أستقلالية الإعلام الإلكتروني واجب أم ضرورة؟
23 ديسمبر, 2012
مقالات, منوعات
عدي صباح / إستطاع البعض من أن يتملك بعضٍ من وسائل الأعلام المرئية منها فضائية ومنها الصُحف اليومية، وتسخر فيها الطاقات والإنتاج لخدمة شخصيات مالكة أو داعمة باتت معروفة لدى الجميع برغم التفاوت في ثقافاتهم وانتماءاتهم، وهذهِ من شأنها أن تصوّر الحق باطلاً والباطل حق وتسيطر على الدراما التي تأسست على الصراع بين الخير والشر، ولا أوجّه نقد صريح فقط بل أحدّده في التساؤلات أين القيم الثابتة في كل ما يروج له البعض، وأين بناء الإنسان من ذلك، وكيف نطوّر مواردنا البشرية هل بانتظار النهاية المؤلمة أو السعيدة للمسلسلات المطولة غير الهادفة، أم بنشر الخبر المفبرك، أم بنوع الأسئلة المتخلفة التي يحزرون بها عامة الناس ؟
هل أن تقييم الصحافة الورقية الجيدة يتم بقدرتها على أن تنقل التراث أو تحافظ عليه أو الأصالة، برأيي لا نجد حداثة إلا بنوع الخبر الجديد والتسابق والتسارع بنشره، لكن حداثة تطوير تفكير العقل البشري بطيئة وغير فاعلة في البعض منها.
أنّ المهم هو إعداد الإنسان الحضاري يماشي انفجار الحضارات وله القدرة على البناء بأفضل ما يمكن لا لخدمة شخص أو المزايدة على الروح الوطنية، برغم أهمية الإنتماء فلابد من فهم الحقيقة ” أن المجهود المبذول لا بد ان يكافئ بتعزيز مادي أكثر من المعنوي “؛ فالإنسان يبتغي اللذة ويتجنب الألم كما أثبته علم النفس الإنساني.
من هذا هل تستطيع الصحافة الالكترونية أن تكون مستقلة بذاتها وموضوعية وهادفة بين هذا الصراع الفكري والسياسي والاقتصادي، وهل يمكن أن تنهض بفلسفة الإعداد والتربية، وبغير الاستقلال لا يمكن تطوير أي عمل موضوعي، ليس المهم أن نشخص وماذا نشخص المهم هو كيف نعالج لو شخصنا ؟ هل بفضح نفسنا بأننا قاصرين عن المعالجة، إذن لابد من التأني في التشخيص مالم تكون هنالك حلول حتى وإن كانت مقترحة، مع الأخذ بالحسبان أمكانية التطبيق الفعلي.
كاتب عراقي