ما ان تم قبول الزائر “أبو عرب” كصديق في جمهورية فيس بوك الشعبية (facebook) حتى اخذ يكتب على حائط الجمهورية عبارة “ان الولايات المتحدة الاميركية ستفقد رابطتها المدنية بعد انهيار الرأسمالية”، في دلالة على حتمية التهاوي والانحدار.
الحملة الشعبية العربية “بادر” استقبلت صديقها الجديد على “facebook wall ” بأكاليل المثالية والورد، الا انها خالفت ضيفها الرأي مؤكدة ان العرب يستطيعون وحدهم إنزال أميركا عن القمة بشرط قدرتهم على التحدي، فالعرب يملكون كل المقومات التي تؤهلهم للتحكّم بحياة أميركا، و”إن” أعلنوا أنهم سيخنقونها يستطيعون، ولقد جرب العرب ذلك إبان حرب عام 73 عندما اوقفوا إمدادات النفط.
ولكن الحملة “بادر” عادت وتساءلت مرة اخرى، هل يتحرك العرب في الاتجاه الصحيح بعدما عرفوا ان أميركا هى ذراع الكيان الصهيونى الضارب؟
لم يعد هذا السؤال سراً، فقد سمعه الكاتب سميح خلف اثناء مروره في شارع الصفحة الرئيسية ” Facebook Home ” المؤدي الى احد ضواحي الجمهورية المتفسبكة، حيث استسمح منهما للمشاركة بالاجابة على هذا السؤال، موضحاً ان اعلى مراحل الرأسمالية هي الامبريالية وما يتبعها من تدرج وفقاً للسلم الحدثي “التصاعدي والتنازلي” وانها مؤشرات لا تبقى أي شيء في القمة، فأميركا حقيقة زائفة “لم ولن” يعتمدها التاريخ في ارشيف اصول الحضارات مهما أوتيت من قوة، فعوامل الانهيار تدب فيها لتتقدم أمم اخرى نحو سلم زمن القوى.
نظر السيد سميح خلف الى ساعته الملونة بسريالية الزمان والمكان، فوجد عقاربها تقارب من مشارف الرابعة عصراً، فاعتذر من أصدقائه للمغادرة، وما ان إستهم للخروج (Sign out) حتى قاطعه المحلل السياسي مصطفى الصواف ببرقية عاجلة عبر وزارة (Chat Room)، فتراجع عن الخروج اضطرارياً، ليستمع الى ما سيقوله الصواف بعد ان علمت الرئاسة الفيسبوكية ان حديثاً مهماً يدور بين أروقة الجمهورية.
بدأ صاحب البرقية محللاً: اعلموا ان دوام الحال من المحال وانهيار عوامل البقاء يوحي بأن النهاية أوشكت، ونعتقد أن دورة الحياة للولايات المتحدة انتهت وهي تحتضر ليس بالسكتة القلبية أو الدماغية، إنما بداء السرطان الذي ينتشر خلسة، وعندما يصل الى مرحلة الخطر يشعر به المريض،،، وهكذا هي أميركا، وهكذا هي سنة الحياة، فهناك نهاية للصعود ثم يبدأ الهبوط.
على الجهة المقابلة لشارع الساحة الرئيسية “Facebook Home ” يقع ميدان الاصدقاء “Facebook Friends”، حيث وسائل الاعلام تنتشر بكثرة لتغطية احداث المستقبل الاميركي، وبسرعة توجهت جميع عدسات الصحافة والمايكروفونات الى الشاب خالد صلاح ليبيّن لهم الاسباب المتوقعة للانهيار، فقال لهم: هناك عدة اسباب وعلى رأسها الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، فقد وصلت مديونية أميركا الى معدلات تصاعدية كبيرة ومقومات اقتصادية صفرية، ناهيك عن تحكم اللوبي الصهيوني بالاقتصاد والمراكز الحساسة ورسم السياسات الداخلية والخارجية، اضافة الى اتون معترك الحروب الطاحنة التي تضرب اروقة الشرق الاوسط.
وعلى نار هادئة ما زال اصدقاء الجمهورية “Facebook Friends” ينتظرون عبر المعبر الحدودي صديقهم جمال ناصر ابو نجمة، ليحدثهم عن خفايا الصعود والهبوط.
وبعد مرور نصف ساعة من الانتظار اطل صاحب النجمة عبر بوابات الحدود الاقليمية لجمهوريتي فيس بوك وتويتر بعد ان خُتمت جميع اوراقه الثبوتية بـ”اضافة صديق”.
وقبل ان يُستقبَل الصديق الضيف بتحية الزيارة “Like”، غافله احد المستقبلين قائلاً: تسقط أميركا ويحيا الـ” Download “، فرد عليه ابو نجمة قائلاً: ان سقوط الانظمة الدكتاتورية الشرق أوسطية سيتبعه سقوط من يصفق منهم للتغيير في باقي البلدان ويساعد أميركا ايضا في مشروعها لاتمام ذلك ظناً منهم بأنها حليف حقيقي ووفي لهم وانه سيحمي انظمتهم حتى النهاية.
اعاد احد المستقبلين شعاره الناري مرة اخرى: تسقط أميركا ويحيا الـ” Download “، فرد عليه صاحب النجمة مرة اخرى: ان الانظمة الدكتاتورية هي وحدة متكاملة وسقوط اي جزء منها لا يعني تقبل باقي الاجزاء، لذا ستنهار جميع الانظمة الدكتاتورية تباعاً، لان منظومة السياسة والاقتصاد والاستقرار الأمني مترابطة ولا يمكن ان تكون مستقلة عن بعضها البعض، إضافة الى ان أوروبا تمر اليوم في مأزق انهيار اقتصادي سيؤدي الى تفكيك أواصر قوة اتحادها. وأميركا ستبقى اللاعب الأقوى على الساحة الدولية بواسطة عملتها الورقية التي تستمد قوتها من نفوذها كقطب عالمي وحيد لا نظير له ولا ند.
توقفت سرعة الـ” Download ” عبر منافذ شوارع جمهورية فيس بوك الشعبية واتفق زوارها على ان أميركا ستخلق شرق اوسط جديد على غرار ما صنعته أوروبا في بدايات القرن الماضي وفقا لمصالحها.