أزهريون مصريون عن داعش: أولئك هم الكفرة الفجرة
4 فبراير, 2015
ملفات خاصة
استنكر علماء وأساتذة بجامعة الأزهر الشريف في مصر جريمة تنظيم داعش البربرية بحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا واصفين الجريمة بالنكراء ومؤكدين أن الإسلام حرم قتل النفس البشرية البريئة، مصداقا لقول الله تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ” ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الإنسان بنيان الربِّ ملعون من هدمه”.
وقال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر لـ”العربية.نت” إن الإسلام والفقه نهى عن ما يعرف بالاستحلال نهيا جازما وقال أهل العلم من استحل المحرم كفر، ومن حرم الحلال كفر وخرج من الملة لأنه رد الأمر على الله عز وجل حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم “ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم “.
وأوضح كريمة أن داعش فعلوا ذلك، وحرموا ما أحله الله وأحلوا ما حرمه الله ولذلك فهم فأولئك هم الكفرة الفجرة، ووجب على القضاء الشرعي النظر في أمر كفرهم وإصدار البيان الشرعي بشأنه للحاكم.
وقال الشيخ كريمة “لا يوجد في التاريخ الإسلامي أية وقائع تثبت حرق الأسرى بل حتى المرتدون، فلم يثبت أن أبا بكر الصديق قام بذلك بل لم يثبت ما نسبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لكن الصحيح هو ما ورد في سند الإمام أحمد في سند المكيين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال “لا تحرقوا بالنار فإنه لا يعذب بالنار سوى رب النار”.
وأضاف أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر أن الإسلام نهى نهيا قاطعا عن التمثيل بالنفس البشرية بالحرق أو الغرق أو تعريض الأسرى للخطر والضرر، فالشرع يحث على الإحسان إليهم ويحض على أخذ الفداء منهم وأوجب إكرامهم، ففي معركة بدر كان كل مسلم صحابي جليل عنده واحد من الأسرى من كفار قريش يفضله على ما عنده من طعام وشراب ولذا فإن ما فعله هؤلاء المرتدون هو عمل خبيث، والإسلام بريء منه.
من ناحيته، أكد الدكتور محمد وهدان الأستاذ بجامعة الأزهر أن ما فعله أعضاء تنظيم “داعش لا يمت للدين بصلة، مضيفًا أن هذا لم يرد في السنة، ولم يحرق رسول الله أي شخص سواء كان مسلمًا أو مشركًا، مؤكدًا أن مثل تلك الفتاوى ما هي إلا تقوّل على أئمة العلم وتحريف الكلم الذي ينتهجه أعضاء التنظيم.
وأضاف أن حرق المسلم جريمة والأسير يجب أن يواجه بالإحسان إليه فالرسول لم يقتل أسيرًا، وهذا ما هو إلا فهم الخوارج للدين ويفسرون الدين وفق الهوى ويأتون بالنصوص الشاذة.
من جانب آخر، أكد مجلس حكماء المسلمين بالأزهر الشريف أن الإسلام حرَّم الاعتداء على النفس البشرية بأي صورة من الصور، وفقا لقول الله تعالى “وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيمًا” ولقول النبي “لأن تُهدَم الكعبةُ حجراً حجراً أهون عند الله من أن يُراق دم امرئ مسلم”.
وأعرب المجلس في بيان له، الأربعاء، عن حزنه العميق من إقدام هؤلاء الإرهابيين المفسدين في الأرض على هذه الفعلة الشنيعة الشيطانية من التمثيل بنفس بريئة بالحرق ما يستوجب ملاحقتهم وتطبيق شرع الله فيهم “ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم.
وحثَّ مجلس حكماء المسلمين كافة المنظمات الدولية على ضرورة التصدي لهذه الفرقة الضالة الباغية التي تعيث في الأرض فسادًا تحت راية الإسلام، والإسلام منها براء، والتي تهدد بفعلتها النكراء السلام العالمي الذي تنشده الإنسانية جمعاء.