منصور أبو العزم تنفق قطر حاليا، وبسفه مليارات الدولارات من ميزانيتها المتصدعة على الإعلام الغربى والمؤسسات البحثية فى أوروبا وأمريكا حتى تشترى باحثين وأبحاثا وتقارير تنتقد السعودية ومصر والإمارات، وأبلغنى صديق صحفى مخضرم يعيش في أوروبا الاسكندنافية بأن قناة الجزيرة، والعديد من المؤسسات الإعلامية القطرية تتصل يومياً بصحفيين وباحثين ومعاهد بحثية فى أوروبا وأمريكا وأستراليا، فى محاولة منها لجعلهم يتحدثون وينتقدون السعودية ومصر والإمارات والبحرين فى أي قضية سواء كانت داخلية أو خارجية وتبدى الدوحة استعدادها للدفع بسخاء لهؤلاء مقابل ظهورهم فى قنواتها وحثهم على تنظيم مؤتمرات أو ندوات «بحثية» لمناقشة وتناول على سبيل المثال حقوق ـ الإنسان فى مصر، أو دور التحالف العربى الذى تقوده السعودية فى اليمن أو حقوق العمال الأجانب فى الامارات أو ماتزعم أنه قمع للشيعة فى البحرين وغيرها من الموضوعات التى تكون إحدى الدول الأربع طرفا فيها. وبالرغم من سخاء الدفع الذى تعرضه قطر على الباحثين والمراكز البحثية الأوروبية والأمريكية فإن الاستجابة ضعيفة للغاية ولا يتجاوب مع الدوحة وجزيرتها إلا ضعاف الباحثين والمراكز «المأجورة» التى تطلق على نفسها «مراكز بحثية» وهى تؤجر أبحاثها وباحثيها ومقراتها لمن يدفع.. ومن المؤكد أن قطر لن تستطيع مواصلة مثل هذا النزيف المالى لفترة طويلة إذ إن ثمار الحصار العربى لها بدأت فى الظهور بعد أن أعلنت أنها سحبت 20 مليار دولار من احتياطها من النقد الأجنبى لمواجهة الأزمة، فإلى متى سوف يستمر عنادها وتحديها.. ربما حتى يستنزف الغرب كل أموالها من خلال خداعها بصفقات الأسلحة التى تضعها فى المخازن ظنا منها أنها تؤمن «الدويلة» والنظام. عن الأهرام