هادي جلو مرعي / كانت القرية الوادعة تعيش بهدوء وتمرح حيوانات الرعاة في الحقول والروابي القريبة، بينما كان الصغار يلهون غير آبهين بحوادث الدنيا، فهم لايدركون الأشياء بعد، وكان جل أهتمامهم بالمرح واللهو طيلة النهار، حتى يحين المساء ليناموا دون شعور بالإحباط، أو القلق من شئ، فكل مايريدون متيسر لهم، وذووهم يقدمون لهم الطعام والشراب واللباس والأمن.
مرت الأيام هادئة لكن لاحال يدوم، ويتغير رويدا، وفجأة بدأت القرية تخسر من قطعان الأغنام بعضها، وصارت الرهبة والخوف يعتريان النفوس والوجل من القادم، حيث يوجد الأسد المفترس عند أطراف القرية وهو يهاجم الرعاة ويختطف في كل يوم واحدة من النعاج، بينما الخوف يضرب في كل مكان من تلك القرية. إجتمع الناس وصاروا يفكرون في طريقة ناجعة ليتخلصوا من الأسد، ويوقفوا الفوضى التي تسبب بها، ولم يهتدوا الى طريقة حتى جاءهم “الواوي” وهو حيوان محتال، طلب منهم أن يستمعوا إليه، وقال، إنه يعرف الطريقة المثلى التي يمكن أن يخلص الناس بها من ذلك الأسد، لكنه إشترط في حال نجاح الخطة أن يقدموا له دجاجة سمينة كل يوم، وقبلوا، فلاخيار أفضل من ذلك والمهم، أن تنجح طريقة “الواوي”
قال الواوي، لاتغادروا قريتكم لمدة من الزمن وإمنعوا الرعاة من الخروج الى الزروع والهضاب القريبة حتى أخبركم بنهاية المدة لتمارسوا حياتكم بشكل طبيعي، ووافقوا بالطبع، فذهب من فوره الى الأسد، وقال له، مالي أراك ياسيدي محبطا يبدو عليك الضعف والوهن وأنت الأسد الذي لايهاب؟ فرد الأسد، إنه لايجد طعاما فسكان القرية لايخرجون بحيواناتهم وهو لايستطيع فعل شئ، قال الواوي، عندي الحل، وهو ان ؟أربطك بحبل وثيق، وان امنعك من الحركة لأقنع الناس بانك لاتستطيع إيذاءهم، ووافق الأسد فربطه الواوي بإحكام ومضى الى القرية وقال، هلموا الى مزارعكم وعيشوا كيف شئتم، فالأسد مربوط ،ولاقدرة له على فعل شئ.
بدأ الناس يخرجون بالفعل وهم مبتهجون، وصاروا لايهابون الأسد، ويبصقون في وجهه في الرواح والمجئ، وظل على هذه الحال لفترة من الزمن، بينما الواوي يأكل الدجاجة تلو الأخرى، ويتسكع في القرية دون أن يسائله أحد، أو يستدعيه الى البرلمان، ولم تعد وسائل الإعلام تذكر سرقاته، فدجاجة يأكلها الواوي غير مهمة في مقابل ماكان يفعله الأسد وعصابته وهم يأكلون الأغنام والخراف السمان، فجاءة ظهر مايسمونه” أبو الحصين” وتقدم من الأسد مواسيا، وسأله عن المساعدة التي يريد؟ فقال الأسد، فكني من وثاقي وأعطيك ماتريد، ففك وثاقه، وقال، ماذا ستعطيني أيها الأسد وماهي المكافأة الثمينة؟ فقال الأسد، لاأعطيك شيئا ولاأريد منك شيئا، فمكان يوثق فيه” الواوي” أسدا ويفك وثاقه” أبو الحصين” لايستحق أن أعيش فيه، وأنا من اليوم طالب لجوء.