كتب / محمد العروقي
أوكرانيا اليوم / كييف / لم تكن نكبة الشعب الفلسطيني في العام 1948 مجرد نكبة عادية و مؤقتة، لم تكن مجرد زلزال لمنطقة او مدينة ،أو تسونامي او اعصار لبعض الوقت و يتم معالجة آثاره.
تلك النكبة التي تم من خلالها تهجير شعب كامل عن أرضه ووطنه ، ليجد السواد الاعظم منه نفسه في الشتات ،لاجئا ، اما في مخيمات دول الجوار ، و باقي اصقاع المعمورة ، لم تنتهي تلك النكبة حتى الآن ، بل مازال الشعب الفلسطيني يعيش فصولها حتى الآن ، وكل مرة تتكشف لنا قصة جديدة من فصول تلك النكبة.
اتصال هاتفي ، الاب يرد ، المتصل ابنتك في أوكرانيا تبحث عنك ، صمت مريب من طرف الاب ،وعزوف عن الرد لعدة مكالمات متلاحقة ،لانه لم يستوعب ان الحلم تحقق رغم بعد المسافة بين محافظة فينيتسا في أوكرانيا ، و محافظة نابلس في فلسطين.
كان احد طلاب العلم الذين خرجوا للدراسة في زمن الاتحاد السوفياتي السابق ، وغادر اوكرانيا بعد ان اكمل تحصيله العلمي في بداية التسعينات ، تاركا طفلته ذات السبع شهور ، على امل ان ،تلحق به عائلته الى فلسطين بعد ان يكمل استعداده لاستقبالهم كحال الكثيرين ، لكنه الاحتلال مرة الاخرى و نكبة جديدة ، فكانت انتفاضة الشعب الفلسطيني الاولى في العام 1987، و التي جعلت من تحقيق حلمه مستحيلا ، مابين اغلاق المدن و القرى ، و منع التجوال ، وعدم وجود سفارة أوكرانية تسهل اجراءات السفر ،ورغم كل ذلك فعل المستحيل من اجل السفر وعاد و ابنته عمرها سنتان لكنه فشل من اقناع الام بالسفر لفلسطين ، بسبب الخوف مما يحدث هناك لتتعقد الامور ،وتبعد المسافات و تنقطع الاتصالات .
سفارة دولة فلسطين في كييف ،تسمع عن تلك الحكاية ، التي تم عرضها باحد القنوات التلفزيونية،في أوكرانيا ” برنامج انتظرني” ، سعادة سفير دولة فلسطين الدكتور / محمد الاسعد يأخذ على عاتقه زمام تلك المبادرة ،فهي قضيته لانه هو اب و اخ لكل فلسطيني في أوكرانيا ، وهنا تجلت انسانيته ، بالتواصل مع كل من له علاقة و يمكن أن يساعد ، ليجد بالنهاية اتصالا من الدكتورة أريج عودة في فلسطين ” رئيسة جمعية خريجي جامعات و معاهد أوكرانيا في فلسطين” ، لقد وجدناه ، فكانت الفرحة و الامل ، ويتم التواصل مع محافظ نابلس الذي ساعد الاب نفسيا و معنويا بالسفر لاجل ابنته .
البرنامج التلفزيوني يستضيف سعادة السفير و طاقم السفارة ، الطفلة التي تبحث عن والدها بالاستوديو تنتظر المفاجاءة، الوالد في جانب اخر من الاستوديو ينتظر دوره ليتعرف على ابنته ، ليلتقي الجميع بنهاية البرنامج و تتجلى لحظات الابوة و المشاعر التواقة التي لاتعبر عنها الا دموع الفرح الممزوجة بعذابات مايقارب 20 سنة حتى تم اللقاء.
السفير الاسعد لموقع أوكرانيا ، لايعتبر ذلك نجاحا شخصيا بقدر ما استطاع ان يخدم ابناء شعبه ، لانه جزء من هذا الشعب و يعرف جيدا هو و عائلته الكبرى مرارة النكبة و اللجوء و الهجرة ، بل وعد من خلال موقع” أوكرانيا اليوم”، ان يبحث عن قصص مشابهة لمساعدتهم و تخفيف عنهم من ويلات الهجرة و اللجوء و الغربة لان الشعب الفلسطيني شعب يستحق الحياة ، فعلا فهو نعم الاب و الاخ و الانسان.
ملاحظة : يعتذر الموقع عن نشر الاسماء الحقيقية او معلومات عن اصحاب القصة لاسباب خاصة
لمشاهدة الفيديو
[vsw id=”4–ghX990gY” source=”youtube” width=”425″ height=”344″ autoplay=”no”]