مصطفى
مصطفى سبيتي

أوكرانيا تطرق أبواب الناتو… حلف شمال الأطلسي يراوغ … وأميركا المستفيد الأكبر من الصراع

أوكرانيا تطرق أبواب الناتو… حلف شمال الأطلسي يراوغ … وأميركا المستفيد الأكبر من الصراع

كتب مصطفى سبيتي / تنتهج أميركا تجاه روسيا سياسة التحدي عبر دعمها لأوكرانيا بشكل غير مباشر والعمل على تمديد رقعة حلف شمال الأطلسي (الناتو) المهدد لروسيا ،بإعتبار ما تشهده العلاقات الأوروبية الروسية من توترات أمنية أخرها طرد بعض السفراء من الجانبين من جراء تهم تجسس ، وهذا يؤثر سلباً على تعاظم قوة الولايات المتحدة الأميركية في العالم وأوروبا خصوصاً .

بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي مرّت العلاقة ما بين أوكرانيا وروسيا بفترات تتوتر وإتفاق ، يعود ذلك بحسب العلاقة ما بين روسيا وأميركا ، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأزمة الحالية بين الطرفين ليست نتيجة الأحداث التي حصلت من دخول للقوات الروسية إلى القرم في العام 2014، ولكن في الواقع هو ظهور سياستان متناقضتان، إحداهما ترى أنه لا يمكن  الاستغناء عن روسيا ، والأخرى تدعو للتوجه غرباً وفتح العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية.

ما زال الأوكران كحال أغلب الدول في العالم يعانون من بناء دولة مستقلة سياسياً رغم الموارد والإمكانات الموجودة في بلدها ، يعود ذلك لعدة أسباب أبرزها محاولة التوجه الغربي المفرط لتحقيق حلمها الغير واقعي لإنضمامها لمنظمة حلف شمال الأطلسي ، ولكن يخفى على أذهان الأوكران أنّ هناك العديد من الدول الأوروبية دخلت في حلف الناتو بل أكثر من ذلك إنضمت إلى الإتحاد الأوروبي وهي الآن تعاني الكثير من الأزمات داخل بلدها ، وفي المقلب الآخر نجد دولاً تريد الإنفصال عن الإتحاد وشهدنا مؤخراً بريطانيا خير دليل على ذلك ، ولكن المستفيد الأكبر من دخول أوكرانيا لحلف الناتو هو واشنطن لجعلها بؤرة تؤرق حلم بوتين .

زادت حدة الصراعات بين روسيا وأوكرانيا عقب إجراء أوكرانيا مناوراتٍ عسكرية في محيط مدينة خاركوف قرب الحدود مع روسيا، وتفاعلت مع بدء التهديدات من قبل حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكية ، وإزداد الوضع سوءاً هو إستخدام البحر الأسود وأوكرانيا كقواعد عسكرية أميركية وفق ما يقول الروس ، حيث يشكّل البحر الأسود منطقة إستراتيجية هامّة وحساسة، تتداخل فيها المصالح الجيوسياسية لعدد كبير من الدول المطلة عليه، مثل رومانيا وبلغاريا وتركيا (الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي)، كما أنّه ممر تجاري عالمي عبر مضيق الفوسفور الذي يربط أسيا – أفريقيا- أوروبا .

 وبناء على ما تقدّم ،  لا يمكن  للناتو أن ينجح في الدفاع عن أراضي أكثر دولة عرضة للخطر ( أوكرانيا ) في مواجهة أي غزو روسي، بإعتبار أنّه في حال قامت موسكو بغزو أوكرانيا فلن تصمد كييف لأكثر من أسبوع، وخاصةً أنه من المستبعد أن يقوم الناتو بأي إجراء عسكري ضدّ موسكو، لأسباب عدة منها قطع إمدادات الغاز عن أوروبا، وعلى الرغم من توتر العلاقات الأميركية الروسية على خلفية الأزمة الأوكرانية إلا أنّ واشنطن تهدد لكنها لن تدخل في مواجهة عسكرية مباشرة مع موسكو.

وتجدر الإشارة إلى إنّ روسيا لديها أوراق كثيرة للضغط على أميركا في حال الإقدام على أي خطأ عسكري من أبرزها هي إنشاء قاعدة عسكرية في كوبا، ونشر مواقع عسكرية في فنزويلا، وتكثيف التعاون بشكل أوثق مع إيران، العدو الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وإعادة العلاقات السياسية والاقتصادية مع كوريا الشمالية” ، والخطوة الأخطر التي من الممكن الإقدام عليها روسيا هي الاتفاق مع بكين على تشكيل تحالف عسكري رسميا”.

أوكرانيا
توضيحية
أوكرانيا تطرق أبواب الناتو… حلف شمال الأطلسي يراوغ … وأميركا المستفيد الأكبر من الصراع

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …