أين “يانوكوفيتش” بعد عام من هروبه
20 فبراير, 2015
أخبار أوكرانيا, الأخبار, منوعات
أوكرانيا اليوم / كييف / يقال انه في سوتشي وحصل على الجنسية الروسية، ويعاني على الارجح من الاكتئاب. فمنذ غادر كييف قبل سنة، لا يزال الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش موضوعاً لكل انواع الشائعات التي يغذيها صمت الكرملين حول حياته الجديدة في روسيا.
وفيما بدأت قوات الامن لتوها اطلاق النار على المتظاهرين الموالين لاوروبا الذين كانوا يطالبون باستقالته في ساحة الميدان، سارع فيكتور يانوكوفيتش الى مغادرة كييف في 21 شباط 2014، والتوجه في البداية الى شرق اوكرانيا الذي كان يدعمه في الانتخابات.
يانوكوفيتش طلب الذهاب إلى روسيا
وفي روستوف نادونو جنوب روسيا، حيث يقول ان “صديقاً قديماً” قد استضافه، اوقف يانوكوفيتش عملية هربه التي اجتاز خلالها مسارح النزاع الاوكراني المقبل، من خاركيف الى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، مروراً بلوغانسك دونيتسك اللتين باتتا عاصمتي الجمهوريتين الانفصاليتين المواليتين لروسيا.
وبعد اشهر، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “اقولها بصراحة: لقد طلب منا يانوكوفيتش نقله الى روسيا، ولبينا طلبه”.
وعقد فيكتور يانوكوفيتش، الذي عزله البرلمان الاوكراني الجديد والمتهم بقتل 82 متظاهراً، عدداً من المؤتمرات الصحافية وادلى بتصريحات دعا فيها فلاديمير بوتين الى ارسال الجيش الروسي الى شرق اوكرانيا حيث اندلع نزاع دام مسلح. ويتهمونه في كييف بتمويل التمرد الموالي لروسيا.
هل اختفى من التاريخ؟
وفي اواخر ايار، اعلن الرئيس الاوكراني السابق الذي اعتبره الرئيس الروسي “بلا مستقبل سياسي”، انه “يحترم خيار” الشعب الاوكراني الذي يستعد لانتخاب بترو بوروشنكو بدلاً منه. وسيكون ذلك تصريحه الصحافي الاخير.
وقال رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية المحلل الروسي الكسندر كونوفالوف، ان “يانوكوفيتش اختفى من التاريخ، او هرب منه بالاحرى”. عندئذ، بدأ يانوكوفيتش الرحلة الطويلة لعبور الصحراء. وتقول وسائل الاعلام الروسية انه يقيم في شارع بارفيخا للاثرياء المحاط بتدابير امنية مشددة في ضاحية موسكو.
كما يقول احد جيرانه، المدير السابق لمنطقة موسكو اوليغ ميتفول في تصريح صحافي، ان يانوكوفتيش دفع 45.6 مليون أورو لشراء قصر تبلغ مساحته 2800 متر مربع.
لكن مقر اقامته الجديد، الذي تبلغ مساحة حديقته هكتارين ويبعد بضعة امتار من مقر رئاسي للكرملين، اصغر من قصره المنيف في كييف الذي تبلغ مساحة حديقته 140 هكتاراً وتتضمن ملعباً خاصاً لكرة المضرب، ثم اعتبر بعد هربه “متحفاً للفساد”.
وفي حزيران 2014، غادر يانوكوفيتش (64 عاما) موسكو ليعيش حياة عزلة في منزل فخم “داتشا” في سوتشي، القريبة من جبال القوفاز الروسية، كما قال المدير الروسي الذي لم يكشف اسباب هذا الانتقال المفاجئ.
الرئيس ضحيّة إنقلاب!
ويؤكد قسم من الصحافة الاوكرانية انه يعاني من الاكتئاب واصبح مدمنا الكحول. كما يقول المستشار في وزارة الداخلية الاوكرانية انطون غيراشتشنكو، انه حصل على الجنسية الروسية بمرسوم من الرئيس فلاديمير بوتين، لكن الكرملين لم يؤكد ابداً هذه الفرضية وما زال يلتزم الصمت حول مصير الرئيس السابق.
واوضح قسطنطين كالاتشيف الذي يرأس “مجموعة الخبراء السياسيين”، ان “العلاقات بين يانوكوفيتش وروسيا لم تكن سهلة على الاطلاق، وهذا يؤثر على وضعه الحالي”. واضاف ان “روسيا تستضيفه بالتأكيد، لكنها لا تقوم إلا بالتساهل معه”.
ومع اقتراب ذكرى عزله، تبث الشبكات الروسية التي تملكها الدولة كثيراً من التحقيقات حول الرئيس السابق، مشددةً على الاخطاء والجرائم المفترضة لهذا الرئيس الذي غالباً ما كان يعتبر حتى الان ضحية انقلاب.
وذكر كالاتشيف “يقال ان روسيا بدأت حملة تشهير بيانوكوفيتش. فقد بات يشبه رهينة اكثر مما يشبه ضيفا رفيع المستوى في روسيا،” معتبراً ان “الرئيس السابق الذي اصدر الانتربول مذكرة بحث وتحر دولية في حقه، لا يمكن استخدامه، لا في الازمة الاوكرانية ولا للدعاية الروسية”. وخلص الى القول “بات غير نافع. وقد يتعرض للتسليم عندما سيكون ذلك مفيداً لروسيا”.