%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF أوكرانيا

ازدواجية روسيا مابين الانتخابات الأوكرانية و السورية:؟؟؟

د.خالد ممدوح العزي /انتهت الانتخابات الأوكرانية النيابية بوصل كتلة الرئيس ييوتر بوروشنكو التي خالد أوكرانياسيطرة على  معظم المقاعد النيابية في البرلمان الأوكراني  الجديد ” الرادا” حيث وصلت نسبتهم إلى 70 بالمائة، وهذا ما يسمح للرئيس الأوكراني من تعزيز قدراته داخل الندوة البرلمانية وبلورة سياسته الهادفة لإنهاء الانفصال في الشرق، وقمع التمرد العسكري من اجل توحيد البلاد،  والذهاب نحو توقيع اتفاق الشراكة  مع أوروبا والتوصل إلى تسوية مع روسيا بشان سعر الغاز، وهذه الثقة الذي منحه أيها الشعب الأوكراني المشارك بالانتخابات بتاريخ 26 تشرين الأول الماضي سوف تساعده في امتلاك كتلة نيابية كبيرة تشكل رئاسة حكومة دون الاعتماد على كتل صغيرة، فهل يمكنها من تحقيق الآمال والطموح .

فالخلل الفعلي في الانتخابات الأوكرانية هو غياب الشخصيات الشرقية  أو الكتل الشرقية الموالية لروسية، بحيث  كان يمكن من خلالها فتح نقطة في جدار الصمت والهوة بين موسكو  وكييف  لإدارة العلاقات القادمة بين الدولتين، مما يسمح بكسر الهوة وإعطاء روسيا نوع من الثقة بإقامة علاقات قادمة مع  كييف للحفاظ على مصالحها  ومصالح السكان الناطقين بالروسية .

  لقد وقع  الإعلام  بشكل عام في الانتخابات الأوكرانية أسير عملية تضليل متعمدة  أو جهل عندما يقال نجحت الأحزاب الموالية للغرب من الفوز بالانتخابات البرلمانية بسهولة  و السؤال ؟ هل كانت أحزاب غير موالية للغرب  قد شاركت بالانتخابات ، فالحزب الوحيد الذي حقق مفاجأة هو كتلة المعارضة الذي يقال إنها موالي لروسيا رغم المشاكل و الضرب المبرح الذي تعرض لها أعضائه  بمختلف المدن الأوكرانية،و أثناء الحملة الانتخابية  والانتخابات من الموالون للغرب… وبظل غياب حزب الإقليم المعارض لسياسة الرئيس الحالي وتوجهات القوى السياسية المسيطرة على المشهد السياسي، ومنع الحزب الشيوعي من الوصل إلى الندوة البرلمانية ،وضعف وجود حزب الوطن التابع للزعيمة الأوكرانية” يوليا تموشنكو” ، فالأمور تدل على أنها تسير بشكل نهائي نحو الانفصال في  أوكرانيا ومناطق التمرد المدعومة من روسيا ، وخاصة  إن أبناء الشرق والجنوب الأوكراني  لم يذهبوا للتصويت بالوقت الذي قام  قادة الانفصال في مدن الشرق من إجراء انتخابات برلمانية في كل من جمهوريتي لوغنسك الشعبية،  ودونيتسك الشعبية بتاريخ 2 تشرين الثاني الماضي وبدعم روسي  واضح ،وبخاصة بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا من أي تصرفات حمقاء بحق مناطق الشرق .

 

لكن الازدواجية الروسية تبرز من خلال المقارنة في التعاطي مع  الانتخابات في  سورية و أوكرانيا من خلال المواقف الرسمية:

فالموقف الروسي يعبر عن التباس حقيقي لجهة الانتخابات الأوكرانية  والذي  حدده  رئيس لجنة شؤون رابطة الدول المستقلة بمجلس الدوما (النواب) “ليونيد سلوتسكي” بأن المجلس يحترم خيار من شارك في التصويت في أوكرانيا. 
لكننا ندرك أن الانتخابات لم تكن حرة وديمقراطية، لأن الشرق وجنوب شرق أوكرانيا لم يشاركا في التصويت أو شاركا بنسبة ضئيلة جدا ، وإن “أكثر من مليون ناخب لا يزالون خارج البلاد، وأعمال القتال في منطقة دونباس مستمرة، ولا توجد حرية ا علام ولا من وجهة نظر  أي  من هذه المعايير  لا يمكن الاعتراف بأنها كانت ديمقراطية. 
 –  إذ يعتبر “ليونيد سلوتسكي” أن الانتخابات البرلمانية في أوكرانيا غير ديمقراطية وغير حرة لان مليون أوكراني مهجر  وهناك حرب ، وكلنا يعرف أن ما جرى في أوكرانيا لا يعادل 1% مما يحدث في سوريا حيث القصف والتدمير وتهجير ملايين السوريين بينما في أوكرانيا الضحايا يعدون بالآلاف والمهجرين في ظروف أفضل من السوريين بمئات المرات وعددهم في أسوأ الأحوال اقل من مليون أوكراني.  

– أما نائب رئيس الوزراء الروسي روغوزين يشيد بالانتخابات الرئاسية التي جرت في سوريا بظروف أمنية غير طبيعية 
ويؤكد “دميتري روغوزين” خلال محادثات مع قادة الوفد الحكومي السوري الذي زار روسيا الشهر الماضي  بإن موسكو تقيم عاليا الانتخابات الرئاسية التي جرت في سورية يوم 3 يونيو الماضية ، وترى أن نتائجها تأتي بتأثير إيجابي على الوضع الأمني في المنطقة.  إن روسيا  تقيم عاليا الانتخابات الرئاسية التي جرت في سورية مؤخرا في ظل تأييد شعبي واسع. فإنه أمر يثير الإعجاب لروسيا، كيف تمكن  النظام  في ظل تحديات صعبة للغاية، وفي ظروف الكفاح الطاحن من أجل سيادة البلاد،   و إجراء مثل هذه الانتخابات الواسعة النطاق وفي ظروف أمنية نسبية وعلى الرغم من محاولات إحباط الاقتراع”. و أن نتيجة هذه الانتخابات عادت بآثار إيجابية على الأمن في الراضي السورية. و روسيا ستدعم بشتى الوسائل الشعب السوري في نضاله من أجل السلام والأمن. وطلب روغوزين من الوفد نقل تهانيه إلى الرئيس بشار الأسد بمناسبة إعادة انتخابه إلى منصب الرئاسة”. 

وبغض النظر عن الموقف الروسي الملتبس وغير الواضح من سير الانتخابات في أوكرانيا فان  صقور الكريملين يتجهون فعليا نحو التشدد بالملف الأوكراني ،وكانت أولى خطواتهم عدم تحقيق أي نتائج  في القمة الروسية الأوكرانية في 29 تشرين الماضية  برعاية أوروبية للبحث بتوفير الغاز لكييف . مما سيساهم بتوتير العلاقة بين الطرفين لعدم استطاعت الغرب من إحراز أي حل في ملف الغاز ذات الحاجة الماسة لأوكرانيا وشعبها أكثر من أي وقت .

فالشعب الأوكراني سيكون في مواجهة البرد القارص الذي ستكون فيه كلمة جنرال الثلج سيدة الحديث في كواليس السياسة .

وبالتالي أوروبا والغرب سوف يذهبون بالتوجه نحو استحدث عقوبات جديدة كانوا قد أشاروا إليها في الاجتماع  الأخير للاتحاد قي 24 تشرين الأول الماضي.

كاتب وباحث بالعلاقات الدولية 

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …