اذربيجان.. تاريخ عريق وحداثة باهرة وطبيعــة ساحرة

أوكرانيا اليوم / كييف / اذا ما عرض الاختيار بين أوروبا وأرض نائية تعرف بأذربيجان كمقصد لقضاء العطلة، فإن كثيرين سيختارون بالتأكيد أوروبا. أعلم أنني سأكون واحدا من هؤلاء، وأعتقد في واقع الأمر أن ثمانية من بين عشرة أشخاص لن يعرفوا حتى أين تقع أذربيجان

الدول الواقعة في قارة أوروبا مثل فرنسا وأسبانيا وإيطاليا وبريطانيا العظمى جميعها بلاد معروفة وُكتب عنها الكثير، وعرضت هذه القارة في صور فوتوغرافية وأفلام وتم توثيقها نظرا لما تتمتع به من جمال طبيعتها.

لكن الحصول على فرصة لتطأ قدمي هذه الأرض الأجنبية فتح عيناي بالفعل على عجائب لا نهاية لها في أذربيجان. لم أكن أعرف مطلقا أي شيء عن هذا البلد قبل هذه الزيارة. وسيكون لأذربيجان الآن بطريقة أو أخرى مكانة خاصة في عقلي ووجداني.

تناقضات ساحرة

لا توجد في أوروبا أو آسيا مثل هذا المزيج الرائع من التناقضات والتباينات الموجودة في أذربيجان. تضم أذربيجان شبكة ساحرة من الإمبراطوريات التاريخية القديمة، إلا أنها أيضا بلد تسعى لترسيخ مكانة لها وهي تخرج من شرنقة حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي التي مزقتها الحرب في ظل أجواء من التفاؤل تعززها الثروة النفطية.

تمثل العاصمة باكو التي تحيط أراضي شبه الصحراوية وتطل على بحر قزوين الغني بالنفط، مدينة مزدهرة وصاخبة، حيث تنتشر سيارات الليموزين وناطحات السحاب حول وسط المدينة القديمة الخلابة.

لكن على بُعد ثلاث ساعات فقط بالسيارة يقع عالم مختلف تماما، حيث توجد قرى خالدة تغطيها البساتين الخضراء والتي تؤدي عبر مسارات يسلكها الرعاة إلى جبال القوقاز الشاهقة. وفي حين أن باكو عاصمة متطورة ومتعددة اللغات، تنتشر في الأقاليم المقاهي التقليدية التي تغطيها الأشجار، بينما تلزم المرأة منزلها، وتهيم قطعان الماشية على وجوهها بلا هدف عبر الطرق السريعة.

زيارة هذا البلد التي يصل تعداد سكاتها الى 8832000 نسمة تشحذ الإبداع والخيال، حيث يمكن وصف صناعة السياحة في أحسن الأحوال بأنها “وليدة”. وعلى الرغم من أن هناك الكثير من “مناطق الراحة والاسترخاء” الريفية لأبناء المدينة لقضاء العطلات، إلا أنها تناسب بشكل رئيسي المواطنين الذين يرغبون في الاسترخاء خلال الولائم الكبيرة والأحاديث العائلية، ولذا فإنه من النادر وجود أية أنشطة.

تتحدث أعداد قليلة من المواطنين الانجليزية خارج باكو، لكن هذا التحدي يمثل جزءا كبيرا من الجاذبية التي تتمتع بها أذربيجان. جنوب أذربيجان واحدة من مناطق البلاد الأكثر إمتاعا، سواء على طول الساحل أو المناطق الداخلية.

أفضل الأوقات للزيارة

تمثل الفترة من أبريل إلى يونيو أفضل وقت لزيارة الأراضي المنخفضة لأذربيجان، حيث تكون السماء صافية والأرض خضراء ومليئة بالزهور. تكون الأجواء جميلة للغاية أيضا في باكو خلال شهر أكتوبر، حيث الأيام الدافئة والليالي الناضرة، رغم أن الكثير من المناطق الريفية تكون جافة بدرجة كبيرة.

يسود صيف حار بصورة غير مستحبة في المناطق المنخفضة، بينما يسود المناخ الرطب بصورة غير مستحبة في باكو. لكن في الجبال الشاهقة، يكون شهر يوليو هو موسم الرحلات المثالي، على الرغم من أنك قد لا تزال بحاجة إلى سترة مناسبة ليلا.

من الناحية الجغرافية، تشارك أذربيجان حدودا برية مع روسيا وجورجيا وأرمينيا وتركيا وايران. تغطي مساحة البلاد 400 كيلومتر من الشمال إلى الجنوب و 500 كيلومتر من الشرق إلى الغرب. وتستحوذ السلاسل الجبلية على 40٪ من مساحة البلاد، وأكبر ثلاثة منها هي جبال القوفاز الكبرى والصغرى وتاليش. ويعتبر “بازارديوزو داجي” هو أعلى الجبال ويقع في سلسلة القوقاز الكبرى، وتقع في أذربيجان أكثر من نصف البراكين الطينية في العالم.

نهر “كور” هو أطول الأنهار في البلاد ويبلغ طوله 1515 كيلومترا، وتتدفق مياهه من تركيا عبر جورجيا إلى أذربيجان حيث يلتقي بنهر “أراس”، قبل ان يصب في نهاية المطاف في بحر قزوين. ويتألف إقليم أذربيجان في مجمله من أربع جزر في بحر قزوين.

أجواء متميزة

تساهم الرياح القطبية الباردة من الدول الاسكندنافية والرياح المعتدلة من سيبيريا وآسيا الوسطى في تراجع درجات الحرارة في أذربيجان. ويقل إلى حد ما تأثير هذه الرياح نتيجة لسلاسل جبال القوقاز الكبرى، والتي تعترض الرياح الباردة، مما يؤدي إلى وجود مناخ شبه استوائي.

يوجد في أذربيجان تسع مناطق من بين أحد عشرة منطقة مناخية في العالم. وتتنوع درجات الحرارة في البلاد تبعا لقرب المنطقة من البحر، والمناظر الطبيعية الإقليمية، وتأثير الرياح القادمة من القطب الشمالي والرياح المعتدلة.

ونحن نمضي في اتجاه بحر قزوين، لا تبدو درجات الحرارة قاسية للغاية نظرا لتأثير الرياح البحرية. لكن باتجاه الجبال، تبدأ الأجواء الدافئة في الاختفاء، وتنخفض درجة الحرارة إلى معدل يبلغ في المتوسط 4-5 درجات مئوية. وفي أشد أحوال الطقس، يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 46 درجة مئوية، وفي فصل الشتاء يمكن أن تصل 33 درجة مئوية تحت الصفر.

تنوع نباتي

يكثر التنوع النباتي في منطقة “ناختشيفان” حيث يوجد 60٪ من السلالات النباتية المختلفة. ووراء “ناختشيفان”، توجد مناطق سهل “كورا اراز” و”دافاشي كوبا” و”شرق القوقاز الكبرى” و”وسط القوقاز الصغرى” و”غوبوستان” ومنطقة “ينكوران” من جبال “تاليش” ومنطقة “أبشيرون” حيث توجد باقي النباتات. ه

ناك أكثر من 400 نوع من النباتات، و 15 نوعا و 6 أنواع فرعية من القوبيون وأسماك المياه العذبة الشائعة في أذربيجان. تسعى حكومة أذربيجان لحماية غاباتها من خلال الاحتفاظ بـ2.5٪ من أراضيها كمحميات طبيعية للدولة. وهناك 16 محمية حكومية في البلاد لحماية النباتات والحيوانات في أذربيجان.

تقام في أذربيجان العديد من المهرجانات على مدار السنة، ويشتهر شهر مايو بإقامة مهرجانات الأطعمة في باكو. تقام أيضا العديد من الفعاليات والحفلات الموسيقية خلال هذه الفترة، ومن بينها مهرجان الجاز ومعارض الأطعمة في باكو. وهناك أيضا الاحتفالات التقليدية مثل عيد الأضحى حيث أن المسلمين يشكلون أغلبية سكان أذربيجان. يشهد شهر رمضان مناسبة هامة أيضا في أذربيجان وتقام بهذه المناسبة الاحتفالات وتزين الزخارف جميع أنحاء البلاد.

أجواء متميزة

تساهم الرياح القطبية الباردة من الدول الاسكندنافية والرياح المعتدلة من سيبيريا وآسيا الوسطى في تراجع درجات الحرارة في أذربيجان. ويقل إلى حد ما تأثير هذه الرياح نتيجة لسلاسل جبال القوقاز الكبرى، والتي تعترض الرياح الباردة، مما يؤدي إلى وجود مناخ شبه استوائي.

يوجد في أذربيجان تسع مناطق من بين أحد عشرة منطقة مناخية في العالم. وتتنوع درجات الحرارة في البلاد تبعا لقرب المنطقة من البحر، والمناظر الطبيعية الإقليمية، وتأثير الرياح القادمة من القطب الشمالي والرياح المعتدلة.

ونحن نمضي في اتجاه بحر قزوين، لا تبدو درجات الحرارة قاسية للغاية نظرا لتأثير الرياح البحرية. لكن باتجاه الجبال، تبدأ الأجواء الدافئة في الاختفاء، وتنخفض درجة الحرارة إلى معدل يبلغ في المتوسط 4-5 درجات مئوية. وفي أشد أحوال الطقس، يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 46 درجة مئوية، وفي فصل الشتاء يمكن أن تصل 33 درجة مئوية تحت الصفر.

موسيقى الجاز هي الأكثر شعبية في أذربيجان، ومن خلال العديد من المهرجانات والحفلات الموسيقية التي تقام سنويا، يعرب عشاق الجاز عن سعادتهم بازدهار هذا النوع من الموسيقى في حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي. تشارك العديد من الفرق الموسيقية والعازفين في مهرجان الجاز في باكو للاحتفال بشغفهم بموسيقى الجاز.

يعتبر معرض السيارات وقطع غيار السيارات من معارض السيارات الشهيرة في أذربيجان. ويقام هذان المعرضان في شهر مايو من كل عام، خاصة لمستشاري السيارات واصحاب السيارات. ومع استيراد أذربيجان لعدد من السيارات، فليس من المستغرب أن يجذب هذا المعرض يجذب الكثير من الاهتمام، حيث تعرض سيارات مختلفة، وقطع غيار مختلفة ومعدات وحافلات والشاحنات ودراجات نارية ومقطورات.

يسعى معرض الأغذية العالمية بأذربيجان إلى إبراز دور أذربيجان في السوق العالمية للمنتجات الغذائية. لا يحرص المعرض فقط على تلبية الاحتياجات المحلية، لكنه أيضا قادر على تلبية طلبات التصدير. يعرض خلال المعرض منتجات الألبان مختلفة، والمعلبات والخضروات والمنتجات المجمدة واللحوم.

معرض قزوين الدولي للمأكولات

يقام في أذربيجان معرض قزوين الدولي لمأكولات البحر ومصايد الأسماك خلال شهر مايو من كل عام لاكتشاف الإمكانات الحالية والمستقبلية لهذا البلد في صناعة صيد الأسماك في منطقة بحر قزوين. وتقدم خلال المعرض العديد من منتجات الأسماك النادرة والمجمدة والمصنعة وذات العلامات التجارية الشهيرة والمعدات ذات الصلة بهذه الصناعة لهواة الصيد والموزعين والمنتجين والمستهلكين.

 أماكن تستحق المشاهدة

 زيارة رصيف الميناء الخاص بمدينة باكو والذي يتخذ شكل المنحنى، حيث يمكن مشاهدة المياه بلونها الفضي المتلألئ ـ يتغير لونها بين الأزرق والرمادي. ويمكن زيارة مدينة إجري شهر أو المدينة الداخلية، التي تعتبر واحدة من أكثر الأماكن إثارة للاهتمام اضافة الى انه يمكن مشاهدة أماكن تصوير مشاهد لأفلامٍ شهيرة مثل “اليد الماسية” ،و”الشخص البرمائي” في مدينة إجري شهر.

ويمكن للسائح زيارة أماكن عديدة خارج المدينة، في شبه جزيرة أبشيرون ، حيث يمكن مشاهدة القفارٍ الصحراوية مع مسطحاتٍ ملحية بيضاء، وحمامات الزيوت الطبيعية التي تتسرب على السطح ومعبد النار بأطشجا حيث يمكنك أن تستقل قطار مدينة باكو الكهربائي من محطة باكو إلى محطة سوراكساني

اما جبل النار فيمكن زيارته عبر ركوب الحافلة رقم 147 من محطة مترو أذادليك بروسبكت ” حتى تصل إلى وجهتها النهائية عند جبل النار.

– استمتع بمشاهد نادرة لجبل النار، وهو ذلك الجبل الذي ظلت تخرج منه شعلات اللهب بشكلٍ مستمر على مدى ألف عامٍ. وتؤمن فوهات الغاز الطبيعي استمرار تدفق النيران الساخنة من جوانب هذا التل حتى عندما تُمطر

– مهرجان باكو لموسيقى الجاز، حيث يقوم بتنظيمه عازف الساكسفون الشهير سلطانوف.

المصدر: البيان الاماراتية