%D9%85%D8%AB%D9%82%D9%81 أوكرانيا

أزمة ثقافه أم أزمة مثقفين

“يسأل الشخص أحيانا عن عمره و مستواه العلمي كمعيار لمعرفة حجم ثقافته أو إذا كان الشخص مثقفا أم مثقف أوكرانيالا”

هذه العباره هي تلخيص موجز لمواضيع شتي يضيق المجال عن ذكرها

فهل هي أزمة ثقافه أم أزمه مثقف ؟ أم هي بالعموم تلخيص لحالنا الذي صار مأزوما بجميع جوانبه

ولنبدأ بالثقافه و في تبسيط مخل هي “شكل واعي من أشكال المعرفه البشريه التي تعمل علي ترسيخ

أساسيات التفكير المنطقي وزيادة الوعي بالمدرك العام والذي هو مخزون العقل البشري من

الحراك الإجتماعي و السياسي و الطبيعي” بهذا التعريف فإن المثقف هو الوارث و الناقل

و المسؤول عن جملة هذه المعارف

فالمثقف قد يكون كاتبا أو معلما أو عاملا و بالمقابل فليس كل كاتب أو معلم أو عامل مثقف

وأعود إلي المحور النقاشي أو السؤال عن العمر أو التعليم كمعيار لتحديد المثقف و الغوص عن الأسباب

التي أدت لسوء الفهم هذا فمن الجلي أن أهم سبب هو جدليه المثقف و السلطه و الشد و الجذب

بينهما فالمثقف كفرد واعي بمشاكل أمته يسعي للإصلاح الذي يعني أول ما يعني السلطه

السياسيه التي تحكمناأو لنسميها بإسمها الحقيقي “الديكتاتوريات التي تجثم علي صدورنا”

فتري في المثقفين خطرا يتهددها فتبعدهم و لا تكتفي بذلك بل تكمم أفواههم و ترميهم في السجون فتخلق هاله

من الرعب داخل أي منشد للصلاح بحيث يتردد ألف مره قبل ان يكتب شيئا , هذه الحاله تزرع إسفينا بين رغبات

الشعوب للتغيير و مثقفيها المغضوب عليهم من الحكومات التي تسعي في جانب آخر إلي تقديم نماذجها وببغاواتها

الذين يسبحون بحمدها مما يخلق حاله من الركاكه في المشهد الثقافي العربي

و سبب آخر من أسباب سوء الفهم للثقافه و المثقفين و هو تواضع الوسط الذي يخاطبه المثقف أو الجمهور فهو

نصف أمي وفي مثل هذا الوسط فالأولويه للثقافه الإستهلاكيه من مسلسلات و أفلام و جرائد تخاطب الغرائز

أو تطرح قضايا هامشيه دون الغوص في مشكلاتنا التي تعددت و تعمقت داخل مجتمعاتنا

و أيضا سبب آخر لسوء فهم ماهية المثقف و دوره هو إنتشار صوره نمطيه عن المثقف ساهم في ترسيخها

بوعي أو بدونه عدد من الأفلام و المسلسلات التي صورت المثقف كشخص هايم علي وجهه يمضغ الكلام

ويتلذذ ببعض المصطلحات ينحصر همه في الكلام و يتلصص علي الموائد و أصحاب النفوذ و هي صورة

مؤلمه ومؤذيه لحملة مشاعل النهضه فينا , و أيضا كان لكثرة “الطابوهات” أو المناطق المحظوره في

موروثنا الثقافي دورا مهما في تصوير بعض المثقفين كالمتمردين الذين يحاولون هدم معتقداتنا سعيا

لإحلال المفهوم الغربي بيننا .

وفي الجانب الآخر من الصوره فاللمثقفين دورهم في تغيير مفاهيم الناس حولهم فسلبية البعض منهم و جمود البعض

و إنجرار البعض وراء مفاهيم الغرب قد شكلت فرقا تسلل منه من يريد أن يظل رواد التغيير يراوحون مكانهم دون

إسهام في نهضة هذه الامه .

إن مثقفينا اليوم يعيشون بين سندان حكومات ترغب في تحجيمهم إن لم يكن تغييبهم و شعوب بينها وبينهم

جدار من سوء الفهم و التقليل من دور المثقف الإصلاحي كواحد من أهم الأعمده التي تنهض عليها الأمه

و مالم يكن هناك حراك فاعل يغطي عموم المشهد الثقافي فلن يكون هناك إهتمام أو إزالة للبس الحاصل

حول ماهية المثقف .

إن مثقفينا أهم أدواتنا لمواجهة المد الثقافي الكاسح للمفاهيم الغربيه في عالم اليوم و مالم نعطيهم الأدوات و الحريه

فسوف نظل نسعي بين صفا الرفض و مروه القبول لمنتوج العولمه إلي ما شاءالله دون تمييز ما بين هو صالح لنا كأمة لها خصوصيتها

كمهبط آخر الرسالات و ما يجب رفضه , و ستظل الأسئله تراوح مكانها دون إجابات لأن المنوط بهم الإجابه قد

كممت أفواههم و غلت أيدهم فأضحوا خصما لا إضافه

عزرا للإيجاز المخل و أختم بهذه الأبيات لأحمد مطر

بعد ألفي سنه تنهض فوق الكتب , نبذة عن وطن مغترب

تاه في أرض الحضارات من المشرق حتي المغرب

وطن لم يبق من آثاره غير جدار خرب

لم تزل لاصقة فيه بقايا من نفايا الشعارات وروث الخطب

عاش حزب…., يسقط الخا…..,عائدو……, و الموت للمغتصب

و علي الهامش سطر

أثر ليس له إسم

إنما كان إسمه يوما بلاد العرب

شاهد أيضاً

عدنان

رحيل الدكتور عدنان كيوان.. والجالية السورية في كييف تنعى الفقيد

عمت حالة من الحزن والتسليم بقضاء الله وقدره أوساط الجالية السورية والعربية والإسلامية في أوكرانيا …