لقد أقسمت : ” لن أترك سلاحي قط حتى أذوق الموت ” .
طارق غريب / كثيراً ما التقتت مسامعي تلك الكلمات التي يُطلقها كثيرون في شكل سؤال غريب ليس له معنى يجعله راسخ في عقول بشر المفروض أنهم من المثقفين وما يُسمونهم بالنخبة ! , ” مصر رايحة على فين ؟ ! ” .
ما أقوله ليس إجابة على التساؤل , ولكنه حقيقة أكيدة أن ” مصر الدولة والأرض العتيقة الضاربة بجذورها في أعماق أعماق التاريخ لا تذهب في أية اتجاه مهما حدث , ولكن شعبها الذي يعيش على أرضها هو الذي يتحرك عليها , وقد يتوه ويضل الطريق وأحياناً الطرق , وتبقى تلك البلد العريقة ثابتة ثبوت الجبال المتمسكة بالارض لا تتزحزح قيد أنملة عن مكانها , وشعبها هو الذي يعود إليها .
هذا الشعب الذي يبدو في كثير من الأحيان وكأنه غلبان , ومن بين أفراده أُناس يعيشون على سجيتهم الطيبة المتسامحة راضين بقضاء الله وقدره فيهم , ولكنهم غير مستسلمين لأية شدائد تواجه هذه الدولة , فقد يبدو للبعض أن هذا الشعب عندما يصمت أنه مات ! ولكن هيهات .. هيهات . فهذا الشعب وعلى مر الزمان قد أثبت ويُثبت وسيثبت أنه شعب عريق وأنه يمتلك ارادته ويملك قراره وإن كان لا يُعلن أو يُفصح عن مكنونه إلا في الوقت الُمناسب تماماً .
ثلاثة سنوات طاحنة مرت على أفراد هذا الشعب , بفعل مؤامرة حيكت ضده وضد بلاده من أجل تفتيته وزرع بذور الفتنة بين أواصره ليتم تفجيره من داخله , ولكنه ” شعب مصر ” , يصمت صمت الحملان , ولكنه عندما يُقرر أن ينفض عنه الشوائب التي علقت بجسده بفعل الزمن والخيانة والحقد الكامن في نفوس ضعيفة وُلدت ونشأت ناكرة لمدى طيبة و تسامح وقوة هذه البلد , يستطيع وبكل قوة أن يفرض ارادته وينفُض عنه الغُثاء والبذور المعطوبة التي نبتت على أرضه .
استحقاق :
استفتاء على دستور الدولة أول خطوات خارطة المُستقبل التي يضعها ويرتضيها ويقول لها أفراد الشعب الحقيقيين المُنتمين فعلاً لتربة هذه الدولة ” مصر ” , والذين يستحقون وينطبق عليهم لقب ” مصريين ” , فرضوا ارادتهم على أعتى الدول المتامرة على ” مصر ” , رغم أنف محترفي الكذب والتضليل والتطبيل والعمالة , الذين خانوا وباعوا ضمائرهم مقابل ” الاخضر الرنان ” ! .
تضليل :
يتزعمه كل عناصر العمالة والخيانة المعروفين بالاسم للجميع , والذين سقطت عن وجوههم الأقنعة الملونة , يُطلقون أكاذيب كالعادة , طامعين أن يُصدقهم الشعب , ولكنهم غير مأسوف عليهم غير مُدركين أن هذا الشعب ” شعب عريق ” , وأن المجموعات التي تعاونت معهم منذ سنوات للأعداد لتنفيذ المؤامرة ليست إلا مجموعات من أصحاب المصالح , والمُغيبين من كل الفئات , وليس معنى أنهم قد استطاعوا أن يشتروا البعض ويُهادنوا البعض الاخر , يُحيدوا ويُقصوا البعض أنهم قد نجحوا , أو أنهم سينجحون فيما يُخططون له من مكائد ساذجة مثلهم .
كثيرين منا نحن ” الشعب المصري الحقيقي ” نعلم ونفهم ونعي ما تقومون به , ونجلس نشاهد محاولاتكم الساذجة , ولكننا في الوقت المناسب نتدخل ونُفسد كل المخططات , وباذن من الله سننجح في إخماد وإفشال كل ما تقومون به , سواء في السر أو في العلن , في الشارع , وعلى شاشات التليفاز والاعلام .
تعبيرات السُذج :
الشباب لم يُشارك !
الثوار لم يُشاركوا ! , ” عندما يتحول الأطفال إلى ثوار !!! ” .
” البرنامج الانتخابي للمرشح الرئاسي ” !ّ , ” تعبيرات أصحاب البرامج الحبر على ورق ” !
الرئيس القادم لازم يحل كل المشاكل الاقتصادية للعملاء الحاليين , والعملاء المُحتملين حتى لا يتم تجنيدهم ويُصبحوا مُتطرفين .
” ضعاف النفوس , من السهل تجنيدهم كعملاء وجواسيس وخونة حتى وإن كانوا أغنياء ”
نخبة ساذجة ومُدعين الثقافة والعلم المُطلق ومُحترفي تنظير , وكلها سفسطة فارغة تُفقد أصحابها المصداقية .
صبي مخرج سينمائي يتحول إلى سياسي !
جراح عالمي في مجاله يتحول إلى سياسي !
فاشل يتحول إلى ناشط أو ثائر ! ويُريد أن يُصبح رئيساً أو وزيراً أو البقاء على الساحة بأية طريقة حتى لا تضيع السبوبة !
طبيب بدلاً من أن يُعالج المرض والمرضى يتحول إلى إرهابي !
مهندس بدلاً من أن يبني ويُعمر يتحول إلى مُتطرف !
طفل بدلاً من أن يعيش سنه ويواظب على التعليم والنجاح , يتحول إلى ثائر بالاجرة !
أُمهات ثكلى , وأباء يملأهم الحزن وقلة الحيلة والندم لأنهم لم يُحسنوا تربية أبناءهم !
شعب مصر الحقيقي أثبتوا في أماكنكم ولا تتخلوا عن ارادتكم في المُضي قُدماً في الطريق الصحيح .
وأعلموا أن من يُسمون أنفسهم ” النُخبة ” , ليسوا إلا مجموعة من ” السفسطائيين المُرتزقة ” , يُنكرون كل شئ لا يتفق مع مصالحهم .
” ولا كل من ركب الحصان خيال , ولا كل من لبس العمامة يزنها ” !