أطباؤنا العرب فخرنا… في أوكرانيا
4 مايو, 2020
أخبار أوكرانيا, الأخبار, مقالات
كشفت الأزمة التي تسبب بها انتشار فايروس كورونا في أوكرانيا عن تضامن فلسطيني عربي غير مقصود في بعض الأحيان وفي بعض آخر يكون منظماً، إذ وجد العديد من الأطباء ورجال الأعمال العرب أنفسهم أمام تحدي الأزمة خارج أوطانهم، ومضى كل منهم في أداء مهامه الإنسانية كل في مدينته وحسب إمكانياته. البعض يعمل تحت الأضواء والبعض الأخر اختار الكواليس والعمل بصمت.
إن العديد من الأطباء الفلسطينيون يمارسون مهنة الطب في أوكرانيا، ومن أطباء الصف الأول ..وهنا نركز الضوء في هذا التقرير على ابن قرية (نوبا) شمال الخليل الطبيب الفلسطيني إسلام دبابسة الذي أنشأ ويدير مجموعة مراكز أي.دي.كلينك للخلايا الجذعية.
بعد تفشي فايروس كورونا حيث فقد العديد من الناس أشغالهم ووظائفهم وكذلك الطلاب الذين قدموا إلى أوكرانيا من دول مختلفة من الوطن العربي أوضاعهم ليست بأفضل حال حيث تتعثر المساعدات التي كان يرسلها أولياء أمورهم في الوصول وبنفس الوقت لا يستطيعون العودة إلى بلادهم بسبب الحظر الجوي المفروض في اغلب الدول العربية.
زادت المسؤوليات الملقاة على عاتق الدكتور إسلام كطبيب، حيث كعادته تعود العمل خلف الكواليس وإنشأ قبل الأزمة العديد من المباردات والمساعدات التي تقف جنباً مع السفارة الفلسطينية في أوكرانيا لمساعدة أبناء الجالية. ولطالما كان شعاره (بعون الله نرعاكم ) كلمات اتخذها منهجاً في حياته وفي عمله في مساعدة الآخرين.
يقوم الدكتور إسلام ومنذ بداية الأزمة بالتعاون وخلف الكواليس مع مجموعة من الوجوه المعروفة في أوكرانيا تحت اسم لجنة طوارئ أبناء الجالية الفلسطينية في كييف بمساعدة المحتاجين الذين عفت نفوسهم عن طلب المساعدة من أبناء الجالية في مدينة كييف. حيث يقوم مع أصدقائه بعمل قوائم دورية وإيصال المساعدات حسب الأوقات المخصصة. وذلك ضمن بيئة تشوبها بعض من التكتم للناس المحتاجة أو أماكنهم وذلك بأن هدفنا المساعدة وليس التفاخر أو تسليط الأضواء كما يقول الدكتور إسلام.
وقد عرف عن الدكتور إسلام مشاركاته التطوعية في العديد من النشاطات الطبية والغير طبية ولعل تطوعه كطبيب وعمله لمدة شهرين متواصلين في ساحة الميدان في مدينة كييف خلال المظاهرات 2014 التي سقط فيها العديد من القتلى والجرحى حيث عرضّ نفسه للمخاطر في سبيل المساعدة مثالاً يفتخر به لطبيب فلسطيني في المهجر.
يولي الدكتور إسلام اهتاماً خاصاً ويدعم ويتابع الطلاب الذين قدموا إلى أوكرانيا لدراسة الطب حيث يعمل على رفع مستوى المعرفة لديهم من خلال الدورات والمحاضرات العلمية التي يقوم بها في مجموعة مراكز أي.دي.كلينك والتي تكون موجه بشكل عام لطلاب الطب.
اليوم وفي هذه الازمة يبدو الدكتور إسلام مرهقاً ومتعباً بين متابعة أعماله كطبيب، وبين المرضى الذين سيعاينهم، وبين عائلته، إضافة إلى ذلك متابعتة لحالات انتقال العدوى بين الجاليات العربية وخاصة الفلسطينية. حيث أصيب عدد قليل من الطلاب بوباء كورونا وبمساعدة السفارة الفلسطينية في أوكرانيا أخذ الدكتور إسلام وبعض من أصدقائه على عاتقهم متابعة حالات المرضى الطبية والحياتية.