الإعلام الرقمي قطار سريع من لم يلتحق به سيكون في عداد المنسي
30 ديسمبر, 2012
ثقافة و فنون, مقالات, ملفات خاصة
أوكرانيا اليوم / كييف / أكد فتحي ناطور الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للاعلام الالكتروني أن الإعلام الرقمي سيقود الرأي العام خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقال ناطور في لقاء مع “القدس الرقمي”: الإعلام الرقمي قطار سريع ومن لم يلتحق به سيكون في عداد المنسي، مشيرا إلى أن الدول العربية يجب أن تتجه إلى تنظيم المواقع الالكترونية بدلا من إغلاقها والتسبب بحالة من الفوضى والفلتان الالكتروني. ولفت ناطور إلى سلسلة خطوات تم اتخاذها لإنشاء فرع للاتحاد في فلسطين. وفيما يلي نص اللقاء:
فكرة التأسيس بدأت في 2007
-متى تأسس الاتحاد الدولي للصحافة الالكترونية، وما هي أهدافه؟
بدأت فكرة تأسيس اتحاد دولي للصحافة الاكترونية تطفو على السطح في عام 2007، فقد بدأنا في البحث عن جسم يوفر الحماية والتأهيل والاعتراف الدولي بالصحافة الالكترونية في العالم، لقد تابعنا الموضوع في كل دول العالم وتأكدنا من عدم وجود اية منظمة دولية تعترف بالاعلام الالكتروني كاعلام مثيل للاعلام التقليدي، وقد تبين بالفعل لنا انه لا يوجد جسم في كل دول العالم يهتم بالصحافة الالكترونية، من أجل ذلك بادرنا وسعينا لانشاء جسم يهتم بهذه الشؤون، وواجهنا مشكلة معقدة ولكن سهلة في الوقت نفسه، فرغم سهولة الحصول على ترخيص للاتحاد الذي يعنى بالاعلام الالكتروني، واجهنا صعوبات في كل مرة كنّا نقدم فيها طلب الترخيص تتعلق باطلاق تسمية”الدولي” على هذا الاتحاد، ولذلك استغرق وقت طويل وتحديدا من عام 2007 لغاية العام الحالي حتى تمكناّ من نيل الاعتراف بإطلاق صفة “الدولي”على هذا الاتحاد.
جهود كبيرة للحصول على ترخيص دولي
من هي الجهة المخولة باعطائكم صفة “الدولي”على الاتحاد؟
في اوروبا والولايات المتحدة توجد مؤسسات تقوم بترخيص المؤسسات المحلية واطلاق صفة” دولية” عليها في حالة تلبية جملة من الشروط، وبالطبع هذا كان مجهدا لنا حتى تمكنّا من تحصيله، فقد حصلنا على ترخيص في الولايات المتحدة لاطلاق تسمية “دولي” على الاتحاد ثم بعد اسبوعين من ذلك حصلنا على ترخيص من بريطانيا وبعدها بشهر حصلنا على ترخيص ثالث في بلجيكا، وبتحقيق جميع الشروط المطلوبة تمكناّ من اطلاق الاتحاد ليكون دوليا.
اين ينتشر الاتحاد اليوم؟
الاتحاد منتشر في 23 دولة عربية، فهو متواجد من خلال ممثلين دوليين تم اختيارهم ليكونوا ممثلين ومستشارين اعلاميين للاتحاد وكمنسقين، وبالتالي لدينا ثلاثة مسميات في الاتحاد: ممثل دولي، ومنسق لنشاطات الاتحاد، وصحفي استشاري للاتحاد، فنحن في مرحلة فحص ومتابعة ودراسة اوضاع الاعلام الالكتروني للتعرف عليه حتى تكون لدينا الخطة الكاملة لآلية تنفيذ البرامج والعمل فيها في السنوات القادمة ان شاء الله.
خطوات لإنشاء فرع للاتحاد في فلسطين
وماذا بخوص عملكم ونشاطاتكم في فلسطين؟
في الحقيقة العمل كان مؤجلا في فلسطين، ولكن بعد كثير من المراسلات والأفكار والمقترحات التي تصلنا عبر البريد الرسمي، ونتيجة لحاجة فلسطين إلى العمل في هذا الميدان، تواصلنا مع مستشار اعلامي في جامعة النجاح من أجل وضع رؤية لآلية العمل، يوجد لدينا حاليا منسق ومستشار للجامعات والمؤسسات الخاصة والحكومية، كما توجد بنتان هما عبارة عن لجنة استشارية ستكوّن النواة في فلسطين والتي سننتهي قريبا من تشكيلها، ونسعى الى تطعيمها بمزيد من الخبرات.
كم عدد المنضمين للاتحاد على مستوى لعالم؟
العدد يصل الى الآلاف، ففي شهر تموز الماضي على سبيل المثال تلقينا نحو 66 الف طلب من 67 دولة للانتساب الى عضوية الاتحاد، وكان من الصعب علينا أن نمنح العضوية لكل هذا العدد، لذلك عملنا على اختيار عدد محدود من كل دولة وذلك حسب الكفاءة.
أنواع مختلفة من العضوية في الاتحاد
ما هي الشروط الواجب توافرها في من يرغب بالحصول على العضوية في الاتحاد؟
شروط العضوية موجودة في النظام وهي منشورة على الموقع الالكتروني الخاص بالاتحاد وهو:
www.uniem.org، حيث يحتوي الموقع ليس فقط على شروط العضوية بل على ميزاتها وأنواعها وأقسامها، وهي باختصار مقسمة إلى عدة اقسام، هناك عضوية مخصصة للأفراد، وأخرى مخصصة للمؤسسات التي بدورها تقسم إلى اربعة اقسام: الحكومية والأهلية والخاصة والتعليمية. لقد افردنا قسما خاصا للمؤسسات التعليمية التي تدرس تكنولوجيا المعلومات والإعلام، أما الأفراد فتم تقسيمهم إلى ثلاثة اقسام: صحفي عامل وهو متعلم ويعمل في المجال، وصحفي متطوع من الممكن أن يكون خريجا أو طالبا، والمواطن الصحفي اي مواطن غير متخصص لكنه يتبرع بارسال خبر لمؤسسة او لوسيلة اعلامية ما.
كما يوجد نوع آخر من العضوية وهو الصحفي المهم، وهي الشخصية العاملة التي تمارس الكتابة ولها بصمات في مجتمعها في شتى المجالات قد تكون سياسية او اقتصادية او ثقافية أو فنية او صحية أو دينية وليس بالضرورة في مجال الإعلام، فنحن لم ننس هؤلاء وهذا اقل شيء يمكن ان نقوم به تجاهههم كونهم خبراء ولديهم ما يقدمونه لمجتمعاتهم.
الإعلام أصبح “هواية”
الهدف من تأسيس الاتحاد هو فتح آفاق امام من تعتبروهم صحفيين ولكن المؤسسات الصحفية التقليدية لا تعتبرهم كذلك..لماذا؟ ألا يعني ذلك فتح المجال أمام الصحفي وغير الصحفي للالتحاق بالاتحاد؟
أعتقد أان الصحفي أو الإعلامي الذي يحمل شهادة إعلام، ويمارس نشاطا اعلاميا عبر الانترنت في اي مجال كان، ويحمل كتابا يثبت انه يعمل في هذه المؤسسة، يمكن تزكيته للعضوية بعد الاطلاع على نشاطه، حيث يكون مؤهلا للحصول عليها.
اليوم الإعلام اصبح هواية، فنجاحك كاعلامي يعتمد على التعبير ونقل الحدث وليس كباقي الصحفيين ان تكون متخصصا وتعمل طوال الـ24 ساعة في مجال الإعلام، الصحفي المواطن اليوم من الممكن ان يكون سائق تكسي ولكنه شاهد حدثا مهما وقام بتوثيقه ونقله للناس وكانت لديه المقدرة على الكتابة، لذلك يمكن أن يحصل على العضوية كصحفي مواطن ولكنه ليس صحفيا متفرغا، كما ان الخريج الذي درس الإعلام لكنه لم يلتحق بعمل لا تعترف به المؤسسات التقليدية على انه صحفي، ونحن بدورنا كاتحاد نعمل على تأهيله كي لا ينسى ما تعلمه في الجامعة، كما أننا نعمل على متابعة أموره مهنيا وقانونيا، فمن المشاكل التي يمكن ان يواجهها انه اذا كتب خبرا او قام بنشر صورة ما ولم يكن لهذه الصورة مصد فهذه مشكلة، فمن أساسيات العمل هو مصدر المعلومة، فالمصدر هو ملك للمؤسسة وملك للشخص، ونحن ندافع عن هذا الموضوع بقوة، فالعملية تكاملية.
ما أهمية الاعلام الرقمي والالكتروني على مستوى العالم؟
الإعلام الرقمي اليوم عبارة عن قطار سريع، على الجميع سواء كانوا أفرادا أم مؤسسات أم دولا أم أصحاب قرار، أن يلتحقوا بهذا القطار وأن يجلسوا في احد زواياه، وإلا سيكونوا في عداد المنسييين، فكل المؤسسات وكل العالم اليوم يتحول الكترونيا، نحن نعيش في ثورة التكنولوجيا والمعلومات وعصر السرعة ولا يوجد مجال لغمض الأعين، فالزمن عنصر مهم، فمثلا اليوم من خلال الهاتف الخليوي تستطيع مشاهدة التلفاز ومتابع كافة اعمالك بما في ذلك عملية الشراء والبيع، لذلك ارى أن الاعلام الالكتروني او الرقمي سيقود الرأي العام خلال السنوات الخمس المقبلة، فإذا لم يكن لدينا توجه ولم يسارع أصحاب القرار في المجتمعات لدعم الإعلام الالكتروني واستغلاله وتوجيهه والاستثمار فيه بشكل صحيح، ووضع النقاط على الحروف سيعيش هذا المجتمع في خلل كبير وسيعاني من فجوة هائلة بينه وبين بقية العالم.
المطلوب فتح الآفاق أمام الإعلام الالكتروني
وما المطلوب على المستويين العربي والفلسطيني تحديدا للحاق بالركب؟
يجب دعم هذا القطاع والاعتراف بأهميته الكبيرة، ولا يوجد مجال لغض الطرف عن وجوده وتأثيره، يجب أن نستفيد مما يجري في العالم وألا نترك الأمور للفوضى الخلاقة، اليوم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي نستطيع معالجة اي قضية إذا كانت هناك رؤية صحيحة، حيث نستطيع مناقشتها، ولكن دون ترك الباب مشرعا أمام اي شخص يكتب ما يشاء ليتبناه الأشخاص الذين لا رأي لهم ويركبون الموجات، فأسهل شيء عندنا في فلسطين أن يتبنى الشخص اي فكرة ويقول إنه صاحبها، فقضايانا يمكن ان تعالج ويتم إثارتها بطريقة مهنية إذا كان هناك رؤية لصاحب القرار، اليوم لا يوجد ما هو ممنوع، قصة المنع وإغلاق المواقع تسبب مشكلة، فهذا يعني انه لا يوجد عندك وجهة نظر، الإعلام الالكتروني اليوم وفر وجهتيّ نظر، واحدة للحكومة ومن حقها أن تكتب ما تشاء، وأخرى تمثل المواطن او اي طرف آخر، فمن يمتلك وجهة النظر الأقوى يستطيع أن يقدمها للجمهور، وهذه الميزة توفرت فقط في الإعلام الالكتروني، أما في الإعلام الرسمي أو اي إعلام تقليدي يمكن لمقص الرقيب أن يتدخل.
في فلسطين كنّا لا نستطيع نشر اي شيء في صحفنا الرسمية، كنا للأسف ننتظر الصحف الاسرائيلية ان تنتشر ثم نقوم بالنشر نقلا عنها، لكن اليوم تستطيع ان تنشر من خلال وسائل الاعلام المجتمعية التي اصبحت متاحة للكل في كل مكان، فكثير من المواقع تدار من خارج البلاد العربية، ولكن قراءها موجودون في الدول العربية وهي تؤثر بالفعل، إذا علينا ان نفتح الأفق وأن نفكر بطريقة سليمة.
العلاج ليس بحجب المواقع الالكترونية
ولكن نلاحظ أن النشر في وسائل الاعلام المجتمعية والالكترونية يتم دون ضوابط او معايير، وبطريقة تسيء احيانا للأخلاق والأعراف، كيف يمكن ان تؤدي تلك الوسائل دورها دون أن تترك آثارا سلبية؟
نعم أكيد، هناك تأثيرات سلبية وكارثية أحيانا، ولكن تخيل أن هذه السلبيات موجودة وكبيرة وانت موجود في دولتك ولا تفكر بشكل سليم، لكن العلاج ليس بحجب المواقع، نحن لدينا العديد من المقترحات بهذا الخصوص، فيجب أن يكون هناك تصنيف دولي للدول التي تنتهك الحريات وهذه مسألة يجب أن نتابعها، بحيث يكون لدينا تقرير سنوي بخصوص ذلك، ويوجد لدينا في الاتحاد وحدة للمتابعة القانونية لانتهاكات النشر من حيث السرقة والتشهير والحقوق العامة وانتهاك خصوصية الأفراد.
كا أننا في الاتحاد نعمل على خلق تكتلات من توقيع اتفاقيات مع المواقع الالكترونية القوية في مختلف الدول في محاولة لخلق رأي عام والتأثير فيه فيما يتعلق بعدد من القضايا، فالهدف يبقى تكوين نواة لرأي عام.
كما يوجد لدينا لقاءات دورية مع كل الاعلاميين والفاعلين في مجال الاعلام الالكتروني، ونحن نفكر في عقد مؤتمر يختص بالصحافة الالكترونية في كل دولة عربية على حدة، ومن الممكن ان يكون مؤتمرا جامعا.
فلسطين تنقصها رؤية
هل تعتقد اننا في فلسطين ما زلنا نحتاج إلى سن مزيد من القوانين لمواكبة التطورات في مجال الإعلام الالكتروني؟
المشكلة في فلسطين فقط تتعلق بوجود رؤية، نحن شعب عانى ودفع فواتير كثيرة، وهو يُعلّم كثيرا من الدول الديمقراطية والحرية والنضال والثقافة والفن، كما ينقصنا ان نأخذ نموذجا عمليا ونطور ما لدينا لا أن نبدأ من الصفر، وكان لنا حديث مع وكيل وزارة الاعلام الذي رحب بإقامة تعاون مشترك مع الاتحاد. السعودية الدولة العربية الوحيدة التي لديها قانون بخصوص الإعلام الالكتروني، في فلسطين تعطى تراخيص لوكالات الأنباء وهذا شيء جيد، لكننا نحتاج لفتح المجال أمام من لديهم مواقع الكترونية، فالأفضل لدينا ان نوجه المواقع وننظم آلية عملها لا أن نغلقها، فتنظيم المواقع الالكترونية وترخيصها أفضل من التوجه لاغلاقها والمساهمة في إحداث حالة من الفوضى والفلتان الالكتروني.