%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%AD أوكرانيا

أوكرانيا مقابل سوريا!

سميح صعب / في لعبة الامم تنتفي الخطوط الحمر. منعت روسيا سقوط سوريا في ايدي معارضة موالية سميح أوكرانيالاميركا، فتحرك انصار اوروبا في اوكرانيا مطالبين بتوقيع اتفاق الشركة بين الجمهورية السوفياتية السابقة والاتحاد الاوروبي، بعدما امتنعت ارمينيا عن التوقيع كي تشهر هوية “روسية” عكس مولدافيا وجورجيا اللتين حسمتا توجههما نحو اوروبا فوقعتا الاتفاق.

الروس لا يخفون استياءهم من التظاهرات المنددة باقدام الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش على ارجاء توقيع اتفاق الشركة مع الاتحاد الاوروبي واقتراحه اتفاقا بديلاً يضم اوكرانيا وروسيا والاتحاد الاوروبي. الغرب يختبر اليوم قدرة روسيا العائدة بقوة الى الساحة الدولية من الساحة السورية، وروسيا تختبر قدرة الغرب على اللعب في دولة تعتبرها روسيا حديقة خلفية لها وضمن مداها الحيوي، وهي تدرك جيداً ان التقارب الاوكراني مع الاتحاد الاوروبي سيجر الى تقارب بين كييف وحلف شمال الاطلسي، الامر الذي ترفضه روسيا في المطلق، تماماً كما رفضت الولايات المتحدة وجود صواريخ روسية في كوبا اوائل الستينات من القرن الماضي.

إذاً تدخل المواجهة الغربية-الروسية على اوكرانيا مرحلة اختبار النيات ومدى احتمال ضغط طرف على الطرف الاخر. وفي عالم متحول ومتغير بسرعة، تسارع روسيا الى القول للاميركيين ان الحاجة الى الدرع الصاروخية انتفت في مرحلة الوفاق الغربي مع ايران، بينما تتردد اميركا في الاستجابة وتريد من روسيا ان تكون معبراً لانسحاب قواتها من افغانستان عام 2014. ولا يمنع هذا ان تواصل واشنطن وموسكو العمل من اجل عقد مؤتمر جنيف – 2 في موعده المحدد في 22 كانون الثاني 2014.

ووسط هذا التجاذب لم تعلن روسيا موقفاً بعد من اعلان بيجينغ منطقة دفاع جوي فوق الجزر المتنازع عليها بين الصين واليابان، وتفضل ان تحلق قاذفاتها الاستراتيجية فوق المحيط الاطلسي مدة 13 ساعة متواصلة في عرض واضح للقوة، بينما تنفذ طائرات “بي – 52 ” الاميركية الاستراتيجية عرضا للقوة فوق المحيط الهادىء وتحديداً فوق منطقة الدفاع الجوي الصينية قبل يومين من وصول نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى بيجينغ.

مما لا شك فيه ان الولايات المتحدة تنتظر موقفاً روسيا من التوتر المتصاعد في المحيط الهادئ، بينما توجه اميركا رسالة مزدوجة الى الصين، فمن ناحية تنتهك طائراتها منطقة الدفاع الجوي الصينية، ومن ناحية اخرى تلمح لها الى أن التعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين، اقوى اقتصادين في العالم، سيترك تأثيره على مسار كل الاحداث في القرن الحادي والعشرين. اي ان واشنطن تعرض الشركة على بيجينغ في القرن الحالي، وهذا ما لم تفعله مع روسيا حتى الان. لكن موسكو تسير نحو الشركة من دون استئذان.

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …