تقرير : د. أحمد يونس – أوكرانيا
أظهر تقرير مؤشر الشفافية العالمية “مؤشر الفساد” للعام 2014 تنامي الفساد داخل أوكرانيا على عكس ما تأمله الشعب والحكومة الأوكرانية ، وذلك بعد مرور عام على مظاهرات والاحتجاجات التي اجتاحت البلاد إثر تعليق الرئيس السابق- يانوكوفيتش- الموافقة على اتفاقية الشراكة الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي. وجاءت في مقدمة الدول ذات الشفافية العالية “الأقل فساداً” كلا من : ( الدنمارك، نيوزيلندا، فنلندا، السويد ) ، ويعتمد تقرير مؤشر الشفافية العالمية على تحليل الفساد في القطاع العام ، حيث جاءت الصومال وكوريا الشمالية والسودان وجنوب السودان وأفغانستان في مجموعة الأكثر فساداً عالمياً.
فساد مستشري في القطاع الحكومي
وأورد التقرير أن حجم الفساد المستشري في جسم الدولة الإداري والمتمثل في غسيل الأموال الضخمة والفساد في تمويل الحملات الانتخابية وفي الإشراف على العقود الكبيرة لجانب نقص المساءلة في القطاع العام والرشوة وعدم فعالية المؤسسات العامة وغيرها أثر سلبا على مدركات الفساد ، وقالت الشفافية الدولية أن الفساد في الأحزاب السياسية والشرطة ونظم القضاء ما يزال من أكبر التحديات العالمية.
وعلى الرغم من تقدم أوكرانيا نقطة واحدة على المؤشر العالمي فإنها ما تزال تراوح مكانها ضمن قائمة ما سمي ب “عار الفساد” أو مجموعة الدول التي لديها “حكومة فاسدة للغاية”، إذ بالكاد بدأت الحكومة الجديدة في تدمير بؤر الفساد بعد الإرث الثقيل من الأنظمة الحاكمة منذ الاستقلال. فقد شرعت في الآونة الأخيرة في سن القوانين والتشريعات اللازمة لمجابهة الفساد في 14 أكتوبر 2014 الماضي وذلك لم يعطي النتائج المطلوبة بعد.
علاقات مكافحة الفساد بالنمو الاقتصادي
وينقل التقرير عن خوسيه أوغاز، مدير المنظمة قوله : “إن المؤشر يظهر علاقات مكافحة الفساد بالنمو الاقتصادي، فكلما تراجعت الجهود في ملاحقة الفاسدين تأثر النمو الاقتصادي”. مبينا أن “المسئولين الفاسدين يقومون بتهريب أرصدة غير شرعية لأماكن آمنة، عبر شركات تعمل فيما وراء البحار بحصانة ودون خوف من العقاب”. ويضيف أوغاز أن الدول التي تقع في ذيل القائمة بحاجة لتبني إجراءات لمكافحة الفساد من أجل خدمة شعوبها “ويجب على الدول في أعلى القائمة التأكد من عدم تصدير ممارسات فاسدة للدول النامية”. ولاحظ التقرير تقدما في عدد من الدول مثل ساحل العاج ومصر وسانت فينسينت، حيث حصلت على خمس علامات إضافية فيما حصلت الأردن وأفغانستان ومالي على أربع علامات. وأعلنت المنظمة عن حملة تحت شعار “افضح الفساد”، وحثت الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومجموعة دول العشرين لاحتذاء حذو الدنمارك لإنشاء سجل عام يقوم بتسجيل أسماء من يديرون الشركات العامة والخاصة، وهو ما يصعب على المجرمين معه التخفي وراء أسماء أخرى.
عمل المنظمة
ومنظمة الشفافية الدولية هي مجموعة من 100 فرع محلي مع سكرتارية دولية في برلين بألمانيا، تأسست سنة 1993م كمؤسسة غير ربحية وهي الآن منظمة عالمية غير حكومية ، وتعرف نفسها أنها : منظمة مجتمع مدني عالمية تقود الحرب ضد الفساد ، تجمع الناس معا في تجمع عالمي قوي للعمل على إنهاء الآثار السلبية للفساد على الرجال والنساء والأطفال حول العالم ، ومهمتها : خلق تغيير نحو عالم من دون فساد.
والمنظمة لا تتولى التحقيق على قضايا فساد معينة أو لأفراد .. بل تطور وسائل مكافحة الفساد وتعمل مع منظمات المجتمع المدني والشركات والحكومات لتنفيذها ، وهدفها أن تكون محايدة وتقوم بعمل ائتلافات لمحاربة الفساد.
نصائح المنظمة الدولية لأوكرانيا
ودعت المنظمة أوكرانيا إلى البدء بإصلاحات جذرية وملموسة للحد من انتشار الفساد، كما دعت الرئيس والحكومة والبرلمان ل :
1- إنشاء هيئة جديدة لمكافحة الفساد واسترداد المال العام المهدور.
2- سن القوانين والتشريعات لتسهيل عمل الهيئة.
3- توفير الموارد اللازمة لإنشاء مؤسسات عامة “غير فاسدة”.
4- تعيين الموظفين المؤهلين.