%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A74 أوكرانيا

الأوكرانيون يصنعون الثورة

 د. أحمد يونس / 

 تيموشينكو تحتفل بعيد ميلادها الـ 53 بالسجن

 احمد يونس أوكرانياتحتفل رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة -يوليا تيموشينكو- بعيد ميلادها الثالث والخمسين اليوم وهي ما زالت تقبع في سجنها بمدينة خاركوف بعد إدانتها بتهمة سوء استغلال المنصب والفساد المالي وشبهة الضلوع في قتل نائب برلماني سابق أوائل عام 91 .

 تيموشينكو التي ضلعت على الساحة الأوكرانية كونها واحدة من أثرياء أوكرانيا أضحت تلقب بـ “المرأة التي تلعب مع الأسود” كناية عن قوتها السياسية وجسارة موقفها تجاه العديد من القضايا الداخلية والخارجية خصوصاً خصومتها الشديدة مع حزب الأقاليم الحاكم الآن ورئيسه -الرئيس الأوكراني الحالي فيكتور يانوكوفيتش- ، وقد سطع نجم تيموشينكو على إثر إندلاع الثورة البرتقالية شتاء عام 2004 م حيث كانت المحرك الرئيسي لمنصة الاعتصام المركزي في الميدان الأوروبي بالعاصمة كييف .

 الميدان الأوروبي .. بدون تيموشينكو

 في أجواء تشابه تماماً تلك الأجواء التي اندلعت فيها الثورة البرتقالية عام 2004م .. تجمع الأوكرانيون وبكل عفوية غاضبة في اثنين من أكبر ميادين العاصمة كييف ، هذا الاحتجاج الضخم والغير مسبوق أذهل الرئاسة الأوكرانية والحكومة والبرلمان على حد سواء ، مما اضطر رئيس الحكومة الأوكرانية -نيكولاي آزاروف- للإدلاء بتصريحات من شأنها تهدئة الرأي العام الأوكراني الغاضب ضد حكومته وحزبه .. لكن الأوكرانيون هذه المرة لم يستمعوا لا لآزاروف ولا للرئيس يانوكوفيتش الذي أطل 3 مرات متتاليات على شاشة التلفزيون الأوكراني في محاولات سريعة لامتصاص غضبة الشارع إثر قرار الحكومة تعليق التوقيع على إتفاق الشراكة الأوروبية مع الاتحاد الأوروبي .

 القوة البوليسية حاضرة بقوة

 لم تأن الحكومة في صد كل تظاهرة أو تجمع أو مسيرة مؤيدة لأحزاب المعارضة -سفوبودا ، باتكيفشينا ، أودار- لكن هذه المرة على ما يبدو فإن الحكومة ووزارة الداخلية أصبحت مضطرة للعمل بجدول الطوارئ في سبيل متابعة الأحداث المتلاحقة والمتسارعة في شتى شوارع العاصمة كييف والعديد من مدن غرب البلاد ، فقد نشرت الشرطة العديد من قوات مكافحة الشغب وقوات التدخل السريع ونصبت العديد من الحواجز الحديدية في محاولة لحصر أعداد المتظاهرين وتحجيم صورتهم أمام وسائل الإعلام .. ومحاولة منها لتقنين الداخلين إلى الميادين المحتشد بها الآلاف من 6 أيام على التوالي .

 الأوكرانيون يصنعون ثورتهم

 ما إن تتجول في أزقة الاعتصام المركز في الميدان الأوروبي بالعاصمة كييف حتى تجد أن الأوكرانيون يصطفون صفاً بصف وكتفاً بكتف في سبيل تحقيق هدفهم الذي خرجوا من أجله وهو الإطاحة بالرئيس الحالي يانوكوفيتش وحكومته والمطالبة بالتوقيع على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ، فترى الشبان يشعلون النار لإضفاء جو من الدفء بين المتظاهرين .. وبعض الفتيات والنساء يشاركن في تجهيز القهوة والشاي وبعض المعجنات المجانية كنوع من دعم ومؤازرة المحتجين في صمودهم لتحقيق مطالبهم .. ووسط دعوات للطلبة بالإضراب وعدم التوجه للجامعات فقد استجاب المئات من الطلبة في العاصمة كييف وضواحيها لهذه الدعوات وبالفعل فقد تجمهر أكثر من 400 طالب في أحد ميادين العاصمة كييف رافعين أعلام العديد من أحزاب المعارضة والأعلام الأوروبية والأوكرانية مجتمعة .. في حين حاولت بعض الصحف التابعة للحزب الحاكم الترويج أن هؤلاء الطلبة قد حصلوا على المال مقابل الاحتشاد والتجمهر الأمر الذي يعيد للأذهان ديباجة الاعلام العربي في تشويه صورة المتظاهرين بكافة السبل.

كاتب من أوكرانيا

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …