إسرائيل و قرارات مؤتمر باريس
16 يناير, 2017
ملفات خاصة
اعتبر البيان الختامي لمؤتمر باريس الدولي للسلام، الذي عقد في العاصمة الفرنسبة، أن حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين، وتطبيق مبدأ الأمان هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الدائم.وكعادتها إسرائيل لا تلتزم بالقرارات الدولية، ولكن كيف يمكن استثمار نتائج مؤتمر باريس لصالح الدولة الفلسطينية.دلال سلامة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أكدت لـ “دنيا الوطن” أن من أهم النقاط والقرارات في مؤتمر باريس هو التأكيد على حق الشعب الفلسطيني بدولة فلسطين المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية.وحول التزام إسرائيل بالقرارات، قالت: “نحن ندرك أن إسرائيل منذ البداية عارضت عقد اجتماع بهذا المشاركة الدولية لتناول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وعدم شرعية الاحتلال”.وأكدت أن من كان في المؤتمر، يدرك أن إسرائيل ستراوح المكان لهذا التوجه، مستدركة: “لكن نحن كفلسطينيين متمسكون وباقون بحقنا في دولتنا المستقلة والنضال المستمر لإنهاء الاحتلال”.
أضافت: “مهم جداً ما أشار له مؤتمر باريس فيما يخص حل الدولتين؛ لذا يجب اتخاذ بعض الإجراءات والآليات على المستوى الدولي، وعلى مستوى فعلنا السياسي من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة، وآن الأوان لكل المجتمعين في باريس أن يعترفوا بالدولة الفلسطينية”.وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي رياض العيلة: “هذا المؤتمر أكد على كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية من قرارات، وخاصة القرار الأخير 2334، لذا يجب أن تكون هناك استراتيجية شاملة موحدة ومدعومة عربياً وإسلامياً من أجل الضغط على الاحتلال للالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.وحول التزام إسرائيل، بين العيلة: ” المؤتمر أكد على قضايا أساسية منها عملية المفاوضات، ولكن الطرف الإسرائيلي متعنت ولا يرغب إلا بخضوع الشعب الفلسطيني، وطبعاً القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني رافض ويرفض هذا الخضوع للاحتلال، ومستمر في معركته الدبلوماسية الأساسية، وهي تعرية الكيان الإسرائيلي في كل المواقع الدولية”.
ولأن إسرائيل لن تلتزم بالقرارات الدولية فعلى القيادة الفلسطينية مواصلة عملها الدبلوماسي، هذا ما بينه العيلة: “على القيادة الفسطينية أن تتخذ خطوات كبيرة ولكن مدروسة جيداً تجاه الكيان الإسرائيلي لأن إلغاء الاعتراف بالإحتلال كما هدد الرئيس وأعضاء من اللجنة التنفيذية، يعني إنهاء للسلطة الفلسطينية”.أضاف: “الأساس في عملية المعركة الدبلوماسية هو الوصول لاىعتراف من العالم، أن دولة فلسطين هي تحت الاحتلال الإسرائيلي، ويجب إنهاء هذا الاحتلال”.في نفس السياق، أكد المحلل السياسي إبراهيم المدهون، أن تعنت الاحتلال الإسرائيلي ورفضه لمؤتمر باريس، يؤكد أنه من الصعب جداً أن تلتزم إسرائيل بهذا المؤتمر وقراراته. واعتقد المدهون أن هذا المؤتمر هو إحراج للاحتلال الإسرائيلي، وسيكون نقطة واضحة لمدى تعنت وتطرف الاحتلال وعن الاجماع الدولي، مشيراً إلى ضرورة استمرار السلطة الفلسطينية في ممارسة عمليتها الدبلوماسية لكشف حقيقة الممارسات الإسرائيلية.
وحول مدى تعنت الاحتلال قال المدهون لـ “دنيا الوطن”: “الاحتلال رافض لكل أساليب التسوية حتى الأساليب التي تراعي مطالب الاحتلال الإسرائيلي ومن الصعب جداً على الفلسطينيين قبولها، ومع ذلك الاحتلال لا يريد أن يقدم أدنى الحقوق الفلسطينية”.وبين أن هذا المؤتمر فرصة لتنشط التحركات الدبلوماسية الفلسطينية في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي، مبيناً، “الاحتلال الإسرائيلي بدأ يتكشف للدول ورصيده يتآكل حتى حلفائه، فالولايات المتحدة بدأت تنزعج من التعنت الإسرائيلي وأوروبا التي أقامت هذا الكيان ودعمته، موقفها الآن مختلف”. واستدرك: “ولكن هذا لن يعطينا نتائج سريعة، ولكن نتائج متراكمة لهذا الجهد الدبلوماسي والضغط على الاحتلال متواصل ومستمر، وكل رفض وتعنت للاحتلال الإسرائيلي يصب في صالح القضية الفلسطينية.إذا ما استمر الاحتلال في التعنت والرفض وبعيداً عن المواجهة مع المجتمع الدولي في ظل قيادة فلسطينية ذكية تستثمر اللحظات؛ لنستجلب شرعيات لحقنا في المقاومة وطرد الاحتلال الإسرائيلي على الأقل من المستوطنات المقامة عام 1967.
نقلا عن دنيا الوطن