هادي جلو مرعي / يذكرني ذلك بلعبة تغيير النرد بين محاولة وأخرى ،هذا ماحصل مع المجلس الوطني السوري،ولكي لايقال ،إن الثورة سنية جاؤا بالسيد عبد الباسط سيدا وهو كردي وعلماني ،والمعنى إن الثورة ليست سنية ،والمعنى أيضا إنها ليست عربية فلا الأكراد يغضبون ويخافون، ولاالعلويون وبقية الطوائف ، الأكثر إثارة هو الشعور بأهمية أن تكون الثورة عابرة للقارات كصواريخ كوريا الشمالية فتم تعيين جورج صبرا المسيحي الذي أغضب الإخوان والقوى الداعمة للثورة المسلحة ،ثم إن المجلس الوطني السوري لم يعد ملبيا لمتطلبات المرحلة،فصار التوفيق والتوافق بين مختلف أصدقاء سوريا على إرضاء القطريين، وتم تعيين الدكتور أحمد معاذ الخطيب الإسلامي لإئتلاف أكبر وأوسع يضم كل طوائف المعارضة والقوى المسلحة ،ولم يمانع الكثيرون وذهب الخطيب الى أوربا وإلتقى بالسيدة كاترين آشتون منسقة السياسة الخارجية في الإتحاد الأوربي التي وضعت يدها بيده ربما لتحرجه لكنها حين وجدته متجاوبا مع فكرة تشابك الأيدي وضعت الثانية فوق الأولى فغطت على كامل الكف وصار الخطيب.
الأخوان في سوريا هم الضيف القادم على ديوان الزعماء الإسلاميين في طول ساحل المتوسط من جنوب تركيا حتى المغرب ،ويتغابى من يتصور وجودا للقوى العلمانية وحتى القومية وقوى فكرية وعقائدية خارج إطار التيار الإسلامي الذي سيحكم ،وهو ماسيحصل عن قريب ،وقد يكون مايري من إرهاصات في مصر لقوى أصبحت كالخضار بعد أيام من جنيها أشبه برقصة السمكة وهي تغادر الماء بسنارة هاو أو في شبكة محترف لايأبه بحال السمكة ولابما مضى ( كفى يافيروز لاتعقيني عن الكتابة ) للأسف أنا أكتب وفيروز تغني ( راجعين ياهوى راجعين يازهرة البساتين ) ، ولابعمرها الآت الذي لن يكون له من وجود ،فالأخوان المسلمين في مصر يتحضرون للثورة على كل مافي مصر على مدى قرون وسيصنعون مصر جديدة ،وهم جادون عندما يخاطبون معارضيهم ،لانهم سيجتثون كل معارضيهم من علمانيين وقوميين وقوى أخرى تبحث عن مكان في المعادلة السياسية الجديدة لمصر الجديدة.
الأخوان في تونس والمغرب ومصر واليمن والأردن وسوريا ودول الخليج ستتفاوت قدراتهم في تأكيد حضورهم ونفوذهم على الساحة العربية التي تتهيأ للإستسلام فجميع القوى غير الإسلامية عليها أن تعرف جيدا أن لاإستعداد لدى الغرب ليدعم أيا منها في الفترة المقبلة وماعليهاإلاأن تواجه الواقع كماتفعل السمكة حين تعلق بسنارة صياد أو حين تكون في الشبكة ،بل وسيتمكن الأخوان من سحق خصومهم التقليديين والطارئين كما في مصر الآن وكما في تونس وفي سوريا لاحقا وبقية الدول التي تنتظر ربيع الإخوان المزهر ،وكم أشفق لحال الذين يتظاهرون في الميادين القاهرية وعند قصر الإتحادية مطالبين برحيل الرئيس محمد مرسي الذي لن يجد من حل سوى المضي في مشروعه لأنه لا يمكن أن يوافق المعترضين على مطالبهم إلا بموافقة مرشد الجماعة محمد بديع وقوى تابعة للسلفيين وبعض القيادات الإخوانية التي ستمضي في طريق المواجهة بعد تحقيقها لكم هائل من المكاسب ،،خطاب الأخوان للجميع ،سنسحقكم .