د. طلال الشريف // في سياق هجومه على السعودية والإمارات إتهم مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي القائد الفتحاوي محمد دحلان والإمارات بمحاولة إحلال دحلان مكان الرئيس عباس.
ولإن التصريح أو الهجوم جاء بعد الإعلان بيومين عن موافقة الفصائل الفلسطينية وخاصة حماس على إجراء الإنتخابات التشريعية والرئاسية في فلسطين، وليس خافيا بأن الإرادات الخارجية الممثلة في إسرائيل والولايات المتحدة وتركيا وقطر التي فتحت قناة الجزيرة بابها لهجوم أوغلو وزير الخارجية التركي لإطلاق أول صاروخ على الانتخابات الفلسطينية، في لعبة تكشف عن دور تركيا وقطر والعمادي الذي إجتمع بالرئيس عباس أمس في رام الله، وكيف يحيكهؤلاء الدور مع رام الله وحماس لجرها للإنتخابات، وهم أصلا كلهم متهمون بالمشاركة في مؤامرة الإنقلاب الحمساوي في غزة منذ البدء والفلسطينيون يعرفون ذلك.
اليوم بعد الهجوم التركي على دحلان، تيقنت أن موضوع الانتخابات الذي سيصدر له مرسوما بالموعد الرئيس عباس قريبا صحيحا، وستجري الانتخابات بعد أن طبخوا جميعا الطبخة لإستبعاد دحلان من عملية الانتخابات القادمة، وخاصة ما كان من تصريحات لبعض قادة رام الله قبل أيام عن عدم سماحهم لدحلان ورفاقه من المشاركة في الانتخابات بحجة أن عليهم إدانات في القضاء مما يؤكد أن هناك اتفاق على إجراء الانتخابات بشرط واحد لرام الله وهو منع دحلان من المشاركة فيها ويبدو أن هذا الشرط قد مرر لحماس عبر تركيا وقطر ويتبادلون الأدوار فذهب العماري لرام الله وذهب أوغلو لقناة الجزيرة ليبدأ الهجوم على دحلان.
لطالما قلنا لعبة الإنقسام كانت بمشاركة من تركيا وقطر ولازالت الدولتان بتذيلهما للولايات المتحدة وإسرائيل تتلاعبان في الملعب الفلسطيني، ولمن يتذكر كيف تبادلوا الأدوار لإفشال الدور المصري للمصالحة وإنهاء الإنقسام، بالتنسيق مرة مع عباس ومرة مع حماس ليصلوا في نهاية المطاف للإتفاق على منع دحلان من المشاركة في الانتخابات بطلب من عباس وتسهيل عودة حماس للمشاركة في الانتخابات.
هذا أول التدخل المفضوح صاروخ أوغلو على الانتخابات الفلسطينية، وما خفي كان أعظم ، وتحالف قطر تركيا حماس عباس تصوروا أن دحلان هو الحلقة الأضعف للهجوم على تحالف مصر السعودية الامارات والقائد دحلان ، فهل يسجلوا انتصارا عليهم في منع دحلان من المشاركة في الانتخابات، هذا ما سيتكشف بتوالي الخطوات لإجراء الانتخابات في فلسطين، وتناغم موجات الهجوم على دحلان من الجزيرة ورام الله وتركيا وقطر من الآن وحتى الانتخابات وما بعدها.