linin أوكرانيا

أوكرانيا. .وإطاحة لينين

ليونيد بيرشيدسكي/ كان تمثال لينين في «خاركييف» هو الأكبر في أوكرانيا، ولعل هذا هو السبب في أنه استمر أكثر مما سواه، ولم تطله حملة هدم تماثيل مؤسس الاتحاد linin أوكرانياالسوفييتي التي سُميت «سقوط لينين»، والتي بدأتها ثورة «ميدان» المؤيدة للاتحاد الأوروبي في أوكرانيا خلال العام الجاري، لكن رغم تحطيم التمثال، بات من الصعب تصور ماذا يعني ذلك.

وكما يعلم جميع من ولدوا في الاتحاد السوفييتي السابق، يصعب التخلص من لينين، ففي حقبة الثمانينيات، عندما توفيت نحاتة كانت والدة شخص أعرفه في موسكو، تبيّن أن تمثالاً ضخماً للينين يستحوذ على مساحة كبيرة من شقتها، وكان نحت هذه التماثيل مصدر رزق للنحاتين السوفييت.

وتحت جنح الليل، قرر ذلك الشخص وزوجته حمل التمثال إلى نهر «ياوزا» والتخلص منه، لكن بعد أن انغمر التمثال في المياه، سرعان ما طفا مجدداً ليشق طريقه عبر التيار على ضوء القمر، وبعد أن استقل الزوجان الطائرة محاولين الفرار، ألقت السلطات القبض عليهما بتهمة «تدنيس الرموز»!

وفي أغسطس 1991، ذهبت إلى ميدان «لوبيانكا» في موسكو لمشاهدة إسقاط تمثال مؤسس «البوليس السري» السوفييتي، «فيليكس دزيرزنسكي»، أمام مبنى المخابرات الروسية «كيه جي بي».وأثناء إسقاط التمثال، كانت هناك أحاديث عن إطاحة أكبر تمثال للينين في موسكو.واتجهت الرافعة إلى ميدان «أكتوبر» في منطقة «جاردين رينج»، لكن تم التراجع عن القرار في اللحظة الأخيرة، ولا يزال التمثال موجوداً.

وفي حينه، تخلصت معظم جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق من تماثيل لينين، فلم ترغب لاتفيا وليتوانيا وإستونيا وجورجيا وأرمينيا وأذربيجان ومولدوفا وطاجيكستان، في أي شيء له علاقة بالماضي الشيوعي.

وفي 1991، فقدت برلين تمثال لينين البالغ ارتفاعه 19 متراً، إذ تحطم إلى 129 جزءاً وتم دفنه في الغابات.وخلال العام الجاري، عندما طلب منظمو معرض فني يسعى لإحياء ذكرى الشيوعية والنازية، التنقيب عن رأس التمثال الضخم، قالت سلطات المدينة، إنه لم يعد بالإمكان تحديد مكانه، وسيكون استخراجه مكلفاً جداً، وهو ما ينفيه البعض. وأبقت منغوليا على تمثال لينين حتى تمت إزالته من ميدان «أولان باتور» المركزي عام 2012، ورغم ذلك، احتفظت روسيا وأوكرانيا بتماثيل لينين، فقد كان هناك شعور بأن التخلص منها لن يغير شيئاً، ولم يكن هناك داع لإيذاء مشاعر كبار السن المؤيدين للزعيم الشيوعي.

بيد أن تماثيل لينين عادت مجدداً لتعني شيئاً في أوكرانيا، خلال العام الماضي، عندما واجهت الدولة مأزق التوقيع على اتفاقية التجارة الموسعة مع الاتحاد الأوروبي، أو تعزيز علاقاتها مع اتحاد أوراسيا الجمركي، إذ أصبح لينين رمزاً لماضيها السوفييتي..ذلك الماضي الذي أتيحت لأوكرانيا فرصة الهروب منه في حينه.

فعندما حنث الرئيس يانوكوفيتش في وعده بالتوقيع على اتفاقية الاتحاد الأوروبي، وانطلقت مظاهرات حاشدة في كييف، أصبح تمثال لينين هدفاً للمحتجين، وأخفقت أوكرانيا في تحقيق الانفصال الرمزي عن الماضي السوفييتي في 1991.

والآن، بدت إطاحة التمثال مجرد رمزية جوفاء في غير محلها، فهل ترمز إطاحة التمثال إلى أمل أوكرانيا في الانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف «الناتو»، والانفصال الأبدي عن ميراثها السوفييتي؟ أتصور أن التحرر الاقتصادي وإطلاق حملة فعالة لمكافحة الفساد ستجدي بصورة أفضل، حتى لو لم تسقط التماثيل غير المرغوب فيها.

نقلا عن صحيفة الاتحاد

شاهد أيضاً

مجلس

مجلس تتار القرم ينظم إفطاراً على شرف ممثلي الجاليات العربية

أوكرانيا اليوم / كييف / في 27 مارس/آذار، أقيم إفطار في مقر مجلس شعب تتار …