كتب محمد العروقي رئيس تحرير موقع أوكرانيا / تتجه الانظار اليوم لما سيتحدث به الرئيس الامريكي ترامب حول أوكرانيا و سط توقعات باعلان استئناف الدعم العسكري لأوكرانيا .شخصيا لا أؤمن بتصريحات أو اقوال ترامب في اي قضية الا عندما نرى ذلك تحقق على ارض الواقع بسبب تقلباته المزاجية و الا عيبه التجارية ، إن استئناف دعم أوكرانيا لا يعني باي حال من الاحوال حدوث قطيعة بين ترامب و بوتين ، لكن حسب وجهات نظر تقول ان ذلك قد يؤدي الى قناعة لدى الروس بالجلوس الغير مشروط على طاولة المفاوضات.
كيف وصلت الامور على هذا الحد؟
منذ اعلان ترامب نواياه بانهاء الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا ، اتخذ ترامب طريقا واحدا وهو الضغط على الطرف الاوكراني فقط وكانه اتفاق او مهلة من روسيا لترامب بالضغط على أوكرانيا ، وكلنا نذكر ما حدث في البيت الابيض خلال لقاء ترامب زيلينسكي وماحصل بعد ذلك في العلاقات الرمادية بين الشخصين (ترامب -زيلينسكي) ، هذا اعطى مفهوم غير ناضح لدى القيادة الروسية بأن الامور و العلاقة الشخصية بين ترامب و زيلنسكي وصلت لطريق مسدود ولن تعود ، هذا التصور الروسي الخاطئ زاد من عنجهية الطرف الروسي لدرجة انهم نسيوا حدود العلاقة الحميمة والخطوط الحمراء التي تحدد العلاقة بين ترامب و بوتين ونستشهد بذلك الرفض الروسي لكل العروض المقدمة من اجل هدنة لمدة شهر والجلوس على طاولة المفاوضات بل وضعت روسيا شروطا جديدة قبل الجلوس من اجل هدنة وهي الشروط المتمثلة بانسحاب اوكرانيا من خمس مناطق حتى الحدود الادارية ناهيك عن شروط أخرى متمثلة بعدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو و تسليح الجيش الاوكراني ..الخ . وكانت تصريحات الطرف الروسي متمثلة بعنجهية اكبر اي نحن لسنا في عجل من امرنا “اما ان تتحق شروطنا بالمفاوضات (الاستسلام) أو عن طريق مايسمونه العملية العسكرية. وكما ذكرنا كل ذلك ياتي وسط ضغط مالي وعسكري و اعلامي ودبلوماسي وسياسي من ادارة ترامب على أوكرانيا.
كيف تحولت الامور لصالح أوكرانيا ؟
منذ اللقاء الشهير بين ترامب وزيلينسكي في البيت الابيض قامت اوروبا باحتضان زيلينسكي ورفع معنوياته و اكدت الدول الاوروبية لزيلينسكي انها لن تتخلى عنه بجميع الاحوال لكن الاهم من ذلك هو اعتماد زيلينسكي على النصائح البريطانية و الفرنسية في الية التعامل مع ترامب مما اثر ايجابيا في عودة العلاقات الدافئة بين زيلينسكي وترامب وهنا كانت نقطة التحول.
مع تعاظم الملفات لدى ترامب في قضايا اكثر خطورة في الشرق الاوسط و الصين و دول الناتو و غيرها و العناد الروسي المطعم بالعنجهية ، ادى ذلك الى اعادة ترامب لحساباته ، فهو يريد شرق أوسط جديد حسب مواصفات نتنياهو و يريد أوكرانيا جديدة حسب مواصفات بوتين ، لكن ناقوس الخطر بدأ يدق من الدول الاوروبية و من الصين في اعادة تموضع جغرافيا العلاقات و التحالفات ، الاتحاد الاوروبي لا يعارض وجود علاقات متميزة بينه و بين الصين بعيدا عن ضرائب ترامب ، كذلك الصين تريد علاقات جيدة تجارية مع روسيا و لا يمنع ان تكون لها علاقات تجارية مع أوكرانيا ، كذلك هناك طموحات صينية في الشرق الاوسط ، لذلك المشهد تعقد كثيرا امام ترامب من مخاوف ولادة تكتلات جديدة ليست بالحسبان وخاصة علاقة ترامب مع الناتو او الاتحاد الاوروبي علاقة متميزة اقتصاديا ، فخسران تحالف من تلك التحالفات قد يؤثر على علاقة ترامب الاقتصادية مع هذه الجهات ، لذلك على مايبدو فضل ترامب العودة للخارطة الحالية من التحالفات الكلاسيكية فهو ايضا مستفيد ماديا من الناتو و الاتحاد الاوروبي وكندا بفضل الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا .
وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير بين ترامب وبوتين هي المكالمة التلفونية الاخيرة بينهما في بداية يوليو الحالي ، والتي اعلن بعدها ترامب بخيبة ظنه في بوتين كما اعلن بوتين من خلالها عزمه مواصلة الحرب حتى احتلال كامل الشرق الاوكراني حتى الحدود الادارية … ماذا سيحدث بعد استئناف الدعم و الى اين ستتجه الامور هذا سوف نتناوله في مقال قادم.
أوكرانيا اليوم
إقرأ المزيد:
المخابرات الأمريكية :بوتين لم يتراجع عن رغبته في السيطرة على أوكرانيا