمته وخدمة خطه الحزبي، وبرنامجه السياسي ومشروعه الأيديولوجي. هذه القوة، التي تفوق قدرتها أكثر بكثير من قوة الصحافة والإعلام المكتوب، المتمثلة في الجرائد والمجلات. و”المرئي التلفزيوني”، و”المسموع الإذاعي”، و”الالكتروني المتمثلة “بالنيت” الانترنت”، والبريد الالكتروني، والرسائل الصوتية بالهاتف النقالة “الجوال” ، والكتابة”على الجدران كالشعارات ” الطلي أو الرسم على الجدران والحيطان”، واليافطات المنشورة على الطرقات، والأبنية . وإنما يوظف قوة مميزة تضاف إلى وسائل إعلامه الحربية ، هي قوة المنابر الذي يمتلكها أصحاب العمائم الذين هم بدورهم يوظفون ويخسروا هذه الأماكن لخدمة الخط والتوجه الحزبي وهنا يتم الخلط بين ماهر ديني مرتبط بشعائر وثقافة تيوقراطية ، ومابين السياسي والحزبي ، وهذا المزيج الذي يعمل به باستمرار من اجل امتلك قوة الشارع ،من خلال توظيف الأشياء الدينية لخدمة المصالح السياسية . يكتب الكاتب والسياسي اللبناني “كريم بقرادوني” في كتابه :” بان الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات “أبو عمار” لقد أولى للإعلاميين وخطباء المساجد مكانة خاصة،”لأنه كان يدرك أن الإعلام هو بقوة القنبلة الذرية مع فارق، انه يمكن استعماله في كل ساعة . كان يخشى تأثيرا خطباء المساجد على عقول المؤمنين وعواطفهم، فكان يسترضيهم ويتجنب الخلاف معهم. وهنا نجد بان الراحل “أبو عمار” هو مكتشف هذه الظاهرة و لكنه لم يعمل عليها لأسبابه الخاصة. لكن هذه الفكرة تطورت وتم استخدمها بشكل فعال ومآثر، كما هو الحال مع “حزب الله”في لبنان، الذي أحسن استخدام هذه الفكرة المعمول بها اليوم في استخدام خطباء المساجد وتوظيف هذه الظاهرة في عمله السياسي، فكانت المناسبات الدينية المختلفة قد تحولت إلى حالة سياسية كاملة تخاطب جمهور معين استطاع من استخدامه وتوظيفه فيما بعد ، فالفكرة الجديدة المستخدمة للترويج الإعلامي،هي بحد ذاتها ، مستوردة، من ثقافة وثرت” الثورة الإسلامية الإيرانية”. الإيرانيون استعملوا هذا النوع من الإعلام الترويجي عقب اندلاع شرارة الثورة الإسلامية عام 1978-1979. لقد نجح الإيرانيين في استعمال هذه الظاهرة وتصديرها، فيما بعد إلى الخارج، لان هذا النوع من الإعلام الترويجي الذي أصبح جزاء من ثقافة الثورة المصدرة إلى مجتمعاتنا . فان أستعمل هذه الطريقة الإعلامية الجديدة ،أو النظرية انتقلت إلى علمنا العربي بواسطة مصدري الثورة الإسلامية . وفيما بعد أستعمل تنظيم القاعدة ،”القاعدة وأخواتها ” و”الأحزاب الأصولية الأخرى” المتطرفة المنتشرة على خارطة الوطن العربي والإسلامي، و العالم الغربي، هذه الطريقة الإعلامية الترويجية،مما ساهم بتطور الحالة ،مما ساهم بالناجح الكامل فالعمل على تطوير وتصدير هذه الفكرة بالرغم من إن هؤلاء القيمون على تنفيذ وتطبيق هذا النمط الإعلامي المميز، أدركوا أيضا أهمية هذه القوة العجيبة الإعلانية، وما تحمله من قدرة إعلامية ودعائية في السيطرة والتوجيه على عقول الناس ، لكنهم أخفقوا في نشر هذه الثقافة الجديدة، والتي تعتبر غريبة عن المحيط والبيئة لهذا المجتمع وهذه الشرائح المراد مخاطبتها وترويجها. فإن المخزون الدعائي الهائل لهذه القوة الإعلامية ، لا ينضب أبدا بسبب استعمالها لقضايا روحانية “دينية بحث”، لها القدرة على التوجيه المستمر، والتأثير ألأعلامي على شخص المواطن العادي إذا تم استخدامها بطريقة صحيحة وغير مستوردة كما فعلت الأحزاب الوصولية . يكتب بهذا الشأن خبير الإعلام المصري د. طلعت همام في كتابه” موسوعة الإعلام ” والذي يحدد به بأن الصحافة هي وسيلة إعلام وتنقسم إلى خمسة اقسم، ولكل دوره ووظيفة عمله ” وهي :[وسيلة المطبوعات، الوسائل السمعية والبصرية، والوسائل السمعية، الوسائل البصرية، وسائل الاتصال الموجه] . ففي دراستنا هذه سوف نركز على وسيلتين من الوسائل المذكورة في الأعلى، بسب استخدامهما في التأثير على قدرات الجمهور العام.
1- وسيلة الاتصال البصرية: والتي تعتمد على كل شيء يستطيع الموجه استخدامه والتأثير على المشاهد،(التلفاز ، اللوحات، البنوهات ، الأفيشات ، الدعاية ، الرسم على الجدران ، الشعارات، الملصقات ، الكتابة …الخ ) .
2- وسائل الاتصال الموجه: والتي تشمل، الاتصال الشخصي والاتصال الجماعي بين شخص ومجموعة من الناس( كالخطيب، القائد، الجريدة، المهرجانات الحزبية، الحزب ، السلطة ، الجمعيات ، الندوات ، الناشطون في جمعيات المجتمع المدني والأهلي …الخ). تعتبر هذه القوة الإعلامية القوة الصاعدة والناشطة والمأثرة على قدرات الجمهور العام والتي نرصدها في عملنا ، من خلال الحالتين المذكورتين في: إشكال وسائل الاتصال البصرية ، ووسائل الاتصال الموجه، تتوزع هذه الوسائل على أربعة مرتكزات ومقتدرات أساسية ، تستطيع توجيه الرأي العام والتأثير المباشر عليه ، من خلال امتلاكها لقوة الشارع بشكل تلقائي ويمكن بواسطتها التحرك السريع، وهي التالية :
1- قوة المنابر: المتمثلة في الجوامع والحسينيات، ومن خلالها يتم مخاطبة جمهور واسع بسيط غير متعلم من عامة الناس أمية أو شبه أمية ، يتم توجيهه و تسيره من خلال الخطاب السياسي الموجه والذي يؤجج النفوس المتعطشة لسمع صوت القائد والخطيب الذي يركز خطابه كله على أساسا الشحن المذهبي والعصبي، ومن خلال استخدامه لآيات قرآنية، و صور دينية” أحاديث” تدعم هذا التوجه، إن هذا الجمهور المخاطب” المتلقي بلغة الإعلام ” فان هذه الفئة من الناس هي بمعظمها لا تستمع إلى الراديو ،ولا تشاهد التلفزيون ، ولا تقرأ الجرائد ولا تطلع على الآراء الأخرى، ولكن من خلال هذه المنابر المستخدمة اليوم في مناسبات خاصة:” كالمأتم، وذكرى أسابيع الأموات “الثالث ،السابع والأربعين، حسب التقاليد المتبع عند أصحاب المذهب الجعفري والتي أصبحت تتحول لمنابر سياسية للخطباء والاجتهاد السياسي ، في تحليل الوضع السياسي “، وكذلك المناسبات الدينية المتعلقة بذكرى خاصة بالطائفة ” الشيعية ” كعاشوراء، وأهل البيت، و المناسبات السياسية والاجتماعية ، التي تخص أحزاب الطائفة “، لكونها تعتبر نفسها تمثل الطائفة كلها ، من هنا يتم مخاطبة هذه الفئة أو الشريحة الاجتماعية الكبيرة في مجتمعنا ، بلغتها الخاصة ومن اجل أرسل “رسالة معينة “، فان تفاعل استعمال مفردات وعناوين وشعارات تتجاوز الشعور بالظلم إلى الشعور بالقوة والعظمة ، لان المطلوب هو بلورة آراءهم و تقريب موقفهم واستمالهم نحوهم بكل الوسائل المتاحة .” لان هذه الشريحة المخاطبة هي في الأغلب غير مثقفة وغير متعلمة، فالتعصب الديني والمذهبي هو الأفضل والناجح في رص الصفوف والتأيد بسبب التقوقع الطائفي والمذهبي التي تعاني منه كل الطوائف والمذاهب . ويكتب الكاتب والمحلل السياسي الصحافي حسان قطب بهذا المجال :” بأن لا بد من الإشارة إلى أن المبالغة التي اتبعها حزب الله في تقديم وطرح وشرح فكر وعقيدة المظلومية والقهر التاريخي وإطلاق الشعارات التي تستنهض جمهور بعينه ودفعه ليكون في مواجهة جمهور أخر، وكان عقارب الساعة قد عادت إلى الوراء وأن حادثة كربلاء التي وقعت يوم عاشوراء والتي استشهد على أثرها سبط رسول الله (ص) وريحانته وسيد شباب أهل الجنة سيدنا الحسين رضوان الله عليه. كأنها وقعت بالأمس القريب وإطلاق الشعارات التي تجمع هذا الجمهور حول وقائع معينة وخلف مسلمات معينة…دفع هذا الجمهور إلى التقوقع في تجمعات خاصة، تشعر المواطن بحقيقة انتمائه وتشده والارتباط التاريخي الذي ينطلق منه في حركته وممارساته للتفكير.
2- أعمدة الكهرباء: تعتبر الحالة الثانية التي تعتمد من اجل السيطرة على هذه الشريحة ، عليها تنشر صور القادة الحزبين، والقادة المقربين، والشهداء والمناصرين والصور التي تؤثر في نفوس عامة الشعب من خلال التأثير الفعلي والفعال السريع في الذاكرة العفوية، وكذلك الشعارات الفاعلة والجذابة والملفتة، للبصر والبصيرة، والتي تترك أثارها السريع على المشاهد ليكون الشاهد الدائم أثناء سلوكه لأي طريق أو إي خط سير يحاول المواطن سلوكه. هذا ما نره دائما في المناطق ذات النفوذ والتأثير الواحد، من قبل هذه القوى. فالإعلانات هي موجودة دائما أمام وجه المواطن، وإثناء سيره في إي خط، وعلى المفارق والزوايا، وعلى كل كوع خطر، على الأبنية والمنازل على الجدران، أو المجلات وداخلها في داخل البيوت الذي يتم قصدها.
3-النصب التذكاري اواللوحات الكبيرة للصور الهرمية: المعلقة لشهداء المقاومة أو صور القائد الكبيرة. ، حيث يجري تعليق صور الإمام “الخميني والمرشد الحالي للجمهورية الإمام علي خامنئي” إلى جانب صور “شهداء” حزب الله من المقاتلين الذين سقطوا أثناء مقاومة إسرائيل. إضافة إلى الشعارات الحزبية الثابتة على كل مفارق وزاوية. وعلى كل حجر هنا، أوهناك ليطبع هذا المشهد في الذاكرة كصورة ثابتة، هنا نفذت عملية استشهادية، وهناك استشهد فلان. ومن زاوية أخرى تطل عليك يافطة كبيرة، ملونة معلقة ،مثبتة أو رفعت في وسط الشارع الرئيسي ترحب، بالقائد ” الرمز”، من صور مرسومة له تقدمة من فلان.
3- المسج”الرسائل”:التي ترسل على هواتف الخلوي للمواطنين من خلالها يتم التذكير دائما بوجدهم، “من خلال إرسال الإخبار” أو ا”لرسائل التي تذكرهم بحادثة” “دعوة لذكرى ما” .إن الهدف الأساسي من استعراض هذه الوسائل الإعلامية الذي يتم استخدامها اليوم ليس الهدف مننا، منع هذه الظاهرة ، أو محاولة محو الذاكرة ، من التاريخ وشطب الأشياء من التاريخ، ولكننا نكتب في بحتنا هذا عن هذه الوسائل الإعلامية المستعملة في حياتنا اليومية، وإنما فقط لكونها وسائل إعلامية ودعائية موجدة في النظريات والمدارس الإعلامية وإنما تستعمل وتطبق في الممارسة العملية للوسائل الإعلامية من قبل الجميع والمعارضة و”الحزب”خاصة، فالحزب الذي يملك وحده في لبنان هذا المخزون من القوة النائمة والناعمة، هي القوة الإعلامية والدعائية التحريضية الفعالة بشكل قوي جدا، والتي تملك تأثيرا كبيرا على الرأي العام. وبشكل فعال أكثر واقوي من باقي القوى الأخرى.
د.خالد ممدوح العزي.
كاتب وباحث إعلامي مختص بالإعلام السياسة والدعاية .