محمود بري : كاتب وإعلامي لبناني / لعل التساؤل عمّن يحكم المملكة العربية السعودية، هو أحد أكثر التساؤلات غرابة وإحراجاً، ولا سيما في هذه المرحلة المفصلية الحساسة من تاريخالمملكة. فمنذ أن أصبح عبد الله ملكا للسعودية، والأسئلة المتشككة تبحث عن أدلة تشير إلى الحاكم الفعلي لهذا البلد صاحب التأثير الكبير على المستوى العالمي كما على العديد من الدول القائمة في محيطه القريب والبعيد، وهو البلد المنتظم سياسيا واجتماعيا وإعلاميا أكثر من الكثير من بلدان المنطقة والعالم.
لكن، هل يستحق السؤال فعلاً أن يُطرح بوجود كبير العائلة السديرية على العرش، الملك عبدالله بن عبد العزيز صاحب اللقب الذهبي “خادم الحرمين الشريفين”؟
الحقيقة أن السؤال غالباً ما كان يُطرح في مجالس العارفين بما يدور في خلفية المشهد السعودي وخلف الأبواب الموصودة، ليس في الأمس القريب فقط، بل حتى في عهد الملك السابق فهد بن عبد العزيز. إلا أن تفاقم الأوضاع في البلدان التي للمملكة غيرة عليها وتأثير فيها، كما في سورية مثلاً ولبنان كذلك، ناهيك عن فلسطين ومصر واليمن، وصولاً إلى تونس وقبلها ليبيا .. هذا التفاقم جعل من طرح السؤال ضرورة منطقية، ولا سيما بالنظر إلى البروز الإستثنائي للدور السعودي في المحافل الدولية، ولا سيما لأحد أمرائها الناشطين والذي يتحرك بفعالية هنا وهناك وهنالك، ينسّق مع الأميركي ويفاوض الروسي ويُلزم البريطاني… وله كلمة سعودية مسموعة في كل أزمة شهدها العالم في ربع القرن الأخير على الأقل، نعني به رئيس تالاستخبارات العامة للمملكة العربية السعودية الأمير بندر بن سلطان .