فتحي أحمد / ناجازاكي وهيروشيما كانتا عنوانا لحرب دمار شامل منذ اكثر من ثماني عقود وما زال الخطر الاشعاعي من مخلفات تلك الحرب يشكل عاملا لامراض فتاكة حتى اليوم الشعب الياباني ما فتيء يتذكر الدمار الذي حل ببلاده بعد عملية بيرل هاربر فالاجيال التي تعيش اليوم تعاني من ويلاتها. سكان الجزيرة العربية غير ملامون من تخوفهم وقلقهم من خطر تسرب اشعاع نووي ايراني فتاك قد يصل في أي لحظة كلمح البصر الى اراضيهم خصوصا بعد حدوث زلزالين خلال شهر في ايران اقتربت درجتهما الى الخطر مدينة بوشهر الايرانية لا تبعد عن ضفة الخليج كثيرا المدينة التي يقوم على اراضيها احد مفاعل ايران النووي لا يبعد عن قطر 400 كم ويبعد عن الرياض 640 كم ولا يبعد عن الكويت كثيرا اذن هنالك تخوف طبيعي في السعودية والخليج العربي من كارثة قد تأكل الاخضر واليابس لو افترضنا جدلا ان شعاعا نوويا تسرب من مفاعلات ايران النووية الى قلب الخليج العربي والسعودية هل لدى السلطات في تلك الدول خطط طواريء لمواجهة ذاك الاشعاع ؟ نتفق جميعا ان المال الخليجي والسعودي لا تاكله النيران ولكن لم يقدر احدا على مواجهة الغول الاشعاعي البتة فلو كان عكس ذلك لفعلت اليابان حينما حصدت القنابل الامريكية النووية عشرات الالاف من الارواح في نهاية الحرب العالمية الثانية أي نتفق على ان انعدام شروط الوقاية من الاشعاع غير متوفر في أي دولة في العالم وحتى لو توفر فان الدرء من خطره بنسبة مئة بالمئة غير وارد فهو من المستحيلات . كان مقترح انشاء المفاعل النووي في ايران في زمن الشاه هو فكرة امريكية لكن هذا الاقتراح لم يرى النور الا منذ سنوات قليلة بدعم روسي كبير فعلى صعيد الحالة الامنية فيما يتعلق بالسمة الوضعية الحالية لمفاعلات ايران النووية فان طهران تقول ان المفاعلات مجهزة بتقنية عالية جدا رغم هذه التصريحات فان المواطن الخليجي والسعودي على حد سواء ليس بساذجا فهو يعلم جيدا بان الاشعاع النووي طريقه مفتوحه ولا يوجد من يحول دول تسربه في الهواء الطلق لنسوق دليلا من مفاعل ديمونا الاسرائيلي في قلب النقب لقد اثبتت دراسات عديدة واخرها قبل عام ان اشعاعات ديمونا وصلت وبكثافة غير بسيطة الى المدن الفلسطينية الاخرى المجاوره للنقب واكبر برهان على صحة هذه الدراسات ازدياد امراض السرطان في يطا والسموع وحلحول والظاهرية وبني نعيم المتاخامات للنقب جنوب فلسطين خلاصة القول ان الخطر النووي لا ضمير له فهو يقتل ويصيب دون استئذان لكن تيقى البشرية هي المسؤولة عن ازهاق ارواح الناس من اجل التسابق المحموم على اقتسام العالم والسيطرة على الدول الغنية بالنفط تحت تهديد السلاح الفتاك . يقول الدكتور سامي الفرج رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية ان تعنت النظام الايراني واصراره على عدم السماح لفرق التفتيش الدولية الدخول الى مفاعل بوشهر النووي يهدد بحدوث كارثة انسانية وبيئية واضاف ان كل ما سمعناه من ايران انها قامت بتغيرات من اجل السلامة في بوشهر لا يوجد ما يثبت ذلك من قبل المؤسسات الدولية او حتى الروس انفسهم ؟. كما يقول الدكتور خالد التركي ان ضعف البنية لمفاعل بوشهر الايراني يهدد ملايين سكان الخليج والسعودية واردف يقول ان المواطن اكثر اهماما وبعد نظر من الاجهزة الرسمية رغم تصريحات بعض الخبراء الذين يقللون من خطر بوشهر النووي . اصوات تصدح وخبراء يحذروا من خطر محدق قادم من ايران الى الجزيرة العربية لكن تبقى السياسة الايرانية هي سيدة الموقف وتتمثل في اعادة فرسنة الجزيرة العربية مرة اخرى باي ثمن فالمطلوب هو تكاتف عربي واسلامي في وجه ايران التي تطمح باي ثمن الولوج الى نفط الخليج العربي واعادة احتلاله .