إنتبه – سيناريو جديد من سيناريوهات النصب على الطلبة العرب في أوكرانيا
21 فبراير, 2020
أخبار أوكرانيا, الأخبار, جاليات, مال و اعمال, ملفات خاصة
“سيناريو الرعب” يلف حبل النصب على عنق طلبة مغاربة بأوكرانيا
أوكرانيا اليوم / كييف / يتعرض عدد من الطلبة المغاربة في أوكرانيا لعمليات نصب واحتيال من طرف وسطاء مكلفين بتدبير إجراءات تسجيلهم في الجامعات الأوكرانية، إذ يتركونهم يواجهون مصيرهم بعد أن يتسلّموا منهم مبالغ مالية طائلة، تتجاوز خمسة وثلاثين ألف درهم.
يبدأ “سيناريو الرعب” الذي يعيشه الطلبة المغاربة الراغبون في استكمال دراساتهم العليا بجامعات أوكرانيا من لحظة وصولهم إلى هذا البلد، حيث يسلّمون المبالغ المالية المطلوبة للوسطاء، وخاصة المغاربة منهم، ليجدوا أنفسهم في الشارع.
تقوم مكاتب الوسطاء التي تتعامل معها الجامعات الأوكرانية بتسجيل الطالب في الجامعة التي يريد، ثم يرسل إليه وصْل التسجيل الذي يستخرج بواسطته تأشيرة الدخول إلى أوكرانيا من المغرب، مقابل 500 أورو (أزيد من 5000 درهم).
يقول الطلبة المغاربة من ضحايا النصب والاحتيال بأوكرانيا، الذين تواصلت معهم هسبريس، إنّ الوسطاء يخبرونهم بأنّ 5000 درهم التي يدفعونها لقاء استخراج الوثائق المتعلقة بالتأشيرة تُدفع منها 4000 درهم للقنصلية المغربية، و1000 درهم للجامعة لقاء شهادة التسجيل.
وبعد توصّل الطالب بتأشيرة السفر، ودخوله إلى الأراضي الأوكرانية، يبدأ مسلسل معاناة لا ينتهي، منذ لحظة مغادرة المطار، حيثُ يلتقي الطالب مع الوسيط المكلف به من أجل استكمال وثائق الملف، ودفْع ثلاثة ملايين سنتيم كمصاريف الدراسة بالجامعة خلال سنة والإقامة بالحي الجامعي.
وبمجرد أن تتم عملية تسليم المبلغ المالي للوسيط، يكتشف الطالب أنه كان عُرضة للنصب والاحتيال، إذ يلجأ الوسطاء إلى نقل الطلبة إلى فنادق، بداعي الانتظار إلى حين إلحاقهم بالحي الجامعي، وهناك يُتركون يواجهون مصيرهم، إذ يختفي الوسيط عن الأنظار، وحين يتوجه الطالب إلى الحي الجامعي يجد أنه غيرُ مسجّل فيه أصلا.
هسبريس تواصلت مع طلبة مغاربة من ضحايا نصْب وسطاء، خاصة المغاربة منهم، في أوكرانيا، فأكدوا أنّ عملية النصب والاحتيال صارت “عملة رائجة” هناك، دون أن يجدوا دعما من المصالح القنصلية المغربية بأوكرانيا، وفق شهاداتهم.
“حين نتصل بالقنصلية نسمع دائما جوابا واحدا عن تظلماتنا: هذه هي أوكرانيا”، يقول أحد الطلبة المغاربة من ضحايا النصب بأوكرانيا، مضيفا أن “الطلبة يجدون أنفسهم مشردّين في شوارع البلد، بعد أن يسلّموا ما لديهم من مال للوسطاء، ليجدوا أنفسهم غير مسجلين في الجامعة ولا في الحي الجامعي”.
واطلعت هسبريس على محادثات طلبة مغاربة في مجموعة على أحد تطبيقات التواصل الفوري، تعبّر عن حجم المعاناة التي يتجرعونها، وغياب أي جهة تؤازرهم..”حتى رئيسة الحي الجامعي عندما اشتكينا لها قالت لنا إنها غير مسؤولة عمّا تعرضنا له”، يقول طالب مغربي بأوكرانيا.
ويطالُ النصب الذي يتعرض له الطلبة المغاربة بأوكرانيا الطلبة الجدد بالخصوص، الذين يفتقرون إلى الخبرة؛ ولا تقتصر عملية النصب على الحصول منهم على أموال دون تسجيلهم في الجامعة أو في الحي الجامعي، بل يطالبون بمصاريف غير مبرّرة، كدفع 300 دولار كمصاريف التأمين، رغم أن الجامعات لا تشترط ذلك.
ويناشد الطلبة المغاربة المَعنيون، الذين تحدثت إليهم هسبريس، الحكومة المغربية التدخل لإنصافهم من النصب الذي تعرضوا له، وحماية الطلبة الذين سيلتحقون بأوكرانيا مستقبلا من الوقوع في الفخ نفسه.
وقال طالب يقيم في مدينة خاركوف الطبية: “الوسطاء يَنصبون أكثر على الطلبة الجدد، لأنهم لا يعرفون ما يجري هنا”، مضيفا: “هناك طلبة كثر جاؤوا إلى أوكرانيا من أجل دراسة الطب والهندسة والمعلوميات، وأصبحوا اليوم يعيشون في الشارع، بعد أن وقعوا ضحايا للنصب”.