مصطفى
مصطفى سبيتي

الإتحاد الروسي وأوكرانيا… معركة شرسة نهايتها بداية لمعركة طويلة الأمد

الإتحاد الروسي وأوكرانيا… معركة شرسة نهايتها بداية لمعركة طويلة الأمد

مصطفى سبيتي / لم يعد يخفى على أحد أنّ الحرب الروسية الأوكرانية ما هي إلاّ إمتداد للصراع العالمي ما بين الأقطاب وليس القطب الواحد الذي ولى زمانه ،إذ أنّ المعركة أصبحت واضحة المعالم بتغييرات جيوسياسية لعالم جديد متعدد الأقطاب ، وهذا ما يعكس سلباً على مخططات الغرب وطموحه الإستمعاري ، الذي سيؤسس لإحداث تغييير جذري في هيكلية النظام العالمي .

ومن هذا المنطلق يتبين إنقساماً حاداً في الرؤى والإستشراق للمستقبل فيما بين المعسكرين الغربي والشرقي ، إذ أنّ الغزل المصطنع من الناحية السياسية بينهما قد ولى إلى غير رجعة منذ إحتدام المعارك وظهور النوايا العدوانية من خلال تصريحات كل من الطرفين ، وهذا ما يظهر جلياً من خلال الحرب الدامية التي نشهدها على أرض الواقع بين روسيا وأميركا داخل أوكرانيا .

ومن جهة أخرى ، نلاحظ في الآونة الأخيرة دعماً مكثفاً من الناحية العسكرية لأوكرانيا من قبل بعض الدول الأوروبية النافذة ، كما هناك وعداً ملموساً بدخول أوكرانيا الإتحاد الأوروبي ليصبح عضواً رسمياً داخله ، بالإضافة إلى إستمرار تشديد العقوبات الإقتصادية على روسيا ، وهذا ما يظهر جلياً من قبل دول الغرب ، وعلاوة على هذا التدخل الواضح والصريح نجد أنّ رهان روسيا على المفاوضات بدأ ينخفض بشكل متسارع وإزدياد حدة الصراع بين البلدين .

ومن بوابة أخرى ، نجد أنّ الناس يرغبون السلام في العالم وخاصة الشعب الأوكراني لأنهم يريدون أن تنتهي الحرب وينعمون بالسلام والتخلص من الدمار والقتل والتشرد ، إلاّ أنّ الرئيس زيلينسكي صرّح بشكل دقيق بأنّ لا مفاوضات مع بوتني من دون إنتهاء ووقف للعمليات العسكرية داخل الأراضي الأوكرانية .

أمّا على الصعيد العالمي نلاحظ ببدء تحركات جدية ومتسارعة لتشكيل حلف في مواجهة أميركا على رأسه روسيا والصين ودول أخرى متضررة من الهيمنة الأميركية ، وهذا الأمر كان متواجداً من ذي قبل إلاّ أنّ شرارته بدأت تظهر جلياً ويوتيرة أسرع بعد الحرب الروسية على أوكرانيا ، وهذا الحلف هدفه الأساس هو مواجهة  النيوليبرالية المهيمنة والمسيطرة بشكل لافت على مقدرات الشعوب في العالم .

وفي نهاية المطاف ، نرى أنّ الحرب الروسية الأوكرانية ما هي إلاّ ذريعة لتحقيق أهداف بعيدة المدى لصالح أميركا، ولكن روسيا ما زالت مصممة على قرارها العسكري ومواجهة مخططات أميركا لإفشال أهدافها في المنطقة والعالم عبر إستخدامها المواجهة السياسية الشرسة وبعض من قدراتها العسكرية ، وعلاوة على ذلك ، حتى وإن إنتهت الحرب بين البلدين إلاّ أنّ شرارة هذه المعركة أشعلت نيران الحقد والكراهية التي سيكون لها التأثير الواضح بين روسيا وأوكرانيا من جهة ودول العالم من جهة أخرى ، فالمعركة ما زالت طويلة سياسياً وعسكرياً إن لم تكن في أوكرانيا فستكون في جبهة أخرى .

الإتحاد الروسي وأوكرانيا… معركة شرسة نهايتها بداية لمعركة طويلة الأمد

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …