دنيا

إثم الظن.. بقلم:دنيا الأمل إسماعيل

الحرب التي لا يحبها أحد، والتي لم تكن يوماً خيارًا لنا أو رغبة نتمناها. لن نستأنسها هذه الحرب ولن نعتاد عليها أبداً تحت دعاوي الصمود والبطولة  إنها مؤلمة جدًا وتوجعنا جميعاً، بلا استثناء.أعرف أنه كلامٌ ضد الثقافة السائدة، وتكسيرٌ لسياج التلّقي النمطي عن الحرب والصبر والتضحية المهدورة كرامتها في لعبة السياسة وأعرف أيضاً أنني أضع كل ما هو خارج السياق في مواجهات كثيرة؛ مواجهة الذاتية الفلسطينية السياسية السائدة، مواجهة السياسيين المطمئّنين لطروحاتهم العقيمة، مواجهة الجمهور الذي اعتاد على تعطيل عقله وروحه وقلبه كأسلمِ طريقٍ للنجاة- كما يعتقد- دوماً؛ لا أحد يرغب في الحقيقة، لا أحد يريد أن يُمعن في حقائق ما يجري خفيةً وعلانيةً، لأنّ معرفة الحقيقة وحقائقها تُكلّف أثمانًا باهظة؛ فرديًا وجماعيًا.مثل عصا موسى، التي صارت أفعى وابتلعت كل الحبال – هكذا غزت الحرب حجرات القلوب والبيوت، وكان على الجميع أن يتامسكوا بصدق – وهذا ما لم يحدث-لصد الاحتمالات المقلّقة، كان عليهم أن يتآزروا لابتداع كل ما هو ضروري لصواب الحياة وحمايتها وتنميتها، كان ينبغي أن لا يكون هناك كل هؤلاء الشهداء من البشر والحجر حتى تعتقد أيها المؤدلج دينيًا وحزبياً أنك ستفوز بالجنة.فأولئك الكثيرون جدًا، ممن يمكن وصفهم بالقطيع السياسي، المنتشرين كالجراد في تفصيلات ومفاصل الحياة، الذين يضعون على قلوبهم قناعاً أخروياً، يُسحرون ويرعبون به العامة وأنصاف المتعلمين وأرباع المثقفين، الذين جعلوا من التبرير مهنةً يقتاتون بها من دم الناس وأعصابهم وأرواحهم المنهكة. أولئك الكثيرون جدًا، دُمى المسرح، يواصلون عملهم كقصّاصي الأثر في ديناميكيةٍ مبهرة حقاً. إنهم ممن يمكن إدراجهم في وصف القرآن ” تعمى القلوب التي في الصدور”.ففي قلب القتال، في قلب الموت، – إن كان لكل منهما قلب ولو على سبيل المجاز المخلّ- وفي كل ثانية يتقرر مصير أناس من دم ولحم وأعصاب، – إن كانوا يعرفون أو يدركون- وتتحدد ملامح الحياة والبقاء للأشخاص الآخرين غير المحسوب حسابهم في حسابات الساسة والمناضلين والمقاومين والمتاجرين من أصحاب الحظوة والولاء الحزبي فقط. أولئك يوماً ما سينتهي دورهم وتسدل عليهم ستائر النسيان والإهمال.وهم أيضًا لحسابات النرجسية السياسية والحزبية المنشورة على أسطح العالم الإعلامية، يدركون أنه من الواجب عليهم أن يتناسوا أنّ الفلسطينيين في أعمق نقطة في قلوبهم يبتهلون إلى الله أن تنتهي هذه الحرب الآن وليس بعد ساعة. ولكن هل من مذّكرُ ، هل من مُعتبر، لا أظن . وأرجو أن يكون ظني إثمًا.

دنيا

 

أوكرانيا اليوم

إقرأ المزيد:

يوم عادي.. بقلم: دنيا الأمل إسماعيل

شاهد أيضاً

ناصر

د.القدوة:السلام يبدأ من فلسطين وهو الحل الوحيد لوقف الحرب

أوكرانيا اليوم / خالد جودة / أكد الدكتور ناصر القدوة، وزير خارجية فلسطين الأسبق خلال …