يرى مراقبون أن أحداث أوكرانيا تشبه انطلاق ثورات “الربيع العربي” في تونس وليبيا وسوريا ومصر التي شهدت في بادئ الأمر مظاهرات سلمية ولكنها حسنة التنظيم. ثم أقدم المتظاهرون على رشق القوى الأمنية بالحجارة وإلقاء الزجاجات الحارقة وإطلاق الأعيرة النارية، ومهاجمة نقاط الشرطة واحتلال المباني الإدارية.
وفي سوريا تطورت الاشتباكات بين المشاركين في المظاهرات المناهضة للحكومة والقوى الأمنية إلى اشتباكات دموية بين المجموعات المسلحة والجيش.
وفي مصر انبرى الجيش للسيطرة على مجريات الأمور في البلد.
وفي أوكرانيا التي كان أنصار المعارضة فيها قد احتلوا مقرات السلطات المحلية لجملة من الأقاليم الغربية بينما واصلت المعارضة في العاصمة كييف ضغطها على رئيس الجمهورية وقد أجبرته على إقالة الحكومة، أعلن الجيش تحييده عن الصراع السياسي وعدم تدخله في مواجهات تشهدها العاصمة، أي أن الجيش الأوكراني لن يتحرك لاستتباب الأمن في البلد مثلما حدث في ليبيا التي امتلكت في عهد القذافي جيشاً ضعيفاً لا يمكن الاعتماد عليه في نظر المراقبين الأجانب. وتدخل حلف شمال الأطلسي في النهاية في الصراع الدائر في ليبيا.
وبالنسبة لأوكرانيا لا يتوقع المراقبون أن يتدخل حلف شمال الأطلسي لاسيما وإن الدولة الأوكرانية تبقى قابلة للحياة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل يمكن أن يتخلى رئيس هذه الدولة عن السلطة مستجيبا لضغط الحركة الاحتجاجية مثلما حدث في تونس، مثلا؟
على أي حال فإن الفوضى في أوكرانيا المجاورة لبلدان الاتحاد الأوروبي وروسيا لا يطاق.