%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%B1 أوكرانيا

أتركوا الخلاف على الصلاة ولنتحدث في السياسة

د. محمود نصار / لا أحد يختلف على أركان الدين من صلاة وزكاة وصوم وحج …. فلم تأتي جماعة الاخوان نصار أوكرانياالمسلمين بدين جديد بل هو الاسلام الذي نعرفه وعاشه اجدادنا قبل ان تولد هذة الجماعة وقد عاشوه بكل أركانه وبما أتى به كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فأسلموا لله وجوههم وأقاموا شعائر الدين وجاهدوا باموالهم وأنفسهم في سبيل الله وإن وجد إجتهاد وقياس يختلف فيه الاخوة أعضاء الجماعة مع من هم خارجها فإن النقاش في الامور الدينية وارد بين العلماء والفقهاء لتبيين الأرجح والاهم لعامة المسلمين

 لذلك وطالما اننا جميعا مسلمين والحمد لله فلنضع الاسلام في مكانته الرفيعة جانبا عندما نتكلم عن السياسة حتى لا نلوث الدين بافكار وسلوك يحتمل الخطأ أو الصواب وحتى لا نسقط اخطائنا على العقيدة إذا ما سقطت افكارنا .

ومن هنا فإن الحركة السياسية للإخوان المسلمين في العالم العربي قد سقطت وهذة حقيقة سواء اتفقنا او اختلفنا مع منهجهم السياسي فهم أولا لم يكونوا مستعدين ولم يتوقعوا ان يصلوا الى سدة الحكم لولا ظروف عديدة ساعدت على ذلك فأصابتهم حالة من الارتباك السياسي في كيفية تسيير الدولة والسيطرة على مقاليد الحكم وظهر التناقض واضح جدا بين ما كانوا يدعون اليه ويضغطون على الحكام السابقين من اجله عندما كانوا معارضة وبين الواقع السياسي الذي يفرض عليهم التصالح مع عدة قضايا اكتسبوا برفضها سابقا شعبية واسعة وبما أن المواطن ذكي مهما كانت ثقافته فلقد ادرك الجميع ذلك وبدأت المصداقية السياسة والوطنية لهم على المحك فلم يغفلوا بإيجاد مبررات عديدة للوضع الجديد والتصالح مع هذا الواقع وتواكب ذلك مع إنفلات عددا من الشيوخ المحسوبين عليهم بالتعجل في نقد النظام المجتمعي العربي ومحاولة تغييره مسقطين من اعتبارهم انتظار التمكين فكان رد شريحة كبيرة من المجتمع الرفض وطلب التغيير حتى سقط الحكم لكل هذة العوامل عدا الاماكن التي يسيطر عليها بقوة السلاح .

فحوصر فكر الاخوان وقيادتهم عربيا ولم يكن هناك بدا من تنشيط الخلايا والتجمعات الاخوانية في اوروبا والتي كانت تتخذ شكلا اجتماعيا لتسهل لنفسها العمل والانتشار بدعم مالي كبير من دول الخليج وغيرها وهذا يفسر هذا النشاط الكبير الذي نراه الآن في محاولة هذة التجمعات على السيطرة على المؤسسات الشعبية سواء جاليات او روابط للطلاب او مهنيين او غيرها ساعية الى النجاح في المهجر فيما فشلت فيه في أوطانها بالتسلل الى المجتمعات الغربية ومحاولة التأثير في سياستها لدعم اعادة انتشارها وتجديد دعوتها في الوطن وما كل هذة المؤتمرات التي نسمع عنها بأسماء كثيرة احيانا باسم فلسطين وحق العودة وغيرها هي نفس البداية التي بدأوا بها في الوطن ونفس طريقة الانتشار ونفس الترغيب للشباب الوطني والغيور لذلك فإن غياب وضعف المؤسسات الوطنية والرسمية وإنهاكها في الخلاف فيما بينها على هوامش تافهة هي مأساة أما بالنسبة للإخوان فأنا شخصيا احترم كل وجهة نظر سياسية وإن إختلفت معها لذلك فإنني ادعو هم الى الصراحة والصدق وإعلان الهدف السياسي حتى يحترموا عقلية المواطن العربي وله الحق ام يختلف معهم او يتفق وليشاركوا في السياسة طالما لهم بعد في المجتمع ويعلنوا فكرهم أما الاستمرار في الدخول من الباب الخلفي باسم الصلاة والصيام ثم اعلان الهدف فلقد فشلت هذة الطريقة في مرعاها ولن تنجح في مرعى غريب .

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …