201609 AA أوكرانيا

أبو جهاد وزير دفاعنا

201609 AA أوكرانيام.أحمد منصور دغمش / نحن كشعب فلسطين قدرنا أن تكون لنا كل يوم مناسبة أما حزن وأما فرح لكن بعض المناسبات لن تمر مرور الكرام لأنها محفورة بذاكرتنا ولا تستطيع ظلمات الليالي ولا قسوة الأيام أن تمحي من ذاكرتنا سيرة رجال صنعوا لنا تاريخاً ناصع البياض … فأمثال القائد ” خليل الوزير ” رغم أننا نعيش في زمن شحت فيه مواصفات أبو جهاد لأن ظاهرة بتلك الحجم لا تتكرر مرة كل قرن من الزمن لذلك تحتم علينا تلك المرحلة الحرجة في تاريخ ثورتنا خاصة العمل العسكري … فإن مهندس العمل العسكري … أول الرصاص وأول الحجارة … ذلك الرجل الذي تنحني كل القامات والهامات إجلالاً وإكباراً لعطائاته وإنتصاراته وفضل عقليته التي تمزج بين العمل العسكري والسياسي ناهيك عن بعد نظره في مصلحة الوطن ولو كان عدلاً في زمننا هذا لتم صناعة تماثيلً لذلك الزعيم الذي إرتقى إلى العُلا وهو يشهر مسدسه الشخصي في وجوه أعضاء الموساد الذين هاجموه بتونس ليلة السبت 16-4-1988م وخط بدمه وليس بالحبر الجاف كغيره ” لنستمر بالهجوم حتى النصر ..إلخ ” إنه قائداً لا يكل ولا يمل من التفكير بفلسطين وبوصلته لا تشير إلا للقدس العاصمة الأبدية لنضالنا المستمر حتى التحرير … فكان لا يدخر جهداً في دك مضاجع بني صهيون وإحاطتهم بالكوابيس في كل زمان ومكان فمن عيلبون للكرامة إلى دوريات الأرض المحتلة إلى عمليات الساحل وفندق سافوي وباب المغاربة والدبويا مروراً بإجتياح بيروت ومحاولة القضاء على م – ت – ف وصولاً إلى عملية ديمونا التي كانت خط أحمر لحكومة الإحتلال التي عقدت الإجتماعات المصغرة وسخرت أحدث تكنولوجيات العالم وبإمداد الكيان بمعلومات من الشرق والغرب إستطاعت مجموعة من عناصر النخبة في الموساد الصهيوني وعلى رأسهم القاتل يهود باراك وبمساعدة الطائرات والسفن والغواصات والإمداد الجوي والبحري والبري ليصلوا إلى القائد أبو جهاد وكان قدره محتم مع الموت لكنه مات واقفاً غير راكعاً وهو يقاتل كيف لا وهو من قال ” نموت واقفين ولن نركع ” لكن مدرسته العسكرية لم تموت ولن تموت أبداً وستبقى إرثاً يحمله ويفخر به كل فلسطيني حرّ شريف وكل ثائر على وجه الأرض … ومن المفترض أن تُدرس تكتيكاته الحربية وخططه العسكرية في جميع الكليات العسكرية لما تزخم به تلك المدرسة من علوم عسكرية وفنون حربية في الهجوم والدفاع وحرب العصابات وجلب المعلومات وتحليلها على مستوى عالي من المهنية ولم يصعب على أبا جهاد شيئاً مهما كان عسكريًاً أو أمنياً والهجوم والرد دائماً جاهز لأنه كان يحب العمل بدون مقابل ولم يكن صاحب شركات تجارية أو أسهم إستثمارية ولم يجيد إلا أن يكون قائداً وثائراً وأباً حنوناً ومقاتل لا يُشق له غُبار … فلم يلتفت للثروة بل قدّس فقط الثورة وكان أشد الناس إيماناً بأنها أقصر الطرق لتحرير وطننا المسلوب وكان بمثابة الطبيب الذي يجيد كل التخصُصات فدبلوماسيته بصحبة رئيسنا الخالد ياسر عرفات فتحت لنا أبواب الإتحاد السوفيتي ودول جنوب شرق آسيا بل وأبعد من ذلك فغمرت أوربا الشرقية وأمريكا اللاتينية وكوبا .. وأعماله العسكرية قهرت إسطورة الجيش الذي لا يُقهر وكسرت منظومة الأمن الصهيوني الذي هو بمثابة صفوة الأمن الغربي الإستعماري الإمبريالي

فبرغم مرور أربع وعشرون عاماً على رحيلك سيدي أبا جهاد إلا أن دمائك ما زالت تفوح منها رائحة المسك وما زال تراب فلسطين يشتاق لك وهواء الوطن مُفعم برائحة إنتصاراتك والمسجد الأقصى يشتاق لتقيم به صلاتك … إن الشمس تشرق من فوهة بندقيتك والفجر يضيء نهاره نور وجهك … فأنت سيد البنادق والأب الحنون وخليل الوطن ووزير دفاع فلسطين الأول وأمير الشهداء فهنيئاً لك تلك الصفات وعهدنا لك أن نبقى دوماً على خطاك حتى ننول إحدى الحُسنيين ونرجو من رب الكون أن يكرم نُزلك ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة أنت وكل الشهداء وأن يجمعنا معك وإياهم على حوض نبينا ” صلى الله عليه وسلم ” ليسقينا بيديه الشريفتين شربة ماء لن نظمأ بعدها أبداً وأن يسكننا وإياكم الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً إنه على كل شيء قدير وحتى ذلك الحين سنبقى بذكراكم شامخين وعلى خُطاكم سائرين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …